Репост из: مهتم!
💡
[[ انحيـازُ مؤتـة ]]
في معركة مؤتة (٨ هـ) بلغ عدد جيش الروم إلى مائتي ألف ومعهم من العرب خمسين ألفًا ومعهم من الخيول والسلاح ما ليس مع المسلمين الذين كان عددهم ثلاثة آلاف رجل فقط!
فلما بلغ جيشُ المسلمين أعدادَ جيش الروم دخل في قلوب بعضهم الخوف والتردد وظلّوا في موقعهم ليلتين يتناقشون في أمرهم أمام هذه الجيوش الكبيرة، هل يبعثون إلى رسول الله ﷺ يخبرونه لعلّه يمدهم بالرجال أو يوصيهم بالمضي في القتال؟
فقام عبدالله بن رواحة، وقال للجيش: "يا قوم! والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له، خرجتم تطلبون الشهادة ونحن ما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نُقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله تعالى به، فإنما هي إحدى الحسنيين: إمّا ظُهور وإمّا شهادة".
فتشجّع الناس، وقالوا: "صدق والله ابن رواحة"، فمضوا للقتال، وانحازوا إلى مؤتة وقابلوا جيش الروم وجرت بينهم معركة عظيمة، قاتل فيها الأمير الأول زيد بن حارثة حتى قُتِل فحمل الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قُتِل فحملها عبدالله بن رواحة فقاتل حتى قُتِل.
فضعفت عزائم المسلمين وانفرط عقدهم لسقوط الراية حتى همّ بعضهم الانسحاب والانهزام من المعركة فصاح عقبة بن عامر في الجيش وقال: "يا قوم! يُقتل الإنسان مُقبلاً أحسن من أن يُقتل مُدبرًا"، فاصطلح الناس على إمارة خالد بن الوليد والذي تمكّن بشجاعته وفطنته من إثارة روح القتال في المسلمين وقاتلوا قتالاً عظيمًا وأصابوا الروم خسائر حتى استطاع خالد سحبهم من المعركة بلا هزيمة.
فلما وصلوا المدينة صار الناس يحثّون في وجوههم التراب ويقولون لهم: "يا فرارون، فررتم في سبيل الله"، حتّى أن الرجل يجيء إلى أهل بيته يدق عليهم الباب فيأبون يفتحون له ويقولون له: "هلَّا تقدّمت مع أصحابك فقُتِلت؟! "، بل وصل أن بعض الصحابة جلسوا في بيوتهم استحياءً من الناس.
ولمّا بلغ رسول الله ﷺ ذلك صار يُرسل إليهم رجلاً رجلاً، ثم يقول: "أنتم الكرَّارون في سبيل الله".
🚩▪ أيها المجاهد: ▪️🚩
لا تيأس، فهؤلاء أجدادك قد أصابهم القرح والأذى والتخذيل فما ضعفوا ولا استكانوا.. وها هو خالد بن الوليد الذي انسحب وانحاز من معركة مؤتة الشام؛ بعد أربع سنواتٍ فقط يعود كارًا إليها يصول ويجول بجيشه بين مدن فارس والروم فيقتل منهم ويُصيب ويُشرّد حتّى فتح الله على يديه وإخوانه العراق والشّام!
الإيمان والإعداد، هما سلاحا المجاهد، مهما تغيّرت الظروف ومهما تحسنت أو ساءت فيجب أن يبقى هاذين السلاحين جاهزين متواجدين على الدوام، فإنه إن انحاز اليوم بعد إعذاره لله و وجد الله منه علامات الصدق من إيمانٍ وإعداد فسيكتب له أن يكرّ ثانية وثالثة حتّى يُحقّق له النصر.. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
.
[[ انحيـازُ مؤتـة ]]
في معركة مؤتة (٨ هـ) بلغ عدد جيش الروم إلى مائتي ألف ومعهم من العرب خمسين ألفًا ومعهم من الخيول والسلاح ما ليس مع المسلمين الذين كان عددهم ثلاثة آلاف رجل فقط!
فلما بلغ جيشُ المسلمين أعدادَ جيش الروم دخل في قلوب بعضهم الخوف والتردد وظلّوا في موقعهم ليلتين يتناقشون في أمرهم أمام هذه الجيوش الكبيرة، هل يبعثون إلى رسول الله ﷺ يخبرونه لعلّه يمدهم بالرجال أو يوصيهم بالمضي في القتال؟
فقام عبدالله بن رواحة، وقال للجيش: "يا قوم! والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له، خرجتم تطلبون الشهادة ونحن ما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نُقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله تعالى به، فإنما هي إحدى الحسنيين: إمّا ظُهور وإمّا شهادة".
فتشجّع الناس، وقالوا: "صدق والله ابن رواحة"، فمضوا للقتال، وانحازوا إلى مؤتة وقابلوا جيش الروم وجرت بينهم معركة عظيمة، قاتل فيها الأمير الأول زيد بن حارثة حتى قُتِل فحمل الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قُتِل فحملها عبدالله بن رواحة فقاتل حتى قُتِل.
فضعفت عزائم المسلمين وانفرط عقدهم لسقوط الراية حتى همّ بعضهم الانسحاب والانهزام من المعركة فصاح عقبة بن عامر في الجيش وقال: "يا قوم! يُقتل الإنسان مُقبلاً أحسن من أن يُقتل مُدبرًا"، فاصطلح الناس على إمارة خالد بن الوليد والذي تمكّن بشجاعته وفطنته من إثارة روح القتال في المسلمين وقاتلوا قتالاً عظيمًا وأصابوا الروم خسائر حتى استطاع خالد سحبهم من المعركة بلا هزيمة.
فلما وصلوا المدينة صار الناس يحثّون في وجوههم التراب ويقولون لهم: "يا فرارون، فررتم في سبيل الله"، حتّى أن الرجل يجيء إلى أهل بيته يدق عليهم الباب فيأبون يفتحون له ويقولون له: "هلَّا تقدّمت مع أصحابك فقُتِلت؟! "، بل وصل أن بعض الصحابة جلسوا في بيوتهم استحياءً من الناس.
ولمّا بلغ رسول الله ﷺ ذلك صار يُرسل إليهم رجلاً رجلاً، ثم يقول: "أنتم الكرَّارون في سبيل الله".
🚩▪ أيها المجاهد: ▪️🚩
لا تيأس، فهؤلاء أجدادك قد أصابهم القرح والأذى والتخذيل فما ضعفوا ولا استكانوا.. وها هو خالد بن الوليد الذي انسحب وانحاز من معركة مؤتة الشام؛ بعد أربع سنواتٍ فقط يعود كارًا إليها يصول ويجول بجيشه بين مدن فارس والروم فيقتل منهم ويُصيب ويُشرّد حتّى فتح الله على يديه وإخوانه العراق والشّام!
الإيمان والإعداد، هما سلاحا المجاهد، مهما تغيّرت الظروف ومهما تحسنت أو ساءت فيجب أن يبقى هاذين السلاحين جاهزين متواجدين على الدوام، فإنه إن انحاز اليوم بعد إعذاره لله و وجد الله منه علامات الصدق من إيمانٍ وإعداد فسيكتب له أن يكرّ ثانية وثالثة حتّى يُحقّق له النصر.. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
.