حرفك عنوانك ، وكلامك برهانك ، وصفحتك تعبر عن قيمك أخلاقك .. ثقافتك .. فكرك ..هويتك ..انتمائك .. طبيعة مجتمعك ؛ ليس محتما أن أعايش إنسانا ما ، لأخبر عقله وفكره وأعرف أصله وفصله وطبيعة مجتمعه ورقيه ، ولا ضروريا أن أخالط من لأعرف خلقه ودينه و انتماءه ، لأنه من السهل المقدور أن أقف على الكثير من ملامحه النفسية من خلال ما تخط يمينه ، وما يسطر قلمه ، ومايتحدث به ، فكلام الإنسان ينم عن فكره ، وبيانه يشي بشيء من مكنون نفسه ، وقديما قال أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) :
"المرء مخبوء تحت لسانه، إذا تكلم ظهر" وكما يُقال للصامت تكلم حتى أراك" فحرف الإنسان عنوان نفسه ، وكلامه ترجمة لما في عقله ، وسلوكه دليل أخلاقه ، وكما قيل : كلامك تعاملك مع الآخرين يكشف السر للناس عن أصلك وفصلك ودينك وهويتك وانتمائك ،
وما يدهشني في الوجود شيء مثل بعض ممن نعرف ، ينثرون على هذا الفضاء الأزرق حروفا شعثاء ، البعض تسمع منها ضجيج نفس ركبها الهلع ، وسيطر عليها القنوط ، بفعل الحصار واستمرار العدوان ومع انتشار فيروس مايسمى "كورونا" ومع انعدام المشتقات النفطية بفعل الحصار واحتجاز سفن النفط من قبل قوى العدوان وماتعانيه البلد من ستة أعوام من صراع مع قوى الطاغوت يتذمرون ويهولون وكأن الله ليس موجودا ، ورحمته التي وسعت كل شيء لم تعد تجدي نفعا ، والبعض ينثر حروفا بكلمات ذميمة وألفاظ قبيحة محملة بالسفه من سخفها وقبحها تستحي وتخجل أنه محسوب على خير أمة أُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
وما يدري الفذ من أولئك الأغرار أن صفحته ، ليست إلا مرآة تعكس صورته ، وتصور طبيعته ، وتجلي دخيلته ، وتكشف السر للناس عن أصله وانتمائه ، فحري به أن يجعلها جنة فيحاء بالقيم والمبادئ والأخلاق النبيلة ، ليحمد بها .. ليُعرف الناس بأصله وانتمائه ليمثل من خلالها دينه .. قيمه ، يجسد واقعه وطبيعة مجتمعه ، لأنه لم يخلق إلا لغاية مهمة في هذه الحياة وما ميزه الله بالعقل عن سائر المخلوقات إلا ليكون ذا قيمة وأهمية .. ليكون جديرا بخلافة الله في أرضه ، ولا يليق ب"كريم أصيل " أن يبتذل نفسه في هراء ينثره ، ويخلق منه معرضا للسخافات والتفاهات التي تكدر النفوس وتطمس بريقها ، وتشعر الناس أنهم في منعطفه قد حلوا دار الزوال ، ودخلوا كهف الأشرار ، وما درى المسكين أن تلك سخافات وترهات تزدري به وتحط قامته ، وحري به إن كان شريفا أن يجعل من صفحته حديقة غناء تزدهي بالقيم والمبادئ والأخلاق القرآنية ، يجسد يمن الإيمان والحكمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وعيب أي عيب أن تكون صفحة أحدنا خرابة تعشعش فيها الأخلاق البذيئة والألفاظ النابية ، والقنوط والتذمر وكل ماكان سيئا ، عيب أي عيب أن تكون صفحة أحد الناس ساحة تمج العفن ، وتنثر وتروج السخافات التي لاتسمن ولا تغني ، حري بالعاقل أن يصمت في صفحته فلا ينطق إن عجز لسان مداده عن النطق بكلمة شريفة أو قيمة عفيفة أو قول سديد
فلك "العتب والملام" إن أسأت لشعب القيم والمبادئ والمكارم الحميدة يمن الأنصار ، يمن الأوس والخزرج ، ولك الإجلال والاحترام والتقدير إن تألق نظم بيانك وترفع لسان كلامك فأبان عن مكنون نفسك
وعظيم أصلك وأنت من معشر أكرمهم الله بالإيمان والحكمة ومن أمة فضلها الله على سائر الأمم ، فكن أنيقا في كل ما تخط يمينك ، وكن لطيفا فيما تري الناس على مرآتك ، وكن ذكيا في تخير ما يعلن نبأك وينقل مرادك وتحرى الصدق والأمانة فيما تقول ، وتوخى الحذر والسلامة فيما تسطر ، فقولك عملك ، وعملك زادك ، وزادك فلاحك وفلاحك نجاة لك وزكاة في الدنيا والآخرة
وتذكر أنك محاسب على الكلمة الواحدة "مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " .
#نبيل_بن_جبل
https://t.me/Nabel_Japal