فيديو لطيف جداً، التقط بشكلٍ جميلٍ في ساحة ميدان واشنطن الشهير في مدينة نيويورك، حيث يدرك الرجل الأكبر سنًا أنه تعرض للهزيمة من قبل لاعب الشطرنج المحترف موريس أشلي، الرجل الذي فاز في المباراة، هو أول محترف شطرنج أميركي من أصل أفريقي يحصل على لقب أستاذ دولي كبير.
يقول أشلي في فيلم وثائقي تم تصويره وإعداده بواسطة ماشابل: "الشطرنج يغير حياة الناس" ويتابع "أنا أرى ذلك في الطلاب الذين أدرسهم، لقد قمت بتدريب العديد من الأطفال في هارلم، وفي بروكلين، يمرون بظروف صعبة ... لقد شاهدت نفس هؤلاء الأطفال وهم يتعلمون ويستفيدون من فوائد الشطرنج، وآثاره في بناء الشخصية - سواء كان ذلك من خلال التفكير النقدي، أو ابتكار حلول أفضل للمشكلات، ناهيك عن تحسن مهاراتهم في التركيز. لقد أخذوا تلك الصفات والمهارات إلى حياتهم اليومية والشخصية واستطاعوا من خلالها الحصول على وظائف كبيرة وحققوا نجاحًا كبيرًا".
طريقة: بداية العمل من الخلف
تشبه لعبة الشطرنج إلى حدٍ كبير الحياة التي نعيشها وما بها من أعمال، وبغض النظر عن نواح التشابه الكثيرة يكفي ذكر جانبًا واحدًا وهو تنوع عد الاحتمالات الهائلة.على سبيل المثال، هناك أكثر من 300 مليار طريقة ممكنة للعب في التحركات الأربع الأولى وحدها. ويقول أشلي، هناك أسطورة، تقول إن أستاذ الشطرنج الكبير أو كما يُطلق عليه "غراند ماستر" يستطيع رؤية ما يصل إلى 20 خطوة إلى الأمام. ولكنها ليست سوى خرافة نوعًا ما.
ومن خلال محاضرة تيد إد الممتازة التي أعطاها أشلي في "تيد يوث" أو تيد للشباب عام 2012، شارك أشلي مع الحضور بعض التقنيات التي تعطي للـ غراند ماستر هذه القوة الظاهرية العظمى والتي تتمثل في "رؤية المستقبل". إستراتيجيته المفضلة - سواء في الشطرنج، أو في الحياة؟ يُطلق على تلك التقنية مصطلح الـ "تحليل رجعي"، أو تُعرف أيضًا باسم: العمل إلى الوراء. يقول آشلي: "ما الذي تفعله بتلك الـ تحليل رجعي، ويستطرد، هو أنه لكي تستطيع النظر إلى الأمام أو توقع ما سيحدث، يجب عليك النظر إلى الوراء".
رابط المحاضرة:
https://www.youtube.com/watch?v=v34NqCbAA1cولماذا يُعد ذلك مفيدًا جدًا؟
في الشطرنج، كلما تستمر اللعبة إلى الأمام بعد تلك الأربع أو خمس خطوات الأولية، يبدأ موقف أو مكان كل قطعة يبدو أكثر بساطة. تبدأ بعض القطع في الاختفاء. وفي نهاية المطاف، عندما يتنافس لاعبي شطرنج جيدين، تصبح اللعبة "أبسط" نسبيًا فيما يتعلق بأماكن القطع- ولا يبقى سوى عدد قليل من الخيارات. يقول آشلي: يحب الـ "غراند ماستر" دراسة أشياء من هذا القبيل، ثم يضيف، إذا استطعنا الحصول على تلك المهارة، يمكننا أن نلعب بدمٍ بارد... ولكن أيضًا، يمكننا توجيه الموقف الذي أمامنا... إلى وضعٍ أكثر سهولة".
"وبهذه الطريقة، عندما يموت ملك الخصم الذي أُلاعبه الشطرنج، أكون بالفعل مُدركًا لذلك منذ 10 تحركات سابقة، لأنني أعرف تحديدا إلى أين تتجه اللعبة". لا تكمن في تلك التقنية -التحليل الرجعي- إستراتيجية حل المشاكل فقط ولكن تلك التقنية تساعد أيضًا على منع ظهور المشاكل في المقام الأول.
خطط لمشروعك من الخلف:
يعتاد كثيرٌ منا على التخطيط لمشاريعهم بدءً من الخطوة الأولى. ولكن هذا غالبًا ما يؤدي إلى مشكلة وهي: تخصيص المزيد من الوقت والمال للخطوات الأولى أكثر مما ينبغي. ثم يأتون في الخطوات الأخيرة - والتي غالبًا ما تكون خطوات أكثر أهمية - محاولين إنهائها وإتمامها على عجلة ناهيك عن عجز التمويل الذي يعانون منه في الغالب.
بدلًا من الوقوع في تلك المصاعب، خطط لمشروعك من الوراء، ابدأ بالتخطيط للخُطوات النهائية أولًا. وهذا يتيح لك تخصيص الوقت والموارد المناسبة للمساعدة على ضمان نتيجة نهائية أفضل. على سبيل المثال، من خلال خلق ميزانية أكثر صرامة ومجموعة من المواعيد النهائية لبدء الخطوات وتخصيص الوقت والمال الكافي للخُطوات الأكثر أهمية، يمكنك الحصول على نظرة أكثر واقعية للعمل ويمكن القضاء على مشكلة إضاعة الأموال الثمينة، جنبًا إلى جنب مع الأيام بل والأسابيع المُهدرة.
اجعل المستحيل ممكنًا
التحليل الرجعي هو مهارة حيوية لحل المشكلات، ولكنه مثل أي تقنية أو مهارة في الحياة، لا يمكنك أن تتقنه أو أن تصبح متميزًا بين عشية وضحاها. تمامًا كما هو الحال في لعبة الشطرنج، لذلك ينبغي عليك أن تقوم بما يلي: الممارسة ثم الممارسة ثم الممارسة. إذا تمسكت بذلك، فإن تعلُم طريقة العمل العكسي يمكن أن تساعدك على تنمية مهارات التفكير النقدي بصورة أفضل وشحذ قدرتك لإيجاد حل لمشاكلك المستعصية. وفي النهاية، قد تتعلم كيف يمكنك أن ترى خلال المستقبل.