🌹رحيق الطيبات🌹

ربَّاهُ إِنَّ رِضَاكَ غَايةُ مَطلَِبيْ
مَاضرَّنِيْ سَخِطَ البَرِيةُ أَم رَضُوا

يَا جَابِرَ العَثََراتِ كُنْ لِيْ جَابِراً
كَمْ عَاثرٍ إِنْ تَرضَ عَنْهُ سَينهَضُ.❤️

۞ من المفارقات العجيبة التي سيحكم الله فيها بعدله يوم القيامة ؛ طلب البعض نفع الإسلام له بعد الموت وهو لم ينتفع به قبل الموت سلوكا ، وكذا لم يجد الإسلام منه نصراً لشرائعه ولا توقيرا ، فأين تتجه تلك الوجوه أمام الله ؟!! .

💈۞ رحيق الحكمة ۞💈

.
•• وقال منصور بن يونس البهوتي (الحنبلي) في "شرح منتهى الإرادات" (ج1 ص664): "(وَتَحْرُمُ تَهْنِئَتُهُمْ وَتَعْزِيَتُهُمْ وَعِيَادَتُهُمْ وَشَهَادَةُ أَعْيَادِهِمْ)".

••أخيـــــــــــراً••
• فهذا هو فهم علماء الأمة منذ الصحابة مرورا بأئمة المذاهب وغيرهم لِمَا أدركوا من مخاطرٍ كبرى تدك حصون العقيدة ، وتدمر حوزة الديانة ، وتميّع الثوابت ، وتهمش هوية الأمة ؛ لتكون منهزمة ذاتيا ، تحكي تبعية قاتلة على حساب أغلى ما وُهِبَت من ديانة ، كل ذلك لنيل رضا أقوام سخط الله عليهم ، ولعنهم ، وأعد لهم عذابا عظيما ..
فهل نتعقّل ونتّقي يوما نرجع فيه إلى الله ، وقبل أن نرى ردة جامحة عن الدين نكون نحن من أسس قبولها ، وهون شأنها ، وشجع الجيل عليها ؛ فما نقول لله عندما يقول سبحانه وبحمده (وَیَوۡمَ یُنَادِیهِمۡ فَیَقُولُ مَاذَاۤ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِینَ) .

💈۞ رحيق الحكمة ۞💈

*۞ومـاذا لو احتفلنــا ؟!۞*
(الجزء الخامس) والأخير .

(ماذا قال علماء الإسلام عن هذه الأعياد ؟)

۞ كان يكفينا أن نأتي بفتاويهم ونقتصر عليها ، ولكن لما كان الزمان غير الزمان ، والخلق غير الخلق اضطررنا لكل هذا البيان لتتضح حقيقة سطحية من يتساهل في مثل هذه الطقوس الشركية الوثنية من دعاة ، ومثقفين ، وعامة ، وغيرهم ، ولتستبين عظمة جرمهم في حق الله ودينهم وأجيالهم بارتجالية الفتوى والقول على الله بغير علم ..

•• فلنبــدأ بعون الله..

۞ قال مجاهد تلميذ حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى :{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} إنها (أعياد المشركين) ..
• وكذلك قال مثله الربيع بن أنس ..
• والقاضي أبو يعلى والضحاك.
• وقال ابن سيرين: الزور هو الشعانين ، والشعانين: عيد للنصارى ..
قلت: فهل صارت المشركين أعياد موحدين ؟!
• قال الذهبي في "تشبه الخسيس بأهل الخميس" (ص 37): "قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ..}
قال العلماء: ومن موالاتهم: التشبُّه بهم، وإظهارُ أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها، وهذا منكرٌ وبدعةٌ في دين الإسلام، ولا يفعلُ ذلك إلا (كلُّ قليل الدين والإيمان)".ا. هـ.
•• وقال الذهبي أيضا ردا على شبهة متداولة اليوم :" فإنْ قال قائلٌ: إنَّا لا نقصد التَّشبُّه بهم. فيقالُ له: نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حــــرامٌ , بدليل ما ثبت عن رسول الله ﷺ أنه " نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها " وقال ﷺ: "إنَّها تَطلُعُ بين قرني شيطان , وحينئذ يسجد لها الكُفارُ"، والمصلي لا يقصدُ ذلك, إذ لو قصده كَفَرَ, لكنَّ نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حـــرام".
•• وقد روى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر: "لا تدخلوا على المشركين يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم" .
•• وعن ابن عمرو: "من بنى ببلاد الأعاجم، وصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم" رواه البيهقي بالسند الصحيح.
•• وعن عمر -رضي الله عنه-: "اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم" .
•• وعن علي -رضي الله عنه- أنه كره موافقتهم في اسم العيد الذي ينفردون به فكيف بموافقتهم في العمل؟! .
• وقال الشَّيْخُ الْكَبِيرُ أَبُو حَفْصٍ الْبُسْتِيُّ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ : مَنْ أَهْدَى فِيهِ بَيْضَةً إلَى مُشْرِكٍ تَعْظِيمًا لِلْيَوْمِ فَقَدْ كَفَرَ بالله .
•• وقال الزيلعي من كبار علماء الحنفية في "تبيين الحقائق" (ج6 ص228): (وَالإِعْطَاءُ بِاسْمِ النَّيْرُوزِ وَالْمِهْرَجَانِ لا يَجُوزُ ) أَيْ الْهَدَايَا بِاسْمِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ حَرَامٌ بَلْ كُفْرٌ .
•• وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْكَبِيرُ رَحِمَهُ اللَّهُ الحنفي لَوْ أَنَّ رَجُلا عَبَدَ اللَّهَ خَمْسِينَ سَنَةً ثُمَّ جَاءَ يَوْمُ النَّيْرُوزِ، وَأَهْدَى لِبَعْضِ الْمُشْرِكِينَ بَيْضَةً يُرِيدُ بِهِ تَعْظِيمَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَدْ كَفَرَ، وَحَبِطَ عَمَلُهُ ..
•• وقال ابن الحاج (المالكي) في "المدخل" (2 / 46 ):" عن المَوَاسِمُ مُخْتَصَّةٌ بِأَهْلِ الْكِتَابِ :" بَلْ زَادَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُمْ يُهَادُونَ
بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي مَوَاسِمِهِمْ وَيُرْسِلُونَ إلَيْهِمْ مَا يَحْتَاجُونَهُ لِمَوَاسِمِهِمْ فَيَسْتَعِينُونَ بِذَلِكَ عَلَى زِيَادَةِ كُفْرِهِمْ وَيُرْسِلُ بَعْضُهُمْ الْخِرْفَانَ .. وَهَذَا كُلُّهُ مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ الشَّرِيفِ.. إلى أن قال :
•• "لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ التَّعْظِيمِ لِشِرْكِهِمْ وَعَوْنِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ وَيَنْبَغِي لِلسَّلَاطِينِ أَنْ يَنْهَوْا الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ ، ((لَمْ أَعْلَمْ أَحَدًا اخْتَلَفَ فِي ذَلِكَ)) .
•• وَكَرِهَ الإمام عبد الرحمن بْنُ الْقَاسِمِ وهو أعلم الناس بالإمام مالك وصاحبه ، كره لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُهْدِيَ إلَى النَّصْرَانِيِّ فِي عِيدِهِ مُكَافَأَةً لَهُ. وَرَآهُ مِنْ تَعْظِيمِ عِيدِهِ وَعَوْنًا لَهُ عَلَى مَصْلَحَةِ كُفْرِهِ.
•• وقال محمد القليوبي (من الشافعية) في "شرح المحلي لمنهاج النووي" (ج4 ص206): "فَرْعٌ: (يُعَزَّرُ مَنْ وَافَقَ الْكُفَّارَ فِي أَعْيَادِهِمْ) ..
•• وقال البُجَيْرَمِيّ من الشافعية على شرح الخطيب" (ج4 ص179) : (مَنْ وَافَقَ الْكُفَّارَ فِي أَعْيَادِهِمْ) بِأَنْ يَفْعَلَ مَا يَفْعَلُونَهُ فِي يَوْمِ عِيدِهِمْ وَهَذَا حَرَامٌ".
•• قال الإمام ابن القيم الحنبلي: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم ((فحرام بالاتفاق))، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر، انظر: "أحكام أهل الذمة" (1/161).

*۞ومـاذا لو احتفلنــا ؟!۞*
(الجزء الرابع)

(شجرة عيد الميلاد)

• لا تجد في الكتاب المقدس أي ذكر للشجــرة ، فمن أين أتت لتكون أحد أبرز طقوس عيد الميلاد ؟

•• وقبل الحديث عن أصلها الوثني بشهادات بعض الكنائس ، وإثباتات التاريخ القديم نبين معنى قوله تعالى عن أهل الكتاب جميعا :{وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ عُزَیۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَ ٰ⁠لِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡۖ یُضَـٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَبۡلُۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ ) بمعنى: أنهم يقولون مثل قول الذين كفروا من قبلهم من وثنيِّن وملحدين وغيرهم ؛ فهذا دأبهم استنساخ عقائد الشرك والإلحاد وجعلها ديناً بينهم ، كما هي شهادة القرآن عليهم ، وبسبب هذا السلوك قال سبحانه :{قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ } ..
• كان يوجد في الديانات القديمة الجرمانية إلــه كما زعموا اسمه (يهور) أو (ثور) وكان صاحب مطرقة عظيمة يمثل القوة والبأس ، ويسكن في أعلى شجرة عظيمة في منطقة اسمها (اسكارد) ..
•• كان يطلق على تلك الشجرة التي سكنها (آلهة الآسر) وكان أعظمهم (ثور) مسمى (إغدراسيل) ، وزعموا أن الآلهة كانت تربط أحصنتها فيها ، وقيل هي مجمع الآلهة لحاجياتهم الخاصة ..
• والمهم في الأمر أنها من طقوس الذين كفروا من قبل ، فيا ترى كيف تعامل معها أصحاب عيد ميلاد المسيح ؟!!
•• تجيبنا (كنيسة الأنبا تكلا القبطية) كما في كتاب(حقيقة بابا نويل والكريسماس) لـ(عصام مدير) (صـ52)تحت عنوان "ماذا تعرف عن شجرة عيد الميلاد؟" فتقول ما نصه : "عندما نعود إلى قصة عيد ميلاد المسيح في الإنجيل المقدس لا نجد أي رابط بين عيد الميلاد وشجرة الميلاد" ثم يتساؤلون من أين أتت فكرة هذه الشجرة ويضعون هذا الاحتمال ..
• يقولون أن بداية الفكرة كانت عندما : (كانت العادة لدى القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات (oak of thor) والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية) .
• فماذا فعلوا لما رأوا هذه العبادة الوثنية ؟
•• الجواب .. كعادتهم في مضاهاة الذين كفروا من قبل لقد نسخوها وزادوا عليها شركا على شرك فعندما أوفد القديس (بونيفاسيوس) إلى قوم (الإله ثور) يدعوهم للمسيحية صادف أن وجدهم قد أتوا بطفل وربطوه لشجرة البلوط ليقدموه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص الطفل ، وقطع الشجرة ، وأبدلهم بشجرة قال لهم إنها تمثل (الطفل يسوع) عليه السلام .. أبدلوهم بشرك الشجر شرك البشر ، وبألوهية ثور ألوهية عيسى ، وخرجوا بشجرة الميلاد هذه .
•• كان ثور الوثني هذا يضع الهدايا لمن يعبدونه عند موقد النار ، مكافأة لتضحياتهم ، ولقد وسلك بعده الذين يضاهئون مسلكه فصاروا يقولون : " إن الهدايا جاء بها (بابا نويل) متسللا عبر فتحات المدخنة ليضعها لهم تحت شجرة الكريسماس" .

يتبع الجزء الخامس (والأخير)

💈۞ رحيق الحكمة ۞💈