فهم حقيقة الدين
🔹خرج ابن المبارك مرة إلى الحج، فاجتاز ببعض البلاد، فمات طائر معهم، فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابه أمامه، وتخلف هو وراءهم، فلما مرّ بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها فأخذت ذلك الطائر الميت إلى الدار، فجاء فسألها عن أمرها وأخْذها الميتة فقالت: أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة.
فأمر ابن المبارك برد الأحمال، وقال لوكيله: كم معك من النفقة؟
قال: ألف دينار
فقال: عدَّ منها عشرين ديناراً تكفينا، وأعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا هذا العام، ثم رجع.
وسأله بعض إخوانه ذات ليلة، وكانوا على ثغرٍ من ثغور القتال، يتذاكرون مسائل في العلم:
أترى يا أبا عبد الرحمن أن في أعمال البرّ ما هو أرضى لله تعالى ممّا نحنُ فيه؟..
قال: نعم، رجل يسعى على عياله، قام من جوف الّليل يتفقّد حال صِبْيَتِهِ، ويطمَئِنُّ إلى راحتهم و أغطيتهم!
كأنه رحمه الله تعالى يوجههم إلى عدم رؤية أعمالهم، واحتقار عمل غيرهم، ويعلمهم أن الإخلاص إن كان في عمل، كان هذا العمل عظيم الأجر ولو رآه الناس عملاً عادياً. ويحذرهم من أن العُجب إن كان في شيء، فإنه يذهب بثوابه ولو كان عظيماً فيما يبدو للناس.
🔹خرج ابن المبارك مرة إلى الحج، فاجتاز ببعض البلاد، فمات طائر معهم، فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابه أمامه، وتخلف هو وراءهم، فلما مرّ بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها فأخذت ذلك الطائر الميت إلى الدار، فجاء فسألها عن أمرها وأخْذها الميتة فقالت: أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة.
فأمر ابن المبارك برد الأحمال، وقال لوكيله: كم معك من النفقة؟
قال: ألف دينار
فقال: عدَّ منها عشرين ديناراً تكفينا، وأعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا هذا العام، ثم رجع.
وسأله بعض إخوانه ذات ليلة، وكانوا على ثغرٍ من ثغور القتال، يتذاكرون مسائل في العلم:
أترى يا أبا عبد الرحمن أن في أعمال البرّ ما هو أرضى لله تعالى ممّا نحنُ فيه؟..
قال: نعم، رجل يسعى على عياله، قام من جوف الّليل يتفقّد حال صِبْيَتِهِ، ويطمَئِنُّ إلى راحتهم و أغطيتهم!
كأنه رحمه الله تعالى يوجههم إلى عدم رؤية أعمالهم، واحتقار عمل غيرهم، ويعلمهم أن الإخلاص إن كان في عمل، كان هذا العمل عظيم الأجر ولو رآه الناس عملاً عادياً. ويحذرهم من أن العُجب إن كان في شيء، فإنه يذهب بثوابه ولو كان عظيماً فيما يبدو للناس.