ضمن احدى الرسائل القديمة التي وجدتها بين دفاتري الجامعية ومحاضراتي التي مازلت احتفظ بها في احد اركان بيتنا رسالة من زميل لي
يكشف عن مدى اعجابه بي رغم إني لم ابادر الى الحديث مع اي احد منهم كنت فقط اقول:
" صباح الخير "
القيها على جميع طلبة القسم ثم ادخل الى القاعة أشارك الأساتيذ واناقشهم برأيي ثم انتهي من تلك المحاضرة المهمة بالنسبة لي واخرج الى النادي او المطعم او السنتر، اتناول فطوري واتحدث مع صديقاتي عن قصة الامس التي سردها لي والدي، وجدتُ كلام قبع في ذهني يقول فيه:
" عندما تمشين في ممر القاعة كان قلبي يرفرف مع كل خطوة يصدر صوتها كعب حذائك مثل طير يرفرف جنحيه ليقف عند مكان معين وأبحر في نظراتكِ الخجولة مثل قبطان يقود لأول مرة سفينة في اكبر بحار العالم، و ينبض قلبي بسرعة عندما أسمعكِ تتحدثين مع الدكتور وتناقشيه بل وتفرضين رأيكِ بصلابة وجرأة لم تقدم عليها أي طالبة من الطالبات اللاتي معنا..."،. ثم يكمل في رسالته الطويلة:
" كنت اراقب اناقتكِ واحسد رفيقاتكِ واتتبع خطواتكِ، وعندما تجمعنا المصادفات وتبتسمين بعفوية تدمع عيني فرحاً لرؤية هذا الوجه وهو يبتسم لأول مرة وكانه الشمس التي تظهر بعد انجلاء الغيوم، يا زميلتي انا أحبكِ وهذه الحقيقة الوحيدة التي عجزت عن ايضاحها لكِ لأنكِ قوية يخشى الوقوف بين نبضات قلبكِ الرجال، انتِ حُلمنا نحن الرجال كلما نجلس انا وبقية الزملاء ونتحدث عنكن يأتي أسمكِ العبق في اول القائمة، قائمة النساء الانيقات، النساء الجميلات، والقويات اللاتي نعجز عن مصارحتهن"
وبعد التخرج بسنة فتحتُ دفاتري ووجدتها دون أن يذكر أسمه لي، تاركاً ذلك عليَّ والمشكلة إني كنت لا اعير أنتباهي لطلاب قسمي ولم التفت اليهم في يوم ما،، كان والى الان حلمي أكبر من رجل يعجب بي ويعجز عن مصارحتي،، وكيف للقوية أن تقتنع بهذا؟
ألا تريده جريء يستوعب طموحها، ويصارحها بشجاعة؟
عـُذرا أيها الزميل على اللحظات التي انتبهت لي فيها وركزت ذهنك معي بدلاً من المحاضرة، عذراً على دقات قلبك والجهد الذي بذلته لا ارادياً من أجلي
انا لم أكن اعلم إني جميلة وانيقة وقوية الى هذا الحد الذي تحدثت به، كان عليك أن تخبرني بذلك بخطوة منك نحوي.
من ارشيفي الجامعي.
#عبير_القيسي