[ سيرُ أعلام الشهدآء ..]


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


خلف الشّهدآء.. نقصّ أخبارهم لعلنا نُوفي حقّ صحبتهم!

Связанные каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


🍃


‏قد عَزَّ -واللهِ- في الدّنيا اللّقاءُ بكم
فليتَنا في جِنان الخلدِ نجتمعُ

فلستُ أبصرُ في هٰذي الحياة سوىٰ
ضيقٍ، وفي جنَّة الرّحمٰن مُتَّسَعُ

يا راحلين… وروحي بين أضلعِكُم
مَن للفؤاد إذا ما اشتدَّ بي الوجعُ؟!


#أعلام_الشهداء


🍃

سِيرُ أعلامِ الشّهدآءِ " 10 "

أبُو دُجانةَ اللّيبيّ " ماهرٌ " تقبّله الله..

ماهرٌ.. لكَ من اسمكَ نصيبٌ؛ وأيُّ نصيبٍ هوَ؟!

صاحبُ همّةٍ، ورجلُ عزيمةٍ، وملازمٌ للمساجدِ وحلقاتِ القرآنِ، مع حُرقةٍ على دينِ الله، ونحسبُ أنّه ممّن نشأَ في طاعةِ الله..

حفظَ أزيدَ من نصف كتابِ اللهِ، وكانَ ماضٍ في حفظ كتاب الله لولا أن قامَ سُوقُ الجهاد ليعملَ بما علمَ، ويُطبّق ما حفِظَ..

ترافقنا سويّةً حِيناً من الدّهر، وكان حريصاً على اللّحاقِ بركب الجهاد لكنّ الله لم يُيسّر له، فكان يُمضِي مُعظَمَ يومِهِ في المسجدِ قارئاً للقرآنِ ومُساعداً لشيخه، ويهتمُ بالمصاحف التي بليتْ أوراقها فيجدِّدُها ويُصلحُهَا..

فللهِ صِباهُ ولله همّتُهُ!

ومع بُزُوغُ شمسِ الجهادِ بليبيا باندلاعِ ثورةِ الشّعب اللّيبيّ المسلم كان بطلُنَا مِن أوَآئِلِ الملبّينَ المُشتاقينَ لرَفعِ رايةِ الجهادِ، لتكون رايةُ الشّريعة خفّاقةً عاليةً على رُبُوع ليبيا..

فرابطَ وجاهدَ وصبرَ وكانَ شجاعاً خدوماً، نحسبه ممّن إذا كان في السّاقة كان في السّاقة وإذا كان في الحراسة كان في الحراسة، لم يتكاسل أو يفتر عن جهاده وقتال أعدآء الشّريعة، حتّى انتهتِ المعارك بقتلِ رأس الكفر القذّافيّ وكان يوماً مشهوداً بفضل الله..

وبعد انتهآء مرحلة سقوط نِظام القذّافي الكافر بشريعة الله بدأت مرحلةٌ جديدةٌ من مراحل الدّعوة وابراز الشّريعة الإسلاميّة واقعاً حيّاً ملموساً عند عموم المسلمين، مع إغاثة ملهوفهم، وإطعام جآئعهم، وتأمين خآئفهم، ومساعدة محتاجهم؛ فكان فارسنا رجلَ المرحلة في ذالك ولم يألُ جهداً في نصرةِ الشّريعةِ مع ما تقتضيه المرحلة..

وفي نفس الوقت كان المجاهدون يعدّون العدّة اللّازمة لمجابهة الخطر القادم " عملآء الغرب " والذي تمثّل فيما بعد بالطّاغوت حفتر وزبانيته، فكان نعم الجنديّ الذي تُوكل له المهام فيُحسنها ويُتقنها..

وكان -رحمه الله- خدوماً للمهاجرين مُحبّاً لهم عطوفاً عليهم، قدّم نفسه ووقته لخدمتهم والسّهر على راحتهم، فأحبّه المهاجرون وأخذ حيّزاً من قلوبهم..

فرحمه الله كم أكرم المهاجرين؟! وكم واسى إخوانه الأنصار؟!

حيّاك ربّ البيت
يا خِيرةَ الأنصَار

للحقّ كم لبّيت
كفاك ربِّ النّار

ولقد عزم على النّفير للشّام ونصرته إخوانه وأهله فيها، لولا أنّ الإخوة منعوه لحاجتهم له، فقدّم مرضات الله بلزوم ثغره والإعداد للمرحلة القادمة المنتظرة ولابدّ!

وبعد عامين ونيف قام سوق الجهاد مرّة ثانيةً بقيام الطّاغوت حفتر بإعلان حربة على محبّي الشّريعة وأنصارها، فكان بطلنا مشتاقاً لرياضِ الجنّةِ، وسَاح النّزال..

فأمضى وقته مجاهداً مرابطاً محرّضاً وخدوماً لإخوانه، لا يخرج من مهمّة إلّا وأُوكلت له أخرى، وانبرى اسمهُ، ولمعتْ سيرتهُ، فكانَ نِعمَ المعينُ على النّوائب!

وكان نعم البدلُ؛ إن أرادوهُ مُقتحِماً فهُو، وإن أرادوهُ قآئداً فهُو، وإن أرادوهُ لمهمّة خاصّة فهُو، وإن أرادوهُ لعملٍ ميدانيٍّ كساقٍ أو مُطعمٍ فهُو..

فهذه نِعم الله يؤتيها من يشآء من عباده، والله ذو الفضل العظيم..

وفي فترةٍ من الفترات بدأَ الحال يضيقُ على المجاهدين بإحدى الثّغور في المدينة، فطلبوا المدد من إخوانهم واستنجدوهم، فهبّ البطل مُسرعاً وملبّياً ندآء الله.. وحاله:

وقفاً على دين الإلهِ دِمانا
وهُتافنا لبّيك إن نادانا

ورخيصةٌ في ذاته أرواحنا
والموتُ نهواهُ كما يهوانا

ومع اشتداد الاشتباكاتِ وكثرة القصف جآءت اللّحظة التي تمناها بطلنا وانتظرها طويلاً فارتقى شهيداً إثر الاشتباك ليرتاح بعد عنآءٍ، وينعَمَ بعد تعبٍ، ويسعدَ بعد كدٍّ..

ارتقى رجل القرآن شهيداً -نحسبه- مؤدّياً ما عليه في كلّ مرحلةٍ تمرُّ بها الأمّةِ مرحلةً مرحلةً.. إعداداً أو جهاداً أو دعوةً..

وكان -رحمه الله- حريصاً على الحكم الشّرعي، ومعرفة حكم الله، وقّافاً عند حدود الله، يحبّ أهل التّقى ويبغض أهل العصيان -نحسبه-

فهنيئاً أبا دجانة درج الشّهادة، ومباركاً عليك مرتبة السّعادة، وجزاك الله الجنّة وزيادة..

ونسأل الله العظيم كما جمعنا وترافقنا في الدّنيا أن نترافق في الجنّة بفضله وكرمه.. آمين

كتبهُ وفآءً للشّهدآءِ.. جليسُ الشّهدآء
.


الفارسُ الشهيد _نحسبه_:

أبو دُجانةَ اللّيبيّ - ماهرٌ - .. تقبله الله

.


🍃


‏عليكِ سلامُ اللهِ ما فاضَ مدمعٌ،
وما أرّقَ المشتاقَ طولُ الدَّياجِرِ

وما لاحَ نجمٌ، أو سرىٰ قمرٌ، وما
همىٰ الغيثُ وَبلًا مِن سحابٍ مَواطِرِ


الشّيخ المجاهد: عطيّة الله اللّيبيّ تقبله الله


#أعلام_الشهداء

‏إنِّي ذَكَرتُكَ في ظلامٍ أسوَدِ
تهدي بنُورِ الحَقّ عَذبَ المَورِدِ

تَحنو على أهلِ الجِهادِ مُعلِّمًا
وعلى بَني صُهيُونَ حَدّ مُهَنَّدِ

الشّيخ المجاهد: أبو يحيى اللّيبيّ تقبله الله


🍃

سِيرُ أعلامِ الشّهدآء " 9 "

أبو عليّ الأنصاريّ "ترتْيَاح" تقبله الله

العابدُ الزّاهد، المُرابط المجاهد، قآئمٌ باللّيل، يصومُ يوماً ويُفطرُ يوماً، خدومٌ لإخوانهِ، ضحوكٌ بشوشٌ، وقارٌ على وجهه، ومحبّةٌ له في قلوب إخوانه لصدقه وهمّته وابتسامته الصّادقة وكلامهِ الطّيّب..

ينحدر من جبل الأكراد بالسّاحل الشّامي -الذي كان سكناً لجيش صلاح الدّين الأيّوبيّ كما تقول الرّوايات- وسكن في مدينة دمشق، وترعرع فيها حتى بلغ، ولمّا قام الجهاد في الشّام ذهب للغوطة مجاهداً وحُوصِر هناك مع المجاهدين؛ وامتنّ الله عليه بالخروج من حصار الغوطة ليخرج لثغر السّاحل الشّامي عند أخوالِهِ؛ أخوالُهُ الذين عُرفوا بلزُوم الرّباط واشتهروا بخدمة المجاهدين وحبّ المهاجرين، ولا يزالون -بحمد الله وفضله- مرابطين مجاهدين ثابتين -ثبتهم الله ونصر بهم دينه-..

وفي السّاحل الشّامي لزم إحدى الثّغور مرابطاً صابراً ثابتاً، لا يكادُ يفتر من عبادةٍ، ولا ينهزمُ عن معركةٍ، ملازمٌ للمساجدِ، مصاحبٌ للمصحفِ في ثغره وأشغاله..

أُصيب أبو عليّ -تقبله الله- في رجله بإحدى الغزوات فصبر واحتسب وزاد تعلّقه بالله وبمصحفه، ثمّ بدا له بعد إصابته أنّه ما مِن عملٍ يُثخن في أعدآء الله وينصر دين الله أعظمَ من القيام بعمليّة استشهاديّةٍ..

فقدّم على عمليّة استشهادية وسجّل اسمه في قوافل الاستشهاديّين؛ تلك القافلة الحافلة بعظمآء الإسلام وأيّ عظمآءٍ هم؟!

أنقيآءٌ أتقيآءٌ أخفيآءٌ..
سلامةُ الصّدر صفتهم، وطِيبُ الكلامِ سمتُهُم، وحُسنُ العِشرة طبعُهُم..

مَغَاوِيرُ فِي الهَيْجَا مَصَابيحُ فِي الدُّجَى ‍
بكُمْ فِي لَيَالِي الكَرْبِ يُسْتَطْلَعُ الفجْـرُ

تَجُودُونَ بِالأَرْوَاحِ إن ضَـنَّ غَيْرُكُـمْ
ومَا تَسْتَوِي الأَرْوَاحُ فِي البَذْلِ وَالْوَفْرُ!

عودٌ على ذِي بدءٍ.. فأمضى أيّامه ولياليه مشتاقاً للقآء ربّه وضحك ربّه إليه..

وإنِّي لأذكرُ كم كان يلحّ عليّ وعلى بعض إخوانه أن يتوسّطوا له عند الأمير ليُقدّم اسمهُ على غيره من فرسان الشّهادة -نحسبهم-..

وممّا زاد في شوقِهِ وألهبَ فؤادَه أن بدأَ في التّدرب على قيادةِ العربةِ العسكريّةِ مترجّياً ذالك اليومَ الذي يُفجّرُ قوّةَ الإيمانِ في بُنيانِ الكُفرِ فيتهدّمُ ويُمحى!

وفي تلك الأيّامِ التي أمضاها بطلُنَا الصّالح -نحسبه- جآءتْ غزوة فكّ الحصار عن حلب!
وأنّى للبطلِ أن يقعُدَ عن نجدةِ أهله وإخوانه رَغمَ أنّه ما زال يتماثلُ للشّفآءِ؛ فهبّ مع إخوانه مجاهداً وناصراً..

وفي إحدى الأيّام في ملحمة حلب خرج المجاهدون لصدّ العدوّ وبدأ القصف بكثافة على كلّ المنطقة؛ جآءت الطّآئرة لتُخرِج رُوح أبو عليّ -تقبله الله- من سجنها إلى موطنها الأوّل -نحسبه-

فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّها
مَنازلِنا الأُوْلَى وَ فِيها المُخَيَّمُ

وَ لَكِنَّنا سَبْيُ العَدُوِّ فَهْلْ تَرَى
نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَ نَسْلَمُ ؟

فجآءت طآئرة للعدوّ فألقت بالصّواريخ على المقرّ الذي كان مُتواجداً فيه يحرسُ متاع إخوانهِ فارتقى شهيداً سعيداً -نحسبه- تقبّله الله..

فهنيئاً له -نحسبه- فقد أمضى أيّامه مجاهداً، مرابطاً، صابراً، ملازماً للمصحف، خدوماً لإخوانه، حسُن المعشر، نقيّ السّريرة فيما نحسب..

لله درّه من سيرةٍ حسنةٍ تركها لنا، وذكرٍ طيّبٍ أبقاه لنا، وصُورةٍ حيّةٍ لأخلاق المسلم المجاهد نشرها بيننا بأفعاله الرزينة، وخصاله الحميدة..

قَوْمٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ شَمْسُ الضُّحَى
طَلَعَتْ فَفَرَّ اللَّيْلُ كَالِحَا مُظْلِمَـا

فرحمك الله أبا عليّ برحمته، وجمعنا الله تحت ظلّ عرشه بفضله، ومنّ علينا برُتبة الشهادة بمنّه وكرمه..
آمين آمين آمين

كتبهُ وفآءً للشّهدآءِ: جليسُ الشّهدآءِ

.


قبرُ الحبيب الشهيد _نحسبه_:

أبو عليّ الأنصاريّ "ترتْياح" .. تقبله الله

فيا قبرَ الحبيبِ وددتُّ أنِّي
حملتُ ولو على عيني ثراكَـ

#ملاحظة:
شهيدنا أوصى بعدم نشر صورته.. تقبله الله
.


Видео недоступно для предпросмотра
Смотреть в Telegram
🎥


[ هَؤُلَآءِ الشُّهَدَآءِ؛ صُنَّـاعُ التَّـارِيخِ، بُنَاةُ الْأُمَمِ، صَانِعُوا الْمَجْدِ .. ]

الإمـامُ المجاهد: عبد الله عزّام تقبّله الله
في #رثآء_الشهدآء

.


🍃

سِيرُ أعلامِ الشهدآء " 8 "

أبو الوليدِ اللّيبيّ .. تقبله الله

الأميرُ الحبيب، والقائدُ الأريب..
من مدينة القائد الفذّ " ابنُ الشّيخ اللّيبيّ " أسد تورا بورا والقائد العسكري للمجاهدين تقبله الله..

رجلٌ صلبٌ، ذو شكيمةٍ وحزمٍ، وذو همةٍ وعزم؛ كان قآئداً فنِعْم القآئد، وأميراً فلنِعْم الأمير، وجنديّاً فلنِعْم المُستشار النّاصح، والخلوقُ الصّالح..

تربّى في ليبيا على معاني العزّ والإبآء، وبفطرته السّليمةِ أُُشرب قلبُهُ حبُّ الجهاد والاستشهاد، فساقَ الله الثورة الليبيّة المباركة فكان مِن أوآئل المُلبّين لندآء الجهاد..

شارك -تقبله الله- في مُعظمِ معاركِ ليبيا من المِحور الشرقي حتّى أسقط الله القذافي وقُتل شرّ قِتلة..

وبعد مُضيّ أشهُرٍ من إسقاط نظام الرّدة والعمالة ولا معاركَ ولا قتالَ تطلّعت نفسه لنُصرةِ أهله في الشّام، فجهّز نفسه وعزم أمره فيسّر الله له الوصول فلزم الثّغور وظهرت قيادته، وانبرت همّته، فأُمِّر على إحدى الجبهات في السّاحل الشّاميّ..

ويسّر الله له المشاركة في مُعظم معارك السّاحل وقاد بعض المجموعات فكان نِعم القائد ونِعم الأمير ونِعم الأخ الكبير الحاني..

واشتهر -تقبله الله- بجوده وكرمه ومزحه مع أصحابه المزاح الذي يجلي الهم ويدخل السرور مع تواضعه وتلبيته لقضآء حوائج إخوانه وخدمتهم، فكان نعم الأخ ونعم الصاحب..

سكَنُوا شِغَافَ الْقَلْبِ لَيْسَ لَهُم بِهِ
غَيْرَ الشِّغَــافِ تَفَضّلًا وَتَكَرُّمَـا

وكان القائد أبو الوليد -تقبله الله- يحمل هَمّ الإسلام في صورة قَلّ نظيرها؛ حتى أنه في إحدى المعارك تسلّل المجاهدون في أوّل ليلةٍ فلم يتيسّر لهم الوصول لمكان العدوّ، فرجع إلى المقرّ وصار يبكي بِحُرقةٍ لأن العملية لم تتيسّر، وبفضل الله تيسّر الاقتحام في اليوم الثاني وقاد إخوانه لاقتحام إحدى القرى النُصيريّة وتحريرها..

ولا أنسَى عشقهُ وحبّهُ لسلاح الرشُاش " بي كي سي " فقد وُلِعت نفسه بهِ، وكان لا يَفارقهُ في حلّه وترحالهِ وفي غزواتهِ..

وبعد فترةٍ من مُكوثه بين ثغور الساحل عزم المجاهدون على الخروج لإحدى الجبهاتِ في حمص فخرج معهم القائد: أبو الوليد اللّيبيّ فلم تتيسّر لهم؛ فرجعوا لحلب حتّى يسّر الله له المشاركة في معركة مطار " كُويرس " ولم يُقدّر الله فتحه!

ورجع صاحبنا بعدها للسّاحل فقدّر الله له الابتلاء فسُجن ظلماً حتّى فرّج الله عنه فما زاده السّجن إلا تقرّباً لله والتجآء إليه وكان كثيراً ما يردّد حتّى قُتل:

{ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ }

وبعد خروجه مضى للثّغور مباشرةً فلزم الرّباط مُحرّضاً وقائداً وأخاً كبيراً وخادماً قائماً وصآئماً -نحسبه-

وبعد مدّة من سؤال الله الشّهادة ومقارعته الأهوال في طلبها كان الموعد معها في غزوة تحرير إدلب، فاختاره المجاهدون ليكون قائدهم في إحدى النقاط؛ فما أن كبّر المُنادِي وتعالت الصّيحات إذ بالقائد يتقدّم جنده وإذ برصاصة تصيب جسده الطاهر فارتقت روحه إلى بارئها ليهنأ -نحسبه- بما سعى له من يوم خروجه للجهاد تقبله الله..

تمضي الرّجال وتنقضي آجالهم
لكنّ شمس صنيعهم لا تغرُبُ

فرحم الله القآئد النّبيل، والأخ الجليل، وجمعنا به وإخوانه الشهدآء على منابر من نور.. آمين

كتبهُ وفآءً للشّهدآءِ: جليسُ الشّهدآءِ

.


القائد الشهيد _نحسبه_:

أبو الوليد اللّيبيّ .. تقبله الله

.


🍃


" إِنَّ مَوْتَ الْعُظَمَآءِ حَيَاةٌ لِّأُمَمِهِمْ؛ فَإِن كَانَتْ فِي الْغُرْبَةِ زَادَتْ جَلَالاً، فَإِن كَانَتْ نَتِيجَةً لِّلظُّلْمِ زَادَتْ جَمَالاً، فَإِن كَانَتْ فِي سَبِيلِ الله وَالْإِسْلَامِ كَانَتْ جَلَالاً وَجَمَالاً..

تَمُوتُ الْأُسُودُ جُوعاً وَظَماً، وَلَا تَطْعَمُ الْأَذَى، وَلَا تَرِدُ الْقَذَى "


أبو الحسن رشيدٌ البليديّ تقبّله الله


🍃

سِيرُ أعلامِ الشُّهدآءِ " 7 "

أُبو حفصٍ الجزآئريّ .. تقبّله الله

الشّيخُ العابد، والأميرُ الزّاهد، طبّاخُ المجاهدين وخادُمُهم ومُعلِّمُهُم..

شاركَ -تقبله الله- في جهاد الجزآئر مطلع التسعينيات ضدّ عملاء فرنسا في الجزآئر، وكان أميراً لإحدى المجموعات فيها 40 مجاهداً تقريباً..

وبعد تغيُّرِ الأحوال خرج خارج البلادِ فارّاً بدينه من حكومة بلاده العميلة، وكان في مهجره يدعوا إلى الله في المساجد ويُعلّم ويُفقّه، وكانت نفسهُ تتوقُ للعودة لأرض الجهادِ ويتحيّنُ تلك اللّحظةِ التي تطأُ قدماهُ أرضَ الجهادِ ليرجعَ فيكونَ من أهل الشعيرة العظيمة _شعيرة الجهاد_..

بدأَ الجهادُ المباركُ في الشّام بقدرٍ من الله على أيدي أطفالٍ صغارٍ ولله حكمٌ بالغاتٌ في تدبيرِ الأمورِ..

ومع اشتعالِ جذوةِ الجهادِ في الشّامِ عزمَ فارسنا الشّيخ أبو حفصٍ الهجرة للشّام فيسّر الله له الوُصول لأرض الجهاد، أرض العزّة والجِلاد فدخل معسكرات المجاهدين وتخرّج منها ولزم الرباط وأيّ رباطٍ؟!

كان الرّباط مدرسةً بحقٍّ، فبين قيامِ ليلٍ، وصيامِ نهارٍ، وتلاوةِ قرآنٍ، وحراسةِ ثُغورٍ، وتعلّمِ فقهٍ، وتعليمِ مجاهدين، وخدمة للمرابطين بالطّعام والحلوياتِ -وقد كان بعض الإخوة يسمّيه: حلوانِيِّ المجاهدين لكثرة ما يقوم بصنع الحلويات للمجاهدين ويُفرحهم بها-

وكان للشّيخ نظاماً صارماً في محافظته على الرّياضة والمشي والجري لمسافات متّبعاً لأمر الله تعالى: " وَأَعِدُّوا "..

وهكذا أمضى الشّيخ فترة رباطه قرابة العامين وأكثر..

وكان يؤُم المرابطين في الثّغر الذي لم يخرج منه إلا قليلاً لقضاء بعض شؤونه، وفي شهر رمضان يؤمّهم في صلاة التراويح فيقرأ القرآن كاملاً في صلاته..

وكان في ذالك الثغر يقوم بتعليم المجاهدين وتفقيههم أمر دينهم، فكان عنده في كلّ يوم درسين من دروس العلم الشرعيّ، وتارةً تكون أربعةَ دروسٍ..

فيا لله أيّ همّةٍ همّته، وأيّ عزمٍ عزيمتُهُ!

وشارك الشّيخ الأسد: أبو حفصٍ -تقبله الله- في بعض المعارك فكان أسداً لا يُبارى، وليثاً لا يُجارى..

وبعد تدخّل روسيا الشّيوعية علانيةً مع النّصيريّة وطلب المجاهدون مؤازرةً لإحدى الجبهات انتفضّ الشّيخ فلبّى مُسرعاً ولم يتوانى؛ ليضرب لنا مثالاً حيّاً للشّيخِ المتعلم، وطالب العلم المُتميّز في نُصرته للدّين والبذل والتضحية بنفسه وعلمه في سبيل الله..

وليُذكرنا بموقف الصّحابيّ الجليل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه حين قال:

" بئسَ حاملُ القرآنِ أنا إن أُوتِيتم من قِبَلي! "

وعند وصوله كعادته يُذكّر المجاهدين ويُذكّرهم بعظيم أجر الجهاد وعظيم ما امتنّ الله به عليهم ليشكروه وليسألوا الله الثبات وليستعينوا على قتال عدوّهم بالله وطاعته..

وشارك في عدّة اقتحامات لصدّ أعدآء الله، وفي إحدى الأيام كان له موعده الشّهادة التي كان يرجوها ويعدّ نفسه لها، فاقتحم الشّيخ البطل نقطةً للكفّار وحدهُ مُنغمساً فيهم وتبعه المجاهدون بعدها، وأثنآء الاقتحام أُصيب بطلقاتٍ ارتقى شهيداً على إثرها -تقبله الله-

وَكَانَتْ فِي حَيَاتِكَ لِي عِظَاتٌ
وَأَنتَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنكَ حَيّاً

فهاهُو الشّيخُ أبو حفصٍ الجزآئريّ -تقبله الله- مثالاً يُحتذى لطلبةِ العلمِ، وأُسوةً لشباب الإسلامِ، وقُدوةً حسنةً للمهاجرين..

فرحمه الله ما أصفَى معدنهُ، وما أجملَ سيرتهُ، وما أعلى همَّتهُ..

فعلى درْبِهم سيرُوا، وفي طريقهم امضُوا، فهُمُ الأحيآءُ حقّاً -نحسبهم-

كتبهُ وفآءً للشّهدآءِ: جليسُ الشُّهدآءِ
.


الشّيخ الشهيد _نحسبه_:

أبو حفصٍ الجزآئريّ .. تقبله الله

.


🍃


{ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ }


" تعبيرٌ عجيبٌ عن معنَى عميقٍ -إنّ الشّهدآءَ لمختارون-، يختارهم الله من بين المجاهدين ويتّخذهم لنفسه سبحانه وتعالى..

فما هي رزيّةٌ إذن ولا خسارةٌ، أن يُستشهد في سبيل الله من يُستشهد، إنّما هو اختيارٌ وانتقاءٌ، وتكريمٌ واختصاصٌ..
إنّ هؤلآءِ هم الذين اختصّهم الله ورزقهم الشّهادة، لِيَستخلصهم لنفسه سبحانه وتعالى ويخصّهم بقُربه.."


سيّـد قطب -رحمه الله-
.


🍃


[ الشّهدآء حياةٌ للأجيالِ ]


" تصوّرُوا أيّها الإخوةُ أنَّه لا يوجدُ لدينا شهدآءٌ..!
لا حمزةُ بن عبد المطّلب، ولا الحسينُ، ولا سعيدُ بن جبير، ولا عمرُ المختَارُ، ولا عزُّ الدّين القسّام، ولا عبدُ الله عزّام، ولا غيرهم.. كيف يكونُ حالنَا؟ وكيف يمكنُ للأمَّةِ أن تحْيَا بدونِ شهدآء؟ وكيف يمكنُ للأجيالِ أن تَتَربَّى؟

ومباركةُ الله تعالى على أشلآءِ وأوصَالِ و دمآءِ الشّهيدِ معنَى لطيفٌ من المعَانِي التِي يُدركُهَا أهلُ الإسلامِ والإيمانِ، لتُنوِّرَ قلوبهم بمعرفةِ الله تعالى ودينهِ، وتخفَى على المنافقينَ والكفرةِ وأهلِ الفُجور، لظُلمَةِ قُلُوبِهِم وتَغطيتها بالرَّانِ من معاصي الله، بل تغلّفها بهَا..! "


عطيّة الله اللّيبيّ تقبّله الله


🍃

سِيرُ أعلَامِ الشّهدَآءِ " 6 "

مَيْسَرَةٌ اللِّيبيُّ تقبله الله

عَرَفْتُهُ في سَاحَةِ الْجهَاد بإِحدَى المُدُنِ فترَة جِهادِ القَذَافِي، حيْث كنَّـا تحتَ إِمرَةِ الأَمِيرِ الشَّيخِ: أبِي مُصْعَبٍ الزَّهاويّ تقبله اللَّه

كَانَ -تقبله الله- دمِثَ الْأَخلَاقِ خَدُوماً للإِخْوةِ خَفِيفَ الدَّعابَة نقِيَّ السَّريرَة بشُوشَ الوَجْه

وعَلَى أعْدآءِ اللَّهِ غَلِيظاً شَديداً شُجَاعاً عنِيداً أبِيّاً شَامِخاً يتَقَدَّمُ الصُّفُوفَ ويُحسِنُ الْقِيَادَة ويَحْفظُ الْمُجَاهِدِين ويَحْمِيهِم مَّا اسْتَطَاعَ

فِي أوَّل صُحبَةٍ مَّعَهُ كَانَ يَهتَمُّ بِي ويَرْعَى شُؤُونِي وحَاجَاتِي ويَمْزَحُ مَعِي كَثِيراً ولَمَّا أَرَاد الرُّجُوعَ مِن تلكَ المدِينةِ إِلَى مَدِينَتِي لِأَعْمَالٍ يقُومُ بِهَا طَلَبَ رَقْمَ أَهْلِي مِنِّي فَتعجَّبتُ!

ولمَّا وصَلَ لِمدِينَتِي ذَهَبَ لِأَهْلِي وأَعْطَاهُم مبلغاً منَ المَالِ؛ وقَالَ لهُمْ: هَذهِ من ابْنِكُمْ ويُقرِئُكُمُ السَّلامَ!

فَجَزَاهُ اللَّهُ خيْراً مِّن صَاحِبٍ وفِيٍّ ..

وبعْدَهَا استَمَرَّ فِي جِهَادِهِ وضَرْبِ بَعضِ رُؤُوسِ الكَفْرِ حتَّى قَرَّرَ الهِجْرَةَ للعِرَاقِ _ قبْلَ نكْثِ الْبغْدادي لِلبيْعَةِ وخُرُوجِهِ لمَذْهبِ الخَوَارِجِ _ وهُنَاكَ عُرِفَ بحِنكَتِهِ وحُسْنِ قِيَادَتِهِ فَأُمِّرَ عَلَى سَرِيّةٍ يَقُودُهُم فِي الْمَعَارِكِ ليَكْسِرَ ظُهُور الرَّوَافِضِ والْمُرْتَدِينَ وكَانَ يُعْرَفُ بِـ: " أَبُو حَمْزةَ اللّيبيِّ "

وعِندَمَا أعْلَنَ البَغْدَاديّ شقّ عَصَا الطَّاعَةِ ونَكْث الْبَيْعَةِ خَرَجَ مِنَ الْعِرَاقِ مُسرِعاً لّلشَّامِ وقَدَّرَ اللَّهُ أَنِ الْتَقَيْتُهُ فِي الشَّامِ قَبْلَ رُجُوعِهِ للِيبْيَا ..

ولمَّا رَجَعَ للِيبْيَا بَدَأَ بِتَجْهِيزِ الْعُدَّةِ وجَمْعِ الشَّبَابِ حتَّى اندَلَعَتِ المَعْرَكَةُ مَعَ ذَيلِ أمرِيكَا حِفْتَر

فَانخَرَطَ تَحتَ إِمرَةِ الْأَمِيرِ الشَّيخِ : أبِي مُصعَبٍ الزَّهَاوِيّ _ تقبله اللَّه_ فَأَبْلَى فِي الْقِتَالِ أَيَّما بلآءٍ وأُصِيبَ ثَلَاثَ مرَّاتٍ إِصَاباتٍ بَالِغَةٍ فلَمْ يَنثَنِ أوْ يَهِنْ

وقَادَ مَعَارِكَـ طَاحِنَةٍ فِي مِحْور " ابْعِيرَهْ " ببَنْغَازِي وسَلُو الطَّوَاغِيتَ عَنْ هَذَا الْمِحْورِ بلْ؛ وَفِي مُعْظَمِ مَحَاوِرِ بَنغَازِي شَارَكَ وقَادَ المُجَاهِدينَ وَأَذَاقَ جُنُود حِفْتَرَ الْوَيْلَاتِ

وفِي إِصَابَتِهِ الْأَخِيرَةِ خَرَجَ مِن بَنغَازي بِهَدَفِ الْعِلَاجِ وَ وَافَقَ الْتِقَآءَهُ مَعَ مُجَاهدِِين يسْعَوْنَ لِنُصْرَةِ إِخوَانِهِمْ فَانضَمَّ معَهُمْ إِلَى سَرَايَا المَجَاهِدِينَ فِي سَرَايَا الدِّفَاعِ عَن بَنْغَازِي فَكَانَ قَائِداً مَّيْدَانِياً لِّلسَّرَايَا مَحْبُوباً مِّنَ الجَميعِ مُؤَلِّفٌ لِّلإِخْوَة جَامِعٌ بَيْنَهُم

وبَعْدَ تَقَدُّمِ المُجَاهِدِينَ لِفَكِّ الْحِصَارِ عَن بَنْغَازِي الْعَصِيَّةِ واقْتِرَابِهِم مِّنْهَا لَمْ يَرُقْ لِلصَّلِيبِيِّينَ فَكُّ الحِصَارِ وَهزِيمَة عَمِيلِهِم حِفْتَر فَقُصِفَ الْقَائِدُ: مَيْسَرَةٌ مَعَ اثنَانِ مِن رِفَاقِهِ تَقَبَّلَهُمُ اللَّهُ في الشُّهَدَآءِ ..


فَتىً مَاتَ بَينَ الضَّرْبِ والطَّعْنِ مَيْتِةً
تَقُومُ مَقَامَ النَّصْرِ إِذْ فَاتَهُ النَّصْرُ ..


وَإنِّي لأَفْخَرُ _ وَلِيَ الشَّرَفُ _ يَوْمَ أَن قَالَ لِي: إِنّي أُحِبُّكَـ فِي اللَّهِ يَا ...

فللِّهِ دَرُّهُ وَعَلَى اللَّهِ أَجْرُهُ

وَلْيَبْشُر عُبِّادُ الصَّلِيبِ بِمَا يَسُؤُهُمْ _ ولْيَفْهَمُوهَا _

كَتَبهُ وَفَآءً للشّهدَآءِ: جَلِيـسُ الشُّهَـدآءِ

.


القائد الشهيد _نحسبه_:

مَيسَرَةٌ اللِّيبيّ .. تقبله الله

.


🍃

‏سأحيا على الذِّكرى على أمَلِ اللِّقا
وأُخفي دُموعَ الشَّوق أكتُمُ حَسرَتي

أُداوي جِراحي بالتَّصبُّرِ راضِيًا
بقلبٍ ذليلٍ للإلهِ ومُخبِتِ

#ذكرى_الشهداء


#تلاوة_عطرة
لما تيسّر من سورة الواقعة

للشيخ الشّهيد -نحسبه-:
المعتصم بالله اللّيبيّ تقبّله الله

يُذكر أنّ الكفّار نبشوا قبره بعد دفنه ب56 يوماً فوجدوه كما هو!
بحلّة الشّهدآء وطلّة الأتقيآء -نحسبه-
.


🍃

سِيرُ أعْلامِ الشُّهدآءِ " 5 "


أَبُو عبد الرّحْمَنِ الْغَرِيبُ .. تقبله الله

رَفِيقُ الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ ..

قَلِيلُ الْكَلَامِ، عَظِيمُ الْفعَالِ، صَاحِبُ نَجْدَةٍ وَنَخْوَةٍ..

مُلَازِمٌ لِّلْمَسَاجِدِ، مُسَابِقٌ لِّلصُّفُوفِ الْأُولَى فِي الصَّلَوَاتِ وَالْجِهَادِ..

كَانَ يُغْلِقُ هَاتِفَهُ وَبَابَهُ بَعْدَ صَلَاةِ الْعشَآءِ لِيُعِينَ نَفْسَهُ عَلَى مُنَاجَاةِ رَبِّهِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ..

كَانَ نِعْم الأخُ النَّاصحُ، والخِلُّ الصَّالحُ، مذكِّرٌ لّإخوانهِ، حرِيصٌ على هدايَتِهِم واستِقَامتِهِمْ..

بَدَأَ الْجِهَادَ فِي لِيبْيَا فَهَبَّ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ فَكَانَ ذَا هِمَّةٍ وَحَزْمٍ، وَحِكْمَةٍ وَعَزْمٍ، وَتَنَقَّلَ بَيْنَ الْجَبَهَاتِ لَمْ يَلِنْ أَوْ يَنثَنِ أَوْ يَتَوِقَّفْ..

وقدْ كانَ فارساً مِغْوَاراً يقْتحِمُ الأهوَالَ، ويُنازلُ الأبطالِ في ساحاتِ النِّزَالِ..

كمْ كانَ يطُلُبُ الشّهادَةَ ويسعَى لهَا!
وكمْ كانَ يدعُوا ويُلحُّ على الله بهَا!
وكمْ كانَ يلحُّ عَلى إخْوَانهِ بالدُّعآء له أنْ يرزُقَهُ الله الشّهادةَ!

واستَمرَّ شوقُهُ للقَآءِ الله وحبّهُ للشّهادةِ حاديهِ فِي طريق الجهاد والجِلادِ؛ حَتَّى قَرُبتْ نِهايةُ الملاحِمِ الأُولَى مَعَ نظَامِ الطّاغوت القذّافيّ وشَهِدَ مَصْرَعَ عَدُوُّ اللَّهِ..

وَبَعْدِهَا بِأَشْهُرٍ لمْ تطُقْ نفسُهُ البقَآءَ بلاَ جِهادٍ والشّهادَةُ تتَرَآءَى أمامهُ، وطيفُ الشّهدآءِ يُلهِبُ حماسَهُ، ويُذْكِي شَوقَهُ؛ فَيَمَّمَ وَجْهَهُ لِنُصْرَةِ أَهْلِ الشَّامِ فهبَّ مُسرعاً للشّامِ، وما إن وصل حتّى بدأَ يُدَرِّبُ فِي مُعَسْكَرَاتِ الْمُجَاهِدِينَ وَرَابَطَ وَقَاتَلَ وَاقْتَحَمَ وَأُصِيبَ فِي إِحْدَى الْمَعارِكِ ..

وَبَعْدَ أَنْ أَطَلَّتْ فِتْنَةَ الْغُلَاةِ فِي الشَّامِ وَظَهَرَتْ تَحَرُّكِاتِ عُمَلَآءِ أَمْرِيكَا فِي لِيبْيَا رَجَعَ وَتَجَهَّزَ لِمُلَاقَاتِهِمْ فَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ الْإِعْدَادِ فَآوَى الْمُهَاجِرِينَ وَ وَاسَى الْأَنصَارَ وَكَانَ رَجُلَ الْمُهِمَّاتِ بِحَقٍّ..

حيّاكَ ربُّ البيتْ
يا خِيرةَ الأَنصَارْ

للحقِّ كم لبَّيتْ
كفاكَ ربِّ النَّارْ

وَفِي أَوَّلِ جَوْلَةٍ بَيْنَ جُندِ الْحَقِّ وَجُندِ الْبَاطِلِ تَقَدَّمَ عُمَلَآءُ أَمْرِيكَا وَأَزْلَامُ الْقَذَّافِيِّ وَقْتَ خُطْبَةِ الْجُمْعَةِ فِي غَدْرٍ وَخِسَّةٍ عَلَى مَوْقِعٍ لِّلْمُجَاهِدِينَ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ لِلْأُسْدِ أَن تَقِفَ وَهْيَ تَرَى الجُرْذَانَ تَقْتَرِبُ مِنَ الْعَرِينِ!

فَتَنَادَى الْأُبَاةُ وَكَانَ مِن بَيْنِهِمْ فَارِسُنَا الْغَرِيبُ تَقَبَّلَهُ اللَّهُ فَكَانَ مِنْ أَوَآئِلِ الْمُقْتَحِمِينَ فَرَدَّ عَادِيَةَ الصَّآئِلِينَ، وأثخَنُوا فيه أيّما إثخَانٍ..

وَفِي جُبْنٍ وَخِسَّةٍ وَهُمْ يَفِرُّونَ كَالْحُمُرِ الْمُسْتَنفِرَة بدَؤُا يُمطِرُونَ المَكَانَ بِشَتَّى القَذَآئِفِ وأَنوَاعِ الصَّوَاريخِ فَتَسَاقَطَتْ إحْدَى الصَّوارِيخِ قريباً من فَارسِنَا فَارْتَقَى الْبَطَلُ شَهِيداً _نحسبه_ وَفَاحَتْ رَآئِحَةُ الْمِسْكِ مِن جَسَدِهِ الطَّاهِرِ وَبَقِيَتْ عَلَى تِلْكَ الْبُقْعَةِ حِيناً..

ومَا ماتَ حتَّى ماتَ مضْربُ سيفهِ
منَ الطَّعْنِ واعْتَلَتْ عليْهِ القَنَا السُّمْرُ

عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَقْفاً فَإِنَّنِي
رَأَيْتُ الْكَرِيمَ الْحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ ..

فَرَحِمَكَ اللَّهُ غَريباً شَهِيداً ..

كتبهُ وفَآءً للشّهدآءِ: جَلِيسُ الشُّهَدَآءِ

.

Показано 20 последних публикаций.

321

подписчиков
Статистика канала