( قصر الحمراء بغرناطة و تظهر خلفه جبال البشرات اخر معاقل المسلمين ).
ظل الكثير من الاندلسيين يعيشون في الأندلس رغم سقوط مملكة غرناطة ـ آخر معاقلهم في الأندلس ـ سنة 1492 ، رغم أن معاهدة غرناطة نصت على التسامح مع المسلمين بعد تسليم غرناطة للقشتاليين، إلا أن الملكة إيزابيلا الأولى أصدرت سنة 1499 مرسومًا يقضي بإجبار جميع مسلمي إسبانيا على التنصر .
للحفاظ على دينهم و هويتهم ، لجأ الكثير من الاندلسيين الى جبال البشرات ، وهي منطقة جبلية في غرناطة ، و اقاموا فيها بيوت و قرى متفرقة بعيدة عن عيون الاسبان ، لكن في منتصف القرن 16 م ، أصدر الملك فيليب الثاني مرسومًا قضى بإنهاء كل أشكال الثقافة الاندلسية ؛ فحظر استخدام اللغة العربية ومنع ارتداء الملابس الاندلسية ، وأجبر الاندلسيين على التسمي بأسماء مسيحية، ومنع استعمال الأسماء والألقاب العربية ، وبتعليم جميع الأطفال الاندلسيين على أيدي قساوسة كاثوليك ، كما فرض على كل من يمتلك كتب أو أوراق عربية ولاسيما القرآن أقسى أنواع العذاب والعقاب ، و بلغت محاكم التفتيش المتوحشة في عهده ذروتها.
تسببت سياسة فيليب الجديدة المتشددة في اندلاع ثورة مسلحة الاندلسيين في منطقة جبال البشرات سنة 1565م ، وتبرأوا من المسيحية ، وبايعوا محمد ابن أمية وهو من سلالة الخلفاء الامويين في قرطبة واسمه المسيحي فرناندو دي بالور ، و نصبوه قائدًا لهم ووريثًا لعرش الدولة الأموية في الأندلس.
أرسل فيليب الثاني قوات عسكرية كبيرة قوامها جنود إسبان وإيطاليون لقمع الثورة على رأسها أخوه غير الشقيق الدون خوان النمساوي ، ورغم أن الثوار ـ الذين تزايد عددهم من أربعة آلاف سنة 1569 إلى 25 ألف رجل في العام التالي (بينهم جنود من البربر والأتراك من الجزائر ) ، رغم أنهم حققوا بعض الانتصارات، إلا أنهم سرعان ما خسروا ما كسبوه بالدسيسة و الخيانة ، حيث قُتل عدد من كبير قادتهم بيد بعض أتباعهم في مؤامرة دبرها الإسبان .
تمكن الملك فيليبي الثاني بمساعدة دون خوان النمساوي من انهاء الثورة والقضاء عليها بالحديد والنار فتحولت قرى البشارات إلى مجازر بشرية مروعة راح ضحيتها الاف النساء والأطفال ، واخليت 270 قرية و نُقل جميع سكان البشرات وشُتتوا في بقاع الأرض ، وقد ترتب على هذا التغير الديموغرافي لتدمير صناعة الحرير لقرون تالية.
وهكذا انهارت ثورة البشرات، وقضت المشانق والمحارق والمحن المروعة على كل نزعة إلى الخروج والنضال، وخبتْ آخر جذوة من العزم والجهاد في صدور هذا المجتمع الأبي الذي عاش لا يُسمع له صوت ولا تقوم له قائمة في ظل العبودية حقبة أخرى...
ظل الكثير من الاندلسيين يعيشون في الأندلس رغم سقوط مملكة غرناطة ـ آخر معاقلهم في الأندلس ـ سنة 1492 ، رغم أن معاهدة غرناطة نصت على التسامح مع المسلمين بعد تسليم غرناطة للقشتاليين، إلا أن الملكة إيزابيلا الأولى أصدرت سنة 1499 مرسومًا يقضي بإجبار جميع مسلمي إسبانيا على التنصر .
للحفاظ على دينهم و هويتهم ، لجأ الكثير من الاندلسيين الى جبال البشرات ، وهي منطقة جبلية في غرناطة ، و اقاموا فيها بيوت و قرى متفرقة بعيدة عن عيون الاسبان ، لكن في منتصف القرن 16 م ، أصدر الملك فيليب الثاني مرسومًا قضى بإنهاء كل أشكال الثقافة الاندلسية ؛ فحظر استخدام اللغة العربية ومنع ارتداء الملابس الاندلسية ، وأجبر الاندلسيين على التسمي بأسماء مسيحية، ومنع استعمال الأسماء والألقاب العربية ، وبتعليم جميع الأطفال الاندلسيين على أيدي قساوسة كاثوليك ، كما فرض على كل من يمتلك كتب أو أوراق عربية ولاسيما القرآن أقسى أنواع العذاب والعقاب ، و بلغت محاكم التفتيش المتوحشة في عهده ذروتها.
تسببت سياسة فيليب الجديدة المتشددة في اندلاع ثورة مسلحة الاندلسيين في منطقة جبال البشرات سنة 1565م ، وتبرأوا من المسيحية ، وبايعوا محمد ابن أمية وهو من سلالة الخلفاء الامويين في قرطبة واسمه المسيحي فرناندو دي بالور ، و نصبوه قائدًا لهم ووريثًا لعرش الدولة الأموية في الأندلس.
أرسل فيليب الثاني قوات عسكرية كبيرة قوامها جنود إسبان وإيطاليون لقمع الثورة على رأسها أخوه غير الشقيق الدون خوان النمساوي ، ورغم أن الثوار ـ الذين تزايد عددهم من أربعة آلاف سنة 1569 إلى 25 ألف رجل في العام التالي (بينهم جنود من البربر والأتراك من الجزائر ) ، رغم أنهم حققوا بعض الانتصارات، إلا أنهم سرعان ما خسروا ما كسبوه بالدسيسة و الخيانة ، حيث قُتل عدد من كبير قادتهم بيد بعض أتباعهم في مؤامرة دبرها الإسبان .
تمكن الملك فيليبي الثاني بمساعدة دون خوان النمساوي من انهاء الثورة والقضاء عليها بالحديد والنار فتحولت قرى البشارات إلى مجازر بشرية مروعة راح ضحيتها الاف النساء والأطفال ، واخليت 270 قرية و نُقل جميع سكان البشرات وشُتتوا في بقاع الأرض ، وقد ترتب على هذا التغير الديموغرافي لتدمير صناعة الحرير لقرون تالية.
وهكذا انهارت ثورة البشرات، وقضت المشانق والمحارق والمحن المروعة على كل نزعة إلى الخروج والنضال، وخبتْ آخر جذوة من العزم والجهاد في صدور هذا المجتمع الأبي الذي عاش لا يُسمع له صوت ولا تقوم له قائمة في ظل العبودية حقبة أخرى...