ع وخضوع، ومن يتولى هؤلاء فإنّهم من حزب الله المنصورين.
وقد قرّر " ابن القيم الجوزي " هذا الخلاف الحاصل بين أعلام ومفسري أهل السنّة والجماعة، في تفسيره " زاد المسير "، ومع التلخيص يكون كالتالي[٧٤]:
*الإختلاف في من نزلت الآية :*
قوله تعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ } اختلفوا في من نزلت على أربعة أقوال:
1- في عبد الله بن سلام وأصحابه حينما قدموا للرسول(ص) : وذكر رواية في ذالك وهي: أنّ عبدالله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله (ص) وقالوا: إنّ قوما قد أظهروا لنا العداوة، ولانستطيع أن نجالس أصحابك لبُعد المنازل، فنزلت هذه الآية، فقالوا: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين، وأذّن بلال بالصلاة، فخرج رسول الله (ص) فإذا مسكين يسأل النّاس، فقال: رسول الله (ص) " هل أعطاك أحد شيئًا " ؟ قال [ المسكين][٧٥]: نعم، قال [رسول الله (ص)][٧٦]: ماذا ؟ قال [ المسكين] [٧٧]: خاتم فضة، قال [رسول الله (ص)][٧٨]: من أعطاكه، قال: ذالك القائم، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام، أعطانيه وهو راكع، فقرأ رسول الله(ص) هذه الآية.
2- في عبادة بن الصامت: وذالك لما تبرأ من حلفائه اليهود: ولم يذكر ابن القيم الجوزي الرواية التي أخرجها " ابن جرير الطبري" في تفسيره، وهي: حدثنا هناد بن السري قال: حدّثنا يونس ين بكير قال: حدثنا ابن اسحاق قال: حدثني والدي اسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله (ص)، مشى عبادة ابن الصامت إلى رسول الله (ص) - وكان أحد بني عوف بن الخزرج - فخلعهم إلى رسول الله (ص) وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم، ففيه نزلت " إنّما وليكم الله ورسوله والمؤمنين[٧٩].......إلى آخر الرواية التي تكرر ماهو قريب مماذكر. وقد أخرج هذه الرواية من طريق آخر عن " عطية بن سعد "[٨٠].
3- في أبي بكر بن قحافة: ولم يأتي ابن القيم بأي رواية.
4- في عموم المسلمين: ولم يذكر ابن القيم أي رواية.
*ردّ الشيعة على أقوالهم :*
*وفي مقام الرّد على القول الأول :*
- أولا: أنّ نفس الرواية التي ذكرتموها كدليل على هذا القول، في آخرها ذكرت حادثة تصدّق الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وبالتالي فالمقصود من قوله تعالى { وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } هو الإمام علي بن أبي طالب (ع) فلماذا ادّعيتم أنّها نازلة في عبد الله بن سلام وأصحابه وسكتم على أنّها نازلة في الإمام علي بن أبي طالب (ع).
- ثانيا: لو تم التسليم بأنّها نزلت في عبد الله بن سلامة وأصحابه كما قلتم، نحن ما يهمنا وما نختلف فيه معكم هو من المقصود بالمؤمنين المخصصين بصفة إقامة الصلاة وإتاء الزكاة وهم في حال الركوع، وهذه الرواية دليل على ما ذهبنا إليه نحن من قولٍ ، وهو أنّ المقصود في الآية بالمؤمنين الموصفين بما ذكر في الآية من صفات هو الإمام علي بن أبي طالب (ع) .
*ردّ القول الثاني:*
- أولا: الطريق الأول مرسل ولا نعرف مَن مِنَ الصحابة شاهد هذه الحادثة فحكاها " فعبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصامت " لا يعد من الصحابة ولا ممن شاهد الحادثة ليكون قوله حجّة.
- ثانيا: يبقى الطريق الثاني الذي روي عن طريق " عطية بن سعد " فهو أيضا مرسل، لأن عطية من التابعين، ولا نعلم مَنْ مِنَ الصحابة شاهد الحادثة فرواها. أضف على ذالك أن عطية ممن ضعّفوه وقالوا عنه مدلّس [٨١] .
- ثالثا: أنّ الروايات التي يكون حالها هكذا، تسقط حجّيتها أمام الروايات التي تواترت في أنّ الآية نازلة في حقّ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
*ردّ القول الثالث :*
هذا القول لم يرد فيه دليل ولا رواية، وإنمّا هي مجرد دعوى تناقلتها الألسن، وبالإضافة إلى ذالك فإنّ هذا القول لا اعتبار فيه أمام الروايات الكثيرة التي تشير إلى أنّ الآية نزلت بشأن الإمام علي بن أبي طالب (ع) .
*ردّ القول الرابع:*
- أولا: هذا القول لا يخرج عن كونه مجرد رأي مبني على تفسير الآية من خلال ضمير الجمع في قوله تعالى " وَالَّذِينَ آمَنُواْ "، وهذا لا قيمة له أمام الرواية التي ذكرت أنّ الآية نازلة في الإمام علي بن أبي طالب (ع) ، لثبوت أنّ المولى تعالى في كتابه العزيز استعمل ضمير الجمع في المفرد، مضافا إلى استعمال العرب ضمير الجمع في مخاطبة المفرد للتعظيم.
- ثانيا: أنّه وباتفاق الجميع أنّ الرواية إذا كانت صحيحة السند، تقدّم على رأي المفسر مهما بلغ شأنه، وبما أنّ الرواية موجودة فلا حجية لهذا القول.
*الإختلاف في اتيان الزكاة في الركوع :*
قوله تعالى { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } اختلفوا لقولين :
1- أنّهم دفعوا الزكاة أثناء الركوع، وهو تصدّق علي بن أبي طالب (ع) بخاتمه في الركوع .
2- أنّ من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع.
*ردّ الشيعة على أقوالهم :*
*القول الأول:*
أنّ هذا القول هو الذي تصرح به الروايات الكثيرة بكثر
وقد قرّر " ابن القيم الجوزي " هذا الخلاف الحاصل بين أعلام ومفسري أهل السنّة والجماعة، في تفسيره " زاد المسير "، ومع التلخيص يكون كالتالي[٧٤]:
*الإختلاف في من نزلت الآية :*
قوله تعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ } اختلفوا في من نزلت على أربعة أقوال:
1- في عبد الله بن سلام وأصحابه حينما قدموا للرسول(ص) : وذكر رواية في ذالك وهي: أنّ عبدالله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله (ص) وقالوا: إنّ قوما قد أظهروا لنا العداوة، ولانستطيع أن نجالس أصحابك لبُعد المنازل، فنزلت هذه الآية، فقالوا: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين، وأذّن بلال بالصلاة، فخرج رسول الله (ص) فإذا مسكين يسأل النّاس، فقال: رسول الله (ص) " هل أعطاك أحد شيئًا " ؟ قال [ المسكين][٧٥]: نعم، قال [رسول الله (ص)][٧٦]: ماذا ؟ قال [ المسكين] [٧٧]: خاتم فضة، قال [رسول الله (ص)][٧٨]: من أعطاكه، قال: ذالك القائم، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام، أعطانيه وهو راكع، فقرأ رسول الله(ص) هذه الآية.
2- في عبادة بن الصامت: وذالك لما تبرأ من حلفائه اليهود: ولم يذكر ابن القيم الجوزي الرواية التي أخرجها " ابن جرير الطبري" في تفسيره، وهي: حدثنا هناد بن السري قال: حدّثنا يونس ين بكير قال: حدثنا ابن اسحاق قال: حدثني والدي اسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله (ص)، مشى عبادة ابن الصامت إلى رسول الله (ص) - وكان أحد بني عوف بن الخزرج - فخلعهم إلى رسول الله (ص) وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم، ففيه نزلت " إنّما وليكم الله ورسوله والمؤمنين[٧٩].......إلى آخر الرواية التي تكرر ماهو قريب مماذكر. وقد أخرج هذه الرواية من طريق آخر عن " عطية بن سعد "[٨٠].
3- في أبي بكر بن قحافة: ولم يأتي ابن القيم بأي رواية.
4- في عموم المسلمين: ولم يذكر ابن القيم أي رواية.
*ردّ الشيعة على أقوالهم :*
*وفي مقام الرّد على القول الأول :*
- أولا: أنّ نفس الرواية التي ذكرتموها كدليل على هذا القول، في آخرها ذكرت حادثة تصدّق الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وبالتالي فالمقصود من قوله تعالى { وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } هو الإمام علي بن أبي طالب (ع) فلماذا ادّعيتم أنّها نازلة في عبد الله بن سلام وأصحابه وسكتم على أنّها نازلة في الإمام علي بن أبي طالب (ع).
- ثانيا: لو تم التسليم بأنّها نزلت في عبد الله بن سلامة وأصحابه كما قلتم، نحن ما يهمنا وما نختلف فيه معكم هو من المقصود بالمؤمنين المخصصين بصفة إقامة الصلاة وإتاء الزكاة وهم في حال الركوع، وهذه الرواية دليل على ما ذهبنا إليه نحن من قولٍ ، وهو أنّ المقصود في الآية بالمؤمنين الموصفين بما ذكر في الآية من صفات هو الإمام علي بن أبي طالب (ع) .
*ردّ القول الثاني:*
- أولا: الطريق الأول مرسل ولا نعرف مَن مِنَ الصحابة شاهد هذه الحادثة فحكاها " فعبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصامت " لا يعد من الصحابة ولا ممن شاهد الحادثة ليكون قوله حجّة.
- ثانيا: يبقى الطريق الثاني الذي روي عن طريق " عطية بن سعد " فهو أيضا مرسل، لأن عطية من التابعين، ولا نعلم مَنْ مِنَ الصحابة شاهد الحادثة فرواها. أضف على ذالك أن عطية ممن ضعّفوه وقالوا عنه مدلّس [٨١] .
- ثالثا: أنّ الروايات التي يكون حالها هكذا، تسقط حجّيتها أمام الروايات التي تواترت في أنّ الآية نازلة في حقّ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
*ردّ القول الثالث :*
هذا القول لم يرد فيه دليل ولا رواية، وإنمّا هي مجرد دعوى تناقلتها الألسن، وبالإضافة إلى ذالك فإنّ هذا القول لا اعتبار فيه أمام الروايات الكثيرة التي تشير إلى أنّ الآية نزلت بشأن الإمام علي بن أبي طالب (ع) .
*ردّ القول الرابع:*
- أولا: هذا القول لا يخرج عن كونه مجرد رأي مبني على تفسير الآية من خلال ضمير الجمع في قوله تعالى " وَالَّذِينَ آمَنُواْ "، وهذا لا قيمة له أمام الرواية التي ذكرت أنّ الآية نازلة في الإمام علي بن أبي طالب (ع) ، لثبوت أنّ المولى تعالى في كتابه العزيز استعمل ضمير الجمع في المفرد، مضافا إلى استعمال العرب ضمير الجمع في مخاطبة المفرد للتعظيم.
- ثانيا: أنّه وباتفاق الجميع أنّ الرواية إذا كانت صحيحة السند، تقدّم على رأي المفسر مهما بلغ شأنه، وبما أنّ الرواية موجودة فلا حجية لهذا القول.
*الإختلاف في اتيان الزكاة في الركوع :*
قوله تعالى { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } اختلفوا لقولين :
1- أنّهم دفعوا الزكاة أثناء الركوع، وهو تصدّق علي بن أبي طالب (ع) بخاتمه في الركوع .
2- أنّ من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع.
*ردّ الشيعة على أقوالهم :*
*القول الأول:*
أنّ هذا القول هو الذي تصرح به الروايات الكثيرة بكثر