بين فينة وأخرى ربما تحتاج إلى لحظات شعور عميق بالضآلة والمحدودية إزاء هذا العالم، سيساعد هذا الشعور في محاصرة الإحساس المبالغ فيه بأهمية الذات، وترسيخ تفاهة الهموم الصغيرة، واستعادة الانفعال بالكلي والمطلق، وتنظيم الموقف من الوجود. في رحلته إلى إيطاليا عام 1786 ركب الأديب الألماني غوته البحر. تأمل، ثم كتب في يومياته:"من يتعذر عليه أن يجد نفسه محاطاً بالبحر وحده من كل الجهات لن يتوصل قطّ إلى بلوغ تصوّر حقيقي عن العالم، وعن علاقته بهذا العالم".