مرَ ف الايامِ يومٌ،قد حَطّم الآمالْ،وباعدَ بينَ الاهلِ والاحبَابْ،وقَطّع الاوصالْ،وشَرّدَ الشَبابْ،ويَتّمَ الأطفال،كُلُ ذلكَ لم يكُن ف الحُسبَان،كُلُ أيامِنَا كانت أعيَاد،وأيام العِيدِ كانت مِثلَ أيامُ الجِنَان،كُنا نَقضي أيامُ العيدِ بِالأمنِ والأمَان،وكَانَت بِلادُنا عَامِرةً بِالحُبِ والإحسان،ومُنذُ ذلكَ اليوم أصبََت بِلادُنا مَصدَراً للألمِ والأحزان،ومِن وقتِها لم يُصبح للعِيدِ في قُلوبِنا مَكان،مُنذُ أن فارقتُ إخوَتي،وترَاكمَت أوجاعي،ولا يزالُ قَلبي متعَلِقً بِتلكَ الأيام،تِلكَ التي لم نَعرِف فِيها مَعنىً للحَربِ والهُجران،وأصبَحنا في غُربَتِنا مُشَتتينَ بينَ البُلدان،فإني تَاللهِ اشتَاقَت أُذني لِسمَاعِ صوت الأذان من المَسجِد الأموي،ومِن سَاحِة الميدَان،وانفطَرَ قلبي على رفيقي،وقد رحَلَ بِرَصَاصةِ الأعداء،فأينَ العيدُ وسوريتي أصبَحت كومَ الأحجَار،ولم يبقى فيها سِوَى الدمَار..
فَهل مِن رُجوع،أم سَتبقي سوريتي في الحِصَار...
لـ عبدالله هنداوي. 🖤
فَهل مِن رُجوع،أم سَتبقي سوريتي في الحِصَار...
لـ عبدالله هنداوي. 🖤