#الحلقة_الثالثة
من صيدنامو أو ثورة ما قبل الثورة
بقلم الدكتور مظهر الويس
نحن الآن في بدايات عام 2008وقد اكتملت تقريباً خارطة السجناء في هذا السجن العتيد الذي أصبح تدمراً جديداً كما قلنا، السجن المسدس كان له ثلاث طوابق وكل طابق فيه ستة أجنحة (أ يمين ويسار, ب يمين ويسار, ج يمين ويسار). وكل جناح فيه عشرة مهاجع وطوله 60 متر.
خريطة السجن كانت مختلطة من سياسيين وغير سياسيين من القضائيين العسكريين والجواسيس, السياسيون كانوا من الإسلاميين وغير الإسلاميين.
السياسيون من غير الإسلاميين كانوا من الديمقراطيين وجماعات حقوق الإنسان وربيع دمشق (بعضهم نصيريون وإسماعيليون) وحزب العمال الكردستاني (بككة)، من أبرز السياسيين أبو عبدو الهوى مدير مكتب عبد الحليم خدام والفارس عدنان قصار الذي اعتقل بعد فوزه على باسل الأسد في سباق الفروسية وأمضى 26 سنة.
أقدم سجين في صيدنايا كان يلقب بعميد السجناء (أبو شامل) في تهمة إعداد انقلاب ضد النظام مع مجموعة ضباط عام 1980 وخرج بمرض عضال بعد 30 سنة.
من أبرز الجواسيس أبو عبير تهمته تجسس لإسرائيل والمدعو أبو بكر المشهداني مقدم عراقي عميل للموساد وال c ia وخرج بصفقة مع آصف شوكت وغيرهم كثير، أما الإسلاميون فلقد كان منهم بقايا الإخوان المسلمين وأبناؤهم وأغلبهم غدر بهم النظام وأدخلهم عبر تعهدات بعد حرب العراق 2003 ثم اعتقلهم غدرا، وللعلم لم يبق من التدمريين الإخوان إلا سجين واحد والباقي كما قلنا اعتقلوا بعد عودتهم من العراق بعد ضمانات من السفارة السورية هناك ثم غدر بهم، أما السلفيون الدعويون فعبارة عن دعاة أو أناس توجههم سلفي ويوزعون كتب الألباني أو ابن باز وبعضهم لأنه وزع (حصن المسلم) ولم يكن الجهاد من منهجهم. وبعض الدعوييين اعتقلوا بتهمة توزيع أقراص cd (التصوف أفيون الشعوب) وأقراص تخص الشيعة وأغلب هؤلاء كانوا شباباً ناشئين. وكان هناك أكثر من مئة إسلامي من حزب التحرير الإسلامي وقسم لا بأس به عاد إلى صيدنايا بعد أن أخرج منها وبعضهم كان من خارج سوريا. كان من كوادر حزب التحرير دعوة ضباط انطلاقاً من منهج الحزب (مبدأ النصرة في اختراق الجيش) وتم اعتقالهم عام 1999 وحكموا 15 عاماً.
وأما الجهاديون فقد كانوا هم العدد الأكبر في السجن ولكن الجهاديين لم يكونوا كتلة واحدة فقد كانوا طرائق قدداً.
كانت الدعاوى الجهادية تقسم إلى تنظيمات خارجية (قاعدة وفتح اسلام) وتنظيمات داخلية (جند الشام والإذاعة وأخرى) وفكر جهادي مستقل. كانت جند الشام التي ذكرنا قصتهم الكتلة الأبرز وكان جلهم من حماه والحسكة, ومضايا وسرغايا (على الحدود السورية اللبنانية).
كذلك من الدعاوى المشهورة بالعمل الداخلي دعوة الإذاعة وهم فتية صغار استهدفوا مبنى الإذاعة والتلفزيون عام 2006 وأغلبهم من عربين الغوطة الشرقية ولقد كان لحمص العدية نصيب مهم كذلك حيث كانت دعوى القمة: (التهمة: التخطيط لضرب القمة العربية المزمع عقدها في دمشق 2008).
وهناك دعاوى داخلية صغيرة كدعوة دروشة وقطنا (الغوطة الغربية) والعتيبة والعبادي (قرى في الغوطة الشرقية) وغيرها من التجمعات الصغيرة. وأما دعاوى القاعدة فكما قلنا كان تنظيم القاعدة يتخذ سوريا أرض نصرة وعبور فقط (دعم لوجستي) ويمنع العمل العسكري بها.
فتح التنظيم مكتب خدمات في سوريا وكان أمير دمشق وما حولها أبو مدين الفلسطيني والمعروف بأبي معاذ رحمه الله. جند أبو معاذ العشرات من مخيم اليرموك وجلهم من الفلسطينين وكثير منهم كان تابعاً للحركات الفلسطينية المعروفة ولهم خبرة في السلاح وحرب العصابات، ومن دعاوى القاعدة دعوى فواز اللبناني الذي كان مسؤول سوريا بعد اعتقال الأمير السابق مؤيد اللبناني في لبنان عام 2005. والتي كان فيها الشيخان سمير البحر وأبو العباس الشامي, وهناك دعوى أبو الحارث فرج الذي استلم أمير سوريا بعد اعتقال فواز اللبناني أواخر عام 2006، وأبرز دعاوى فتح الإسلام دعوة الـ55 (55 أخ) كان على رأسها رفيق الزرقاوي في معسكر هيرات وجبال كردستان أبو هاني الحلبي.
اختلف أبوهاني مع الزرقاوي في بدايات الجهاد في العراق حول بعض المسائل المنهجية والتنظيمية وانفصل عنه ولحق بشاكر العبسي في لبنان. ومن حمص بالاشتراك مع حماه دعوى فتح الإسلام وكان جلهم من طلبة الجامعة وتهمتهم التستر ومعرفة رئيس الدعوة.
ومن أبرز الدعاوي دعوى (أبوالصادق) وجلهم من الكوادر الشرعية والقيادية كان من أبرزهم الشيخ أبو حمزة الجغل وأبو يوسف البدوي رحمه الله.
وللعلم فإن دعوتنا (دعوة أبو العدل) ودعوة الغاب (حسان عبود) هي من دعاوى القاعدة ولم تلتحق بصيدنايا بعد ومازلنا في الفروع الأمنية حتى هذه اللحظة، كانت أغلب المسائل محسومة عند الكثير من السجناء الجهاديين في عدم العذر بالجهل مطلقاً وكفر البرلمانيين بالأعيان وتكفير الشيعة وكفر المتحاكم، السبب يعود إلى العائدين من العراق والمتأثرين بمناخ الغلو السائد هناك حيث تبنوا حسم كثير من المسائل. وكذلك بسبب وجود طالب علم كان في أوربا من المتأثر
من صيدنامو أو ثورة ما قبل الثورة
بقلم الدكتور مظهر الويس
نحن الآن في بدايات عام 2008وقد اكتملت تقريباً خارطة السجناء في هذا السجن العتيد الذي أصبح تدمراً جديداً كما قلنا، السجن المسدس كان له ثلاث طوابق وكل طابق فيه ستة أجنحة (أ يمين ويسار, ب يمين ويسار, ج يمين ويسار). وكل جناح فيه عشرة مهاجع وطوله 60 متر.
خريطة السجن كانت مختلطة من سياسيين وغير سياسيين من القضائيين العسكريين والجواسيس, السياسيون كانوا من الإسلاميين وغير الإسلاميين.
السياسيون من غير الإسلاميين كانوا من الديمقراطيين وجماعات حقوق الإنسان وربيع دمشق (بعضهم نصيريون وإسماعيليون) وحزب العمال الكردستاني (بككة)، من أبرز السياسيين أبو عبدو الهوى مدير مكتب عبد الحليم خدام والفارس عدنان قصار الذي اعتقل بعد فوزه على باسل الأسد في سباق الفروسية وأمضى 26 سنة.
أقدم سجين في صيدنايا كان يلقب بعميد السجناء (أبو شامل) في تهمة إعداد انقلاب ضد النظام مع مجموعة ضباط عام 1980 وخرج بمرض عضال بعد 30 سنة.
من أبرز الجواسيس أبو عبير تهمته تجسس لإسرائيل والمدعو أبو بكر المشهداني مقدم عراقي عميل للموساد وال c ia وخرج بصفقة مع آصف شوكت وغيرهم كثير، أما الإسلاميون فلقد كان منهم بقايا الإخوان المسلمين وأبناؤهم وأغلبهم غدر بهم النظام وأدخلهم عبر تعهدات بعد حرب العراق 2003 ثم اعتقلهم غدرا، وللعلم لم يبق من التدمريين الإخوان إلا سجين واحد والباقي كما قلنا اعتقلوا بعد عودتهم من العراق بعد ضمانات من السفارة السورية هناك ثم غدر بهم، أما السلفيون الدعويون فعبارة عن دعاة أو أناس توجههم سلفي ويوزعون كتب الألباني أو ابن باز وبعضهم لأنه وزع (حصن المسلم) ولم يكن الجهاد من منهجهم. وبعض الدعوييين اعتقلوا بتهمة توزيع أقراص cd (التصوف أفيون الشعوب) وأقراص تخص الشيعة وأغلب هؤلاء كانوا شباباً ناشئين. وكان هناك أكثر من مئة إسلامي من حزب التحرير الإسلامي وقسم لا بأس به عاد إلى صيدنايا بعد أن أخرج منها وبعضهم كان من خارج سوريا. كان من كوادر حزب التحرير دعوة ضباط انطلاقاً من منهج الحزب (مبدأ النصرة في اختراق الجيش) وتم اعتقالهم عام 1999 وحكموا 15 عاماً.
وأما الجهاديون فقد كانوا هم العدد الأكبر في السجن ولكن الجهاديين لم يكونوا كتلة واحدة فقد كانوا طرائق قدداً.
كانت الدعاوى الجهادية تقسم إلى تنظيمات خارجية (قاعدة وفتح اسلام) وتنظيمات داخلية (جند الشام والإذاعة وأخرى) وفكر جهادي مستقل. كانت جند الشام التي ذكرنا قصتهم الكتلة الأبرز وكان جلهم من حماه والحسكة, ومضايا وسرغايا (على الحدود السورية اللبنانية).
كذلك من الدعاوى المشهورة بالعمل الداخلي دعوة الإذاعة وهم فتية صغار استهدفوا مبنى الإذاعة والتلفزيون عام 2006 وأغلبهم من عربين الغوطة الشرقية ولقد كان لحمص العدية نصيب مهم كذلك حيث كانت دعوى القمة: (التهمة: التخطيط لضرب القمة العربية المزمع عقدها في دمشق 2008).
وهناك دعاوى داخلية صغيرة كدعوة دروشة وقطنا (الغوطة الغربية) والعتيبة والعبادي (قرى في الغوطة الشرقية) وغيرها من التجمعات الصغيرة. وأما دعاوى القاعدة فكما قلنا كان تنظيم القاعدة يتخذ سوريا أرض نصرة وعبور فقط (دعم لوجستي) ويمنع العمل العسكري بها.
فتح التنظيم مكتب خدمات في سوريا وكان أمير دمشق وما حولها أبو مدين الفلسطيني والمعروف بأبي معاذ رحمه الله. جند أبو معاذ العشرات من مخيم اليرموك وجلهم من الفلسطينين وكثير منهم كان تابعاً للحركات الفلسطينية المعروفة ولهم خبرة في السلاح وحرب العصابات، ومن دعاوى القاعدة دعوى فواز اللبناني الذي كان مسؤول سوريا بعد اعتقال الأمير السابق مؤيد اللبناني في لبنان عام 2005. والتي كان فيها الشيخان سمير البحر وأبو العباس الشامي, وهناك دعوى أبو الحارث فرج الذي استلم أمير سوريا بعد اعتقال فواز اللبناني أواخر عام 2006، وأبرز دعاوى فتح الإسلام دعوة الـ55 (55 أخ) كان على رأسها رفيق الزرقاوي في معسكر هيرات وجبال كردستان أبو هاني الحلبي.
اختلف أبوهاني مع الزرقاوي في بدايات الجهاد في العراق حول بعض المسائل المنهجية والتنظيمية وانفصل عنه ولحق بشاكر العبسي في لبنان. ومن حمص بالاشتراك مع حماه دعوى فتح الإسلام وكان جلهم من طلبة الجامعة وتهمتهم التستر ومعرفة رئيس الدعوة.
ومن أبرز الدعاوي دعوى (أبوالصادق) وجلهم من الكوادر الشرعية والقيادية كان من أبرزهم الشيخ أبو حمزة الجغل وأبو يوسف البدوي رحمه الله.
وللعلم فإن دعوتنا (دعوة أبو العدل) ودعوة الغاب (حسان عبود) هي من دعاوى القاعدة ولم تلتحق بصيدنايا بعد ومازلنا في الفروع الأمنية حتى هذه اللحظة، كانت أغلب المسائل محسومة عند الكثير من السجناء الجهاديين في عدم العذر بالجهل مطلقاً وكفر البرلمانيين بالأعيان وتكفير الشيعة وكفر المتحاكم، السبب يعود إلى العائدين من العراق والمتأثرين بمناخ الغلو السائد هناك حيث تبنوا حسم كثير من المسائل. وكذلك بسبب وجود طالب علم كان في أوربا من المتأثر