الوفاء.. أعظم خُلّةٍ يتحلى بها إنسانٌ بعد الصدق، وهو ثمرة له..
أن تَفِيَ لنفسك: فتحملَها على ما يَزينُها ولو كانت تكرهه، وتمنعها عما يَشينُها ولو كانت تُحبُّه.. أن تفيَ لربّك: فتخاف مَقامَه ولا تهتِك سِترَه عليك.. أن تَفيَ لحبيبك ﷺ: فتنصر سُنّتَه وتنشرها وتتمثلها وتدفع عنها..
أن تفيَ لوالديك: فتُحسن إليهما ولو لم يُحسِنا إليك؛ لعِظَم حقهما عليك، وتُبادرَهما بالإجابة قبل سؤالهما، وتهتم لمواقع محابِّهما فتأتيها، ومظانّ ما يكرهان فتجتنبها.. وأعظم وفائك لهما:في كِبَرِهما، وأعظم منه: بعد وفاتهما، وهو أعظم البِرّ والوفاء، بالصدقة والإصلاح وتبليغ خيرهما للناس..
أن تفيَ لصاحبك: فتكون حاضرًا ببذلك حال كُربته، وبأمانتك عند مشورته، وبحِلمك إزاء إساءته، وبمروءتِك في غيْبته، وبحُسن ظنّك إن ظننت، وبتغافلك إن تيقّنْت، وبفضل علمك في المقال، وبعقلك عند السؤال، وبدعائك له في كل وقت وحين..
فالوفاء والعقل صنوان.. يحملان المرء على العدل، وبهما يتحصل السداد في الدنيا والآخرة!