Reactionem


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


Похожие каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


حسب إحصائيات وزارة العدل و الحريات تراجع عدد حالات الزواج بالمغرب سنة 2020 بنسبة 21% مقارنة بسنة 2013 و 25% مقارنة بسنة 2019. و في نفس الوقت صعود صاروخي لعدد حالات الطلاق في السنوات الأخيرة.
سنة 2004 كانت إحتمالية إنتهاء الزواج بالطلاق لا تتعدى 3% لتصل إلى نسبة 13% سنة 2013، بعد عشر سنوات من السياسات المساوتية و التعديلات القانونية و التشريعية التقدمية و بداية التأثير الكبير للسوشال ميديا و الإعلام بالإضافة إلى تراكمات عوامل أخرى منها المادي و منها الثقافي لتستقر في نسبة 33% سنة 2019.


إذا بحثت بما فيه الكفاية ستجد ترتبات هذا الكلام على الواقع المعاصر. دولة  ألمانيا الحالية تفتقد مفهوم السيادة الكاملة، من الناحية التشريعية فهي لا تزال في حرب مع الو.م.أ. الدستور نفسه تمت كتابته تحت رعاية الحلفاء. ألمانيا لديها شيء غير مسبوق على مستوى الولايات و المستوى الفيدرالي، لديها وكالة حكومية مميزة مسؤولة فقط عن مراقبة الدستور "Bundesamt für Verfassungsschutz"، تتتبع الأكاديميين و الصحفيين و السياسيين الذين يميلون نحو اليمين كما تراقب نقاء لغتهم. يقول المحلل القانوني جوزيف شيسلبيرنر " BfV وكالة هي بالأساس تعمل على شكل جهاز سري داخلي يضم 17عشر وكالة فرعية (واحدة على مستوى الاتحاد و 16 موزعة على الولايات الألمانية). و بالتالي وحدها المخابرات الداخلية قادرة على إعلان شخص ما عدوا داخليا للدولة".

نفس ما حدث مع ألمانيا بعد الحرب، حدث مع باقي دول العالم التي كانت ولا زال البعض منها متمسكا بقيمه و رؤيته الغير-تقدمية. محاولة تجريدهم من أي إرث هوياتي حضاري عن طريق الإرهاب الفكري و التشريعي.


ما يظهره الفيلم عامة بالإضافة إلى أنه بروبكندا معاكسة هو أن الحرب كانت عرقية و لكن ليس تجاه اليهود (الذين لم تتم الإشارة لهم ولا مرة واحدة). خوف دائم من الروح الألمانية المتجددة و التاريخ الذي يعيد نفسه كل مرة بإنتفاضة من الركام و حرب تجاه كل ما لا يبث للإرث الألماني بصلة من بروسيا بيسمارك إلى هتلر. جمل أجدها تحيل على النوايا الحقيقية حول دخول أمريكا الحرب "في مكان ما بين العامة هناك رجال ينتظرون الفرصة للإنتفاض مجددا، و هذا ما يجب أن نمنعه، مهما كانوا نادمين مهما إعتذروا لا يمكنهم الرجوع إلى المجتمع المتحضر...أولئك الذين عبدوا القوة معلنين نوايا ألمانيا في السيطرة على العالم...ألمانيا عليها أن لا تنهض مجددا...في يوم من الأيام قد يتعافون من مرض "الرجل الخارق، لكن عليهم أولا أن يثبتوا أنهم تعافوا قبل أن نسمح لهم بأخذ مكان بين الأمم المحترمة". حرب كانت بالأساس بين الروح الجرمانية و روح التاجر الانغلو-ساكسونية. حرب انتهت بتجريد الخاسر من الإنسانية و إستحواذ الرابح على مفهوم الإنسانية و قولبته بما يتماشى مع منظومته الفكرية ثم إقرارها مفهوما يشمل كل شعوب العالم التي تسير وراء الرجل الأبيض لكن هذه المرة متخفية في زي الملاك الطاهر.

أكثر ما أضحكني و هو يتحدث عن إقرار السلام العالمي و الشرف و السعي نحو بناء عالم جديد محكوم من طرف وحدة عالمية حكيمة، تركيز المخرج على صورة ستالين مع تكرير كلمات مثل الحرية و الأمن  ههههههه.


https://www.youtube.com/watch?v=qEYeJKCFQgA

مقتطف من فيلم أمريكي إسمه مهمتك في ألمانيا "Your Job in Germany"، من كتابة Dr. Seuss يلخص بروبكندا الطرف المنتصر في الحرب العالمية الثانية.


Репост из: use telegram apk
يمكنني تفهم تعاطف الكثير من النساء مع وفاة نوال السعداوي فهي تحاول أن تخلق لهن بيئة يحصلن فيها على إمتيازات المرأة وحقوق الرجل وواجبات لا أحد، في مقابل تعظيم غطرستها الشخصية, فنحن في الأخير أصبحنا في فترة كل من يريد لفت الإنتباه وتضخيم مكانته يبدأ بتفكيك الأنماط الشائعة وسط المجتمع كبريستيج والعيش في وهم التميز والخروج عن القطيع ويمكن ملاحظة ذلك حتى من المدافعين عليها حيث أغلبهن من النسوة من الطبقات المتوسطة وما فوق وبالكاد يعرفن معنى المعاناة الحقيقية.

لكن أن نجد مدافعين عنها من الذكور لهو شيء طالما عجزت عن إستيعابه فعليا. ما الذي يحاول تحقيقه هؤلاء بالدفاع عن واحدة تجعل من النساء قنابل موقوتة حرفيا؟ ألا يكفيه ما يحدث للرجل الغربي والإتعاظ؟ ثم تتذكر أن الرجل الغربي بالرغم من كل الفوضى التي يعيشها بسبب النسوية التي لحد الساعة شغالة في قضايا هامشية وتافهة جدا وهو ما يدعم الطرح أنها النسوية وجدت أيضا لإشباع الغطرسة الشخصية. وسط كل هذا لا زال يدافع عن حصول المرأة على مزيد من الإمتيازات.

في هذه الحالات تأمل حقا من الحياة أن تكون منصفة، وأن ينتهي المطاف بهؤلاء الحثالة من الذكور مع إحدى المتشبعات بالفكر النسوي وأن تجعل من حياته جحيما لا يطاق، عندها في الأخير سيستوعب أنه لن يجد من يدافع عنه عندما يسلب منه كل شيء, خاصة من النسوة التي كان يدافع عنهن لأنهن في الأخير منحازات لبعضهن البعض مهما كانت الحالات التي يكون فيها جنسهن هو المعتدي.


اللغة سلاح قوي لإضفاء الشرعية على أي نضام سياسي. اللغة المستعملة في الغرب الليبرالي حاليا تشبه إلى حد ما لغة الاتحاد السوفياتي قديما، مع أنها أقل حدة و كلماتها أقل حمولة من الكلمات التي استخدمها السياسيون الشيوعيون. تتجنب المواجهة المباشرة حيث تلجأ لكلمات منمقة خالية من المعنى الموضوعي. عامة يتجنب هذا الخطاب القيود اللغوية الثقيلة التي استخدمها الشيوعيين من قبل في وسائل الإعلام التي كانت تديرها الدولة.

الإعلام الغربي مفتون بالمبالغة في النعوت و الضمائر محاولا الترفع أخلاقيا حيث غالبا ما يعرض مفاهيم مثل " حرية التعبير" و "حقوق الإنسان" و "التسامح" و "التنوع" كما تفترض طبقة واسعة من الغربيين أن هذه المفاهيم هي بديهية. مع أن هذه الكلمات يتم تكرارها مرات عديدة، إن كانت بديهية فهي تثبت نفسها ذاتيا و لاداعي لإجترارها. مع التأكيد كل مرة على "التسامح" يزرع الإعلام بعض الشك في مصداقية هذا المفهوم؛ الإختباء وراء الكلمات المنمقة قد يدل على غياب حقيقي لحرية التعبير. فخطاب الشيوعيين كان مليئا أيضا بمصطلحات مماثلة بينما في الواقع كان عكس تلك الكلمات هو ما يحدث. الخطاب الغربي المعاصر يتقن اللغة الأورويلية أو ما أسماه الفرنسيون لغة الخشب "La langue du bois" و الألمان بلغة الإسمنت "Betonsprache"، للإختباء وراء لغة بيروقراطية غامضة أو لغة أكاديمية لا تعكس الحقيقية، بل تدفع بالجماهير نحو تصورات سياسية خاطئة. من ناحية تتصرف بعدائية و تصدر أحكاما جزافية في حق منتقديها و من ناحية أخرى هي مليئة بالمدح و الإطراء خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعددية الثقافية (العرقية). فتلجأ لمقاربات قلما تعتمد على تشابهات حقيقية كما أنها تأخذ خارج سياقيها التاريخي.

يتماشى إختيار أدوات نحو منمقة مع طبيعة السوق الحرة الليبرالية و التي كقاعدة عامة توظف النعوت و الصفات ذات "صيغ التفضيل" من أجل تسويق جيد للسلع و الخدمات. خلف السيميائية الشيوعية كان دائما هناك شك في مصداقية الخطاب الشيوعي حتى من بعض أفراد الحزب الشيوعي نفسه، انعكاس لنظام إيمان لم يؤمن به أحد و تفاقم للكذب اللفظي سهل موت الشيوعية. على العكس من ذلك الغرب الليبرالي مصدق لغالبية الخطاب الديمقراطي.

سونيش لاحظ أن عدد المنشقين الذين يتجرؤون على فحص دلالات و معاني الخطاب المزدوج الليبرالي بشكل نقدي هو أقل بكثير مقارنة مع الشيوعية. و ذلك راجع لتطابق المحادثات الرسمية في الغرب مع سيادة القانون و بالتالي نادرا ما تكون هناك احتجاجات أو ردود فعل عنيفة. يسمح النظام الليبرالي بالمظاهرات الجماهيرية و التعبير عن رفضهم لبعض القرارات السياسية، كما أن الإنتلجنسيا و الطبقة الحاكمة تتمتع بخطاب احتفالي و مدح كبير لتلك الإحتجاجات (مثل تسمية أعمال الشغب الأخيرة في و.م.أ بمظاهرات سلمية). لكن كقاعدة غير مكتوبة نادرا ما يرى المرء احتجاجات تنتقد جوهر الديمقراطية البرلمانية و الليبرالية.

مصطلحات جديدة قد ظهرت بداية من السبعينات في المعجم الليبرالي مثل "الصوابية السياسية" و "خطاب الكراهية"  "market Democracy" و "ethnic sensitivity training" أي تدريب عل التخلص من الحساسية العرقية و الإثنية. قليلا ما طرح سؤال من صاغها و أعطاها المعنى المعاصر. و كيف تغير معناها عبر الزمن كما حدث مع الصوابية التي كانت تصف بشكل ساخر عند ظهورها من هو خارج الترندات الجديدة لتتحول فيما بعد إلى مصطلح تأديبي يرمى في وجه أي معارض للخطاب الليبرالي.

الليبرالية أكثر نجاعة في خداع الجماهير من الشيوعية، من خلال سيل جارف من المفاهيم المفرغة من محتواها و التي يتم تكييفها حسب الخصم مثل "حقوق الإنسان" و "الديمقراطية" و "الفاشية" و "النازية". غالبا ما تصاغ أمثلة المدح في مقابل التشهير السياسي عند الصحافة الليبرالية بإعتماد ازدواجية الخطاب بين كلمات عاطفية vs كلمات حيوانية. عند محاولة الصحافة الحرة - التي يتبجح بها كثيرا في الغرب الليبرالي - لشخصية تستقيم مع الشرائع الليبرالية، فإنها تستخدم عموما لغة محايدة مع قليل من التمجيد المتناثر هنا و هناك. كمثال "الدوائر الديمقراطية في أوكرانيا التي تتعرض لمضايقات حكومية، تصعد مراكز و تدعم ملفها لتمكينها من النجاح الانتخابي" العبارات تحريضية غير مباشرة مخفية وراء كلمات محايدة. لكن العكس يحدث عند انتقاد أحدهم للديمقراطية الليبرالية يتم استعمال خطاب مباشر مثل خطاب الاتحاد السوفياتي: "إن الترويج لهؤلاء الأفراد المشاغبين في سيدني و كيبيك أظهر مرة أخرى نسبهم الوحشي الراجع للإرث النازي". محاولة للتجريد من الإنسانية و استبعاد للخصم من خلال استخدام كلمة "نازي" قد تصل في بعض الأحيان إلى النفي المجتمعي.


But you will always hear him scream "OMG i'm so oppressed"


إن تواجد الأغلبية الصامتة ذاته و أي إدراك بأن العالم لم يتقدم بعد كليا، أي إنتصار دون إستسلام الطرف الآخر بشكل غير مشروط هو علامة للتقدميين على أن العالم لا يزال تحت سيطرة أعدائهم. أداة الإسثنتاءات غير المبدئية تسمح لأسطورة الهزيمة الزائفة أن تستمر لدى التقدميين. فقد يفتح التقدمي الباب أمام ملايين المهاجرين لبلده المتقدم إقتصاديا تحت مظلة المساواة و عدم التمييز، ثم يأتي يوم و تصبح تلك الدولة عبارة عن كوكتيل سام من الإجرام و انعدام الهوية و التسافل الجيني و إقتصاد متدهور، باستعمال إستثناء غير مبدئي سوف يلقي اللوم على العنصرية أو أحوال الطقس أو البكتيريا لكنه لن يربط إيديولوجيته الفاشلة يوما بالنتائج الحتمية و المتوقعة لها.

كانت التقدمية حاضرة في كل مجتمع يضم هياكل سلطة رجعية متمثلة في الملكية أو الحدود الوطنية أو الزواج، كل هذه المفاهيم تعتبر غير تقدمية لكن الهجوم عليها لم يتم في آن واحد. مع أن التقدمية تمكنت من زعزعة أو في بعض الأحيان هدم سلطة واحد من تلك المفاهيم عبر فترات مختلفة من التاريخ، إلا أن التقدمي لا زال يعتبر نفسه محاطا بقوى الظلام الغير محدودة. مولدباغ يشير إلى مفهوم الحزب الخارجي (حزب الجمهوريين) الذي يمثل البديل الزائف و غير الفعال. بإختصار غياب الحزب الخارجي يجعل من التعرف على ماهية الحزب الداخلي أكثر وضوحا.《بدون الحزب الخارجي يمكن التعرف فورا على نظام الكاتدرائية كما هو بالضبط: دولة الحزب الواحد.》

أكبر محفز للتقدمي هو مخيلته التي تجسد الحزب الخارجي و أشباهه في مركز القوة حيث يسعى لإنتزاع تلك القوة. لايسعه تخيل عالم يكون فيه جانبه هو المسيطر مع أن كلمة "التقدم" ذاتها تشير بشكل عام إلى أن قضيته و إيديولوجيته تميل إلى التقدم لا التراجع و تحيل عل أن جل مؤسسات السلطة الجديدة من شركات و مؤسسات حكومية و مشرعي السياسات العامة و أكاديمي التعليم و الصحافة تدعم القضية التقدمية. بينما الحقيقية هي أن النظام الذي يتوسع على حساب كل المفاهيم و المؤسسات الرجعية هو النظام التقدمي. الغرب الآن يعمل بتغذية عكسية لكل القيم التي تنتج أجيال أكثر تقدمية و أقل رجعية مع تعويض الحلم اليساري القديم باليساري الجديد حاملا شعار صراع "الضحية و المعتدي" . ما يجعل التقدمي ينتصر مرارا هو مرونة قبوله لأي فكرة جديدة مهما كانت شاذة فهو التجسيد الحقيقي لشخصية جيم كاري في فيلم Yes Man. كما أنه إنتهازي يجادل في الأشخاص و المناهج الصالحة لتطبيق إيديولوجيته فقط، قلما تجده يجادل من ناحية المبدأ فلا يرتبك أو يقلق من التورط عكس الرجعي الذي يبني تصوراته على مبادئ معينة تجعل من قبوله إقتراحا أو تغييرا جديدا صعبا. لا يمكنك مواجهة شخص ما في عقر ملعبه بقواعد ملزمة لك فقط. كمن يريد التغلب على منافسه في لعبة التنس مستعملا ملعقة.


تاريخ المحافظة الأمريكية يتلخص في كونها معارضة آنية للأحزاب و التغييرات التقدمية. تهدف للحفاظ على رصيد محترم و قدر صغير من هدر الأفكار المبتغى الحفاظ عليها لكنها في الأخير تقبل بالتغيير التقدمي. ما كان حداثة الأمس التي تمت مقاومتها أصبح اليوم أحد المبادئ المقبولة للمحافظة و في بعض الأحيان تتحول لمبادئ أساسية. كمثال المحافظين الأمريكيين حاليا يتقبلون النسوية و الشذوذ اللذان في وقت سابق تم نبذهما من قبل نفس الحركات و الأحزاب. تظل محافظة فقط في التأثير على مقاومة التغيير القادم الذي سوف يتم قبوله بكل جبن ثم ستخلفه ثورة أخرى تحمل تغييرات أكثر جذرية ليتم إدانتها ثم قبولها بعد مدة.

النزعة المحافظة الأمريكية هي مجرد الظل الذي يتبع الراديكالية التقدمية هي متجهة نحو الهلاك. تبقى وراءها لكن لا تؤخرها. هي نزعة محافظة تبحث عن المنفعة فقط و ليست مبدأ ثابتا مع مرور الزمن. تستمر في نفس الحماقات لكن الملاحظ هو أنها غير واعية كونها مذنبة و أنها تمثل فقط تيارا أقل حدة و أكثر لطافة من الراديكالية التقدمية. تلعب دور المقاومة المتحكم فيها، مقاومة مقيدة بقواعد اللعبة، القواعد المنصوص عليها من طرف التقدميين أنفسهم و الملزمة للمحافظين فقط. الهدف الوحيد الذي تخدمه يتجلى في كونها تبقي على معنى للتقدمية المدمرة و لكي تمنعها من الكسل و الخمول. فالتقدمية تعطي لنفسها عدوا على شكل شبح يبقيها مستيقظة، حيث أنها تقنع نفسها بالانتفاض على الأسس و المبادئ "المحافظة" الأمريكية مع أنها هي نفسها المتحكمة في منابع تلك الأسس عبر الأكاديميا و الإعلام و المنظمات الغير الحكومية التي تشكل الإنتلجنتسيا التقدمية.

أجد مقتطف Robert Lewis Dabney  الذي يصف فيه  وضعية التيار المحافظ قبل قرابة قرنين دقيقا《 لا شك أنه بعد بضع سنوات، عندما يصبح حق المرأة في الإقتراع حقيقة واقعة، فإن المحافظة الأمريكية سوف تعترف به ضمنيًا في عقيدتها، ومن ثم فصاعدًا تنطلق من ثباتها الحكيم في معارضة حق الاقتراع بأسلحة مماثلة؛ وعندما يتم الفوز بذلك أيضًا، سوف يسمع إعلان لها أن نزاهة الدستور الأمريكي تتطلب على الأقل رفض حق التصويت للحمير. هناك ستأخذ، بكرامة كبيرة، موقعها النهائي.》 (1879)

و الغريب أنك تجد محافظين مغاربة يحذون حذو المحافظين الغرب بشكل أعمى بل يسقطون واقع الغرب على واقع مغربي مختلف تماما حتى أن بعضهم يستخدم نفس الشعارات و نفس الأسطوانة المشروخة التي لا توجه السهم نحو أصل المشكل فقط تحوم حوله، تجدهم يكررون حلولا غربية لواقع مختلف تماما عن واقعهم. تراهم الآن يعارضون النسوية و الشذوذ و بعد عشر سنوات — إن لم نقل الآن — سوف ينتقلون لمعارضة البيدوفيليا حتى لن يتبقى شيء لتتم معارضته فيصير كل شيء مباحا و لا يتبقى أي معنى للمحافظة أو المقاومة، آنذاك يكتشفون أنهم كانوا دائما تقدميين فقط بجرعات مختلفة من السم.

المحافظة الأمريكية محافظة على الstatus quo و ليست محافظة على مبادئ و قيم و مثل ثابتة.




الإستيعاب هو مفهوم ذي طبيعة كونية. موروث من فلسفة التنوير. يفترض أن الناس متماثلون في الأساس. لجعل المجتمعات تختفي، من الضروري إذن إقناع الأفراد الذين يكونون هاته المجتمعات بالإنفصال عنها. إلى حد ما هي صفقة نعتزم عقدها مع المهاجرين: صيروا أفرادا و تصرفوا مثلنا، عندها سوف يتم الإعتراف بكم مساويين لنا، لأن المساواة في نظرنا تفترض التماثل.


تٌقَوِّضٌ الليبرالية الأمم وتدمر بشكل منهجي إحساسها بالتاريخ والتقاليد والولاء والقيمة. بدلاً من مساعدة الإنسان على الإرتقاء بنفسه إلى فلك الإنسان الخارق، فإنها تفصله عن كل "المشاريع الكبرى" بإعلان أن هذه المشاريع "خطيرة" من وجهة نظر المساواة. لا عجب إذن أن تصبح إدارة الرفاه الفردي للإنسان تحوز إنشغاله بالكامل. في محاولة لتحرير الإنسان من جميع القيود، تضع الليبرالية الإنسان تحت نير القيود الأخرى التي تنزله الآن إلى أدنى مستوى. لا تدافع الليبرالية عن الحرية؛ إنها تقضي على إستقلالية الفرد. من خلال تآكل الذكريات التاريخية، تحرر الإنسان من التاريخ. إنها تقترح ضمان وسائل وجوده، لكنها تسلبه سبب عيشه وتحرمه من إمكانية الحصول على قَدَرٍ.

— آلان دو بنوا




《 [...] le mouvement en faveur de la prolongation de la vie (tout comme la futurologie en général) est le propre reflet de la stagnation de la culture du capitalisme finissant. 》

— Christopher Lasch, La Culture du narcissisme


الهوس المعاصر بالحياة الأبدية يجعل من ماوراء-الإنسانية [Trans-humanism] التدين الجديد للأوليغارشية. عقيدة متمركزة حول سعي المرء نحو الخلود من خلال تطوير التكنولوجيا، يحتمل أن تكون الأكثر راديكالية من بين العقائد الناشئة على المستوى البعيد. يتم التعامل مع الفناء على أنه شيء يجب تجاوزه [transcend] و على عكس الأديان و الميتافيزيقا تتخذ هاته العقيدة مقاربة علمانية بحتة، فهي تلغي مفهوم التجاوز من خلال الأفعال الأخلاقية و تتعامل مع الفناء على أنه خلل في المصفوفة يجب تصحيحه بالاعتماد على التقنية.

بحوث يومية دقيقة ترصد نشاط الدماغ محاولة خلق آلية تعمل على نقل الداتا الخام من الدماغ و تحويلها رقميا لبيانات. الهدف يتخلص في التطوير و التشجيع على الوصول إلى مرحلة الألوهية، ألوهية تكنولوجية. كما يتصور Yuval Harrari العالم على شكل نخبة صغيرة معدلة جينيا تستخدم بدورها الهندسة الوراثية لتمكين أفرادها من الهيمنة. يتعدى المفتتنون بTrans-humanism مستوى تحسين النسل بالطرق التقليدية إلى مرحلة أخرى مرعبة. مرحلة يبحث فيها المعاصر عن إعادة كتابة الشفرة الجينية و تغيير دوائر الدماغ أو حتى التوازن الكيميائي.

تجد أتباع التقنية يتحدثون عن المزايا التي سوف نستخلصها من تقدم كهذا، صحيح أن التقنية أطالت عمر الإنسان بنحو عقدين من الزمن كما ساعدت على القضاء على عدة أمراض و ساهمت في توفير راحة جزئية— راحة بدنية بالخصوص— بغض النظر عن التجليات الناتجة عن الراحة التي قد تتطور إلى خمول ذهني و بدني عند العديد من الأشخاص. فإن ما سيترتب عن لامحدودية تطوير التقنية مبهم و إمكانية تسببه في إنقراض البشرية جمعاء جد واردة، أو أقل حدة إرجاع العالم خطوات للوراء و تدمير كل "التقدم التكنولوجي" الذي وصل إليه البشر. هذه ليست نظرة تشاؤمية للعالم و لكن معاينة واقعية لتطور الأحداث.


الوضعية السكيزوفرينية التي يعيشها اليمين المحافظ، يبجل و يقدس السوق ثم يتذمر من الثقافة التي ينجبها السوق — الإستهلاك و فرط الإنتاج كمثال.


في ظل الهجرة السنوية لآلاف الأفراد خاصة من طبقات منتجة و ذات فاعلية كبيرة في المغرب تتشكل لدينا معضلة ديموغرافية خاصة مع إنخفاض في عدد المواليد مقارنة بالعقود الفارطة يعيشه المغرب دون أي إنتباه أو مبالاة من النخب. معضلة أخرى في نفس السياق و هي وفود سنوية من جحافل المهاجرين الغير شرعيين. معضلة بإجتماعها مع المعضلتين السابقتين سوف تؤدي لا محالة لاستبدال ديمغرافي من قبيل ما حدث و لا زال يحدث في العديد من الدول الأوروبية.

غياب أي ردة فعل من النخب التي تعمل — على عكس المطلوب منها— على دمج الأفواج الغير الشرعية و تهيئة المناخ المناسب لتكاثرها عوض صدها. الوتيرة المتسارعة لقدومهم سوف تتضاعف خاصة مع التغيرات المناخية و الإنفجار الديموغرافي الذي تعيشه دول جنوب الصحراء، دول مثل النيجر (بمعدل 7 أطفال لكل أم) أفرادها بإمكانهم التوجه نحو المغرب دون أي إشكال. هجرة نحو الشمال المتقدم إقتصاديا، تجعل من شمال إفريقيا أول من سيتعرض لتهديد وجودي.


طبعا الكيف أيضا يلعب دورا كبيرا، لكن حتى هذه النقطة مهملة من طرف من في يدهم القرار. التعليم كمثال الذي من خلاله: يمكنك تكوين جيل ذا تفكير نقدي جيلا جديدا بإمكانك حتى تدريبه على "السيطرة" كما يفعل اليهود مثلا —أقلية صغيرة تعمل مع كل جيل جديد من أفرادها على نقل الإرث و المعارف التي راكموها عبر أجيال و المحافظة على الهيمنة التجارية و الثقافية—، يبقى التعليم لدينا هو أضعف حلقة. كما تم سلب الآباء مهمة التربية و تعويض ذلك بنظام إنتاج تقنيين لا يتعدى فهمهم مجالا معينا و لا إلمام لهم بفلسفة أو علم أو حتى كيفية بناء حياة مستقرة دون الإتكالية المفرطة على الإيسطابليشمنت.


من المحتمل أن واحدة من أكثر الملاحظات سخرية حول الليبرالية و "فيتيشيزم المال" [Money fetishism] الليبرالي، لم تأت من ماركس و لكن من المنظر الفاشي يوليوس إيفولا، الذي كتب ذات مرة: "قبل المعضلة الكلاسيكية، إما أموالك أو حياتك، فإن البرجوازي بشكل متناقض سيكون من يجيب ب: {خذ حياتي، و لكن حافظ على أموالي}" لكن على الرغم من طابعها اللاأدري و غير السياسي المزعوم، سيكون من الخطأ التأكيد على أن الليبرالية ليس لها "جذور دينية". في الواقع لاحظ العديد من المؤلفين أن تطبيق الليبرالية كان أكثر نجاحا في تلك البلدان المعروفة بالإلتزام القوي بالتوحيد التوراتي على وجه التحديد. في وقت سابق من هذا القرن، أكد عالم الإجتماع الألماني Werner Sombart على أن الإفتراضات الليبرالية حول الإقتصاد و الأخلاق تنبع من الشرعية اليهو-مسيحية [Judeo-Christian]، و أن الليبراليين يتصورون التجارة و المال و "الإقتصاد المقدس《hellige Wirtschaftlichkeit》الطريق المثالي إلى الخلاص الروحي. مؤخرا، كتب عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي Louis Dumont أن الفردانية الليبرالية و الإقتصاد هما التحول العلماني للمعتقدات اليهودية-المسيحية. مشيرا إلى أنه "كما أنجب الدين السياسة، فإن السياسة بدورها سوف تظهر على أنها تلد الإقتصاد".

كتب Dumont في كتابه "من مادنفيل إلى ماركس" من الآن فصاعدا وفقا للعقيدة الليبرالية أصبح سعي الإنسان وراء السعادة مرتبطا بشكل متزايد بالسعي دون عوائق نحو الأنشطة الإقتصادية. إرتأى Dumont أن في الأنظمة السياسية الحديثة، إستبدال الإنسان كفرد بفكرة الإنسان ككائن إجتماعي كان ممكنا بفضل اليهودية و المسيحية: "و هكذا أصبح الإنتقال ممكنا، من نظام إجتماعي كلي إلى نظام سياسي نشأ بواسطة التراضي كبنية فوقية على أساس إقتصادي وجودي معين". بعبارة أخرى، أنجبت فكرة المساءلة الفردية أمام الله، على مدى فترة طويلة من الزمن، الفرد علاوة على فكرة أن المساءلة الإقتصادية تشكل الركيزة الأساسية للعقد الإجتماعي الليبرالي - و هي فكرة غائبة تماما عن المجتمعات العضوية و التقليدية المنظمة على المستوى القومي. و هكذا يجادلEmanuel Rackman بأن اليهو-مسيحية لعبت دورا مهما في تطوير الليبرالية الأخلاقية في الولايات المتحدة: " كان هذا هو المصدر الوحيد الذي يمكن Thomas Pain باين الإعتماد عليه في كتابه "حقوق الإنسان" لدعم عقيدة الإعلان الأمريكي عن الإستقلال أن كل الرجال يخلقون متساوين. و هذه العقيدة كانت أساسية في اليهودية." إدعاءات مماثلة قدمها Konvitz في "Judaism and the american Idea"، حيث يجادل بأن أمريكا الحديثة تدين بالكثير للكتب المقدسة اليهودية. فيورباخ، سومبارت، Weber، ترويلتش و آخرون قد ناقشوا قضية أن اليهو-مسيحية كان لها تأثير كبير على التطور التاريخي للرأسمالية الليبرالية. من ناحية أخرى عندما ينظر المرء إلى النجاح الإقتصادي الأخير للعديد من البلدان الآسيوية الواقعة على حافة المحيط الهادئ، و التي غالبا ما يطغى زخمها التوسعي على الإنجازات الإقتصادية التي تميزت بالإرث اليهودي-المسيحي، يجب على المرء أن يحرص على عدم مساواة النجاح الإقتصادي فقط مع الأشكال اليهو-مسيحية للمجتمع الليبرالي.

Tomislav Sunić — From his Essay named "Historical Dinamics of Liberalism: From Total market to Total State", (1988)


يتم التعامل مع السوق الحر كميدان محايد. يسمح بالحد الأدنى من الصراعات الإيديولوجية، الذي تهدف إلى مسح كل الصراعات السياسية مفترضا أن كل الناس هم عقلانيون، بحثهم عن السعادة محمي بأفضل شكل من خلال السعي "الآمن" وراء الأهداف الإقتصادية. في مجتمع ليبرالي فرداني يتقلص كل إيمان سياسي عاجلا أم آجلا ل"مسألة شخصية"، الحكم الأخير يبقى هو الفرد نفسه. هابرماس يخلص لنفس الاستنتاج عندما يناقش أن النظام الليبرالي الحديث حصل على شخصية سلبية: " تعمل السياسة على التخلص من الاختلالات الوظيفية و المخاطر التي تهدد النظام؛ بكلمات أخرى السياسة غير موجهة لتنفيذ الأهداف العملية، و لكن نحو حل المشاكل التكنولوجية". يمكن أن يرى السوق على بناء إجتماعي مثالي هدفه الأساسي تقليص الساحة السياسية. بناء على ذلك، كل خلل في السوق يتم تفسيره بالتأكيد على "أنه لا زال هناك الكثير من السياسة" التي تعيق التبادل الحر للسلع و البضائع.



Показано 20 последних публикаций.

69

подписчиков
Статистика канала