يمكنني تفهم تعاطف الكثير من النساء مع وفاة نوال السعداوي فهي تحاول أن تخلق لهن بيئة يحصلن فيها على إمتيازات المرأة وحقوق الرجل وواجبات لا أحد، في مقابل تعظيم غطرستها الشخصية, فنحن في الأخير أصبحنا في فترة كل من يريد لفت الإنتباه وتضخيم مكانته يبدأ بتفكيك الأنماط الشائعة وسط المجتمع كبريستيج والعيش في وهم التميز والخروج عن القطيع ويمكن ملاحظة ذلك حتى من المدافعين عليها حيث أغلبهن من النسوة من الطبقات المتوسطة وما فوق وبالكاد يعرفن معنى المعاناة الحقيقية.
لكن أن نجد مدافعين عنها من الذكور لهو شيء طالما عجزت عن إستيعابه فعليا. ما الذي يحاول تحقيقه هؤلاء بالدفاع عن واحدة تجعل من النساء قنابل موقوتة حرفيا؟ ألا يكفيه ما يحدث للرجل الغربي والإتعاظ؟ ثم تتذكر أن الرجل الغربي بالرغم من كل الفوضى التي يعيشها بسبب النسوية التي لحد الساعة شغالة في قضايا هامشية وتافهة جدا وهو ما يدعم الطرح أنها النسوية وجدت أيضا لإشباع الغطرسة الشخصية. وسط كل هذا لا زال يدافع عن حصول المرأة على مزيد من الإمتيازات.
في هذه الحالات تأمل حقا من الحياة أن تكون منصفة، وأن ينتهي المطاف بهؤلاء الحثالة من الذكور مع إحدى المتشبعات بالفكر النسوي وأن تجعل من حياته جحيما لا يطاق، عندها في الأخير سيستوعب أنه لن يجد من يدافع عنه عندما يسلب منه كل شيء, خاصة من النسوة التي كان يدافع عنهن لأنهن في الأخير منحازات لبعضهن البعض مهما كانت الحالات التي يكون فيها جنسهن هو المعتدي.