شرعية النظام الملكي، على عكس ما يفسّرها عشّاق الثورة، لا تنبع من مزاج الملك و لا تنتقل تلك فقط من قضيبه إلى ذرّيته. هنالك حلقة ذات قدسية و رمزية مغروسة في صلب الحضارات القديمة الأولى تبرّر الهيكلية الهرمية التي سادت لآلاف السنين و نجحت في الوصول بالبشرية إلى الألفية المعاصرة.
الملك يحكم، لأنه يجسّد شرعية السماء و هو مسؤول أمامها و مسؤول عن البشر. و أنا أتكلّم هنا بشكل ميثلوجي، لا بشكل علمي، لأن ما يهمني هنا هو فهم الوعي البشري القديم الذي زاوج بين الداروينية الهرمية و بين البعد الاجتماعي الجديد.
لاحظ مثلاً مسلّة الملك حمورابي الشهيرة:
يشهد الجزء اللاهوتي منها على إظهار الشرعية الإلهية لحمورابي كملك على شعبه. شرعية تجعله مسؤولاً أمام السماء كي لا يبطش في سلطته و رمزية ترتقي به أمام رعيّته لكي يقودهم و يحكم بينهم. فالمساواة في الكلمة و السلطة لا تؤهّل للفصل بين الناس.
فما تذكره النصوص هو أن إله المدينة [بابل] مردوخ قد دُعي من قبل كبيري الآلهة السومرية ـ الأكادية، آنو و إنليل ليحكم في مصير البشر؛ و هو ما جعلهم يختارون بابل كمركز للعالم آنذاك. و لكي يسود النظام و يوضع حدّ لإثم الظالمين و قمعهم و ليعمّ الخير [لاحظ هنا أن مصطلح "الخير و الشر" قديم جداً و لا ينحصر في الإبراهيميات كما يتخيّل للبعض]، تم اختيار حمورابي كملك ليحكم المملكة بالعدل.
لاحظ كذلك النحت أعلى المسلّة: وفق بعض التفسيرات، يسلّم إله الشمس، الحقيقة و العدالة، شمش، رمز الحكم إلى حمورابي. [هنالك تفسيرات أخرى ترجّح أن الإله هنا هو مردوخ، خصوصاً و أن هذا اللوح لم يكن فريداً، بل وجدت عدة نسخ منه في مناطق أخرى في حوض النهرين].
هذه العلاقة بين السماء، الملك و الشعب هي علاقة قديمة و متجذّرة في ثقافات البشر و أديانهم التي تبعت. و كل تلك تعكس جانباً من وعي الإنسان، و تأقلمه مع الطبيعة و التعقيد الاجتماعي في علاقات البشر على مستوى الفرد و على مستوى المجتمع. و بغضّ النظر عن إيمانك بالأساطير أو عدمه، هذه العلاقة التي ذكرتها [على عكس الديمقراطيات] شرعية تاريخياً، ثقافياً و اجتماعياً.
الملك يحكم، لأنه يجسّد شرعية السماء و هو مسؤول أمامها و مسؤول عن البشر. و أنا أتكلّم هنا بشكل ميثلوجي، لا بشكل علمي، لأن ما يهمني هنا هو فهم الوعي البشري القديم الذي زاوج بين الداروينية الهرمية و بين البعد الاجتماعي الجديد.
لاحظ مثلاً مسلّة الملك حمورابي الشهيرة:
يشهد الجزء اللاهوتي منها على إظهار الشرعية الإلهية لحمورابي كملك على شعبه. شرعية تجعله مسؤولاً أمام السماء كي لا يبطش في سلطته و رمزية ترتقي به أمام رعيّته لكي يقودهم و يحكم بينهم. فالمساواة في الكلمة و السلطة لا تؤهّل للفصل بين الناس.
فما تذكره النصوص هو أن إله المدينة [بابل] مردوخ قد دُعي من قبل كبيري الآلهة السومرية ـ الأكادية، آنو و إنليل ليحكم في مصير البشر؛ و هو ما جعلهم يختارون بابل كمركز للعالم آنذاك. و لكي يسود النظام و يوضع حدّ لإثم الظالمين و قمعهم و ليعمّ الخير [لاحظ هنا أن مصطلح "الخير و الشر" قديم جداً و لا ينحصر في الإبراهيميات كما يتخيّل للبعض]، تم اختيار حمورابي كملك ليحكم المملكة بالعدل.
لاحظ كذلك النحت أعلى المسلّة: وفق بعض التفسيرات، يسلّم إله الشمس، الحقيقة و العدالة، شمش، رمز الحكم إلى حمورابي. [هنالك تفسيرات أخرى ترجّح أن الإله هنا هو مردوخ، خصوصاً و أن هذا اللوح لم يكن فريداً، بل وجدت عدة نسخ منه في مناطق أخرى في حوض النهرين].
هذه العلاقة بين السماء، الملك و الشعب هي علاقة قديمة و متجذّرة في ثقافات البشر و أديانهم التي تبعت. و كل تلك تعكس جانباً من وعي الإنسان، و تأقلمه مع الطبيعة و التعقيد الاجتماعي في علاقات البشر على مستوى الفرد و على مستوى المجتمع. و بغضّ النظر عن إيمانك بالأساطير أو عدمه، هذه العلاقة التي ذكرتها [على عكس الديمقراطيات] شرعية تاريخياً، ثقافياً و اجتماعياً.