إيران ومساعي تحييد دول الخليج عن معركة اليمن
📌 #المرصد_أونلاين | تقرير صحفي :
أثبتت الأحداث منذ الحرب الأولى بمحافظة صعدة في 2004م أن الحوثي لا يجنح للتفاوض والصلح إلا عندما يكون في أضعف وأسوأ حالاته، ولا يلجأ للتسويات إلا كاستراحة محارب منهك وعاجز عن إحراز أي تقدم.
يفعل ذلك كي يسمح لمليشياته بالتقاط الأنفاس وإعادة التموضع العسكري لخوض جولة جديدة من الحرب.
اليوم يتصرف الحوثي ك"خميني" صغير وطامح بحكم اليمن والخليج؛ وهو من وقف مهزوما لعدة شهور أمام قرية دماج؛ إذ أن تبعات انقسام اليمنيين والأشقاء العرب؛ قد تتسع ولا يمكن التنبؤ بها.
فإيران تتمدد في الأوطان العربية غير المستقرة لتملأ الفراغ الناجم عن غياب الدولة وحالة الانقسام وسوء تقدير المواقف والحسابات السياسية.
حالياً تمثل الدولة اليمنية آخر القلاع في طريق إيران نحو الخليج؛ وإذا ما انهارت فستكون نموذجا واضحا عن الحالة التي يمكن أن يصل إليها وضع الإقليم ككل.
وستظل إيران تمارس سياستها الماكرة التي تراوح بين التصعيد لأعلى مستوى ثم الهبوط للأدنى والمناورة بالحوار؛ لمواصلة استنزاف اليمن والخليج؛ والانتظار إلى أن تقع الهدية في يديها كما وقعت صنعاء؛ إذا لم يتم تحرير كل مناطق اليمن بشكل حاسم.
بالنسبة لليمنيين الذين خبروا الحوثي وإيران جيدا، ليس غريبا عليهم أن يعلن الحوثي اليوم عن وقف إطلاق النار من جانبه على المملكة، ثم في اليوم التالي يطلق صاروخا بالستيا نحو أراضيها.. وفي اليوم الثالث يعلن عن مهاجمة حدودها الجنوبية.
الغريب أن يكون هناك من يثق بمليشيا الحوثي المدعومة من طهران ويظن أنها ستلتزم بأي تسوية أو اتفاقية مبرمة معها.
في حين أنه من الصعب جدا الوثوق بنواياها وتعهداتها التي طالما انقلبت عليها.
وفي هذا السياق يمكن تفسير قبول إيران بالحوار مع المملكة على أنه تكرار للخدعة المعتادة التي مررتها على اليمنيين قبل سقوط صنعاء؛ خدعة تحييد الأطراف عن مناصرة بعضها ثم التفرد بهم واحدا تلو الآخر.
ومكيدة تحويل اليمن إلى واجهة لمكونات غارقة في الانقسام والانكفاء على الذات، يسودها الاعتقاد بالخلاص السياسي والمناطقي على حساب الخلاص الوطني.
كما يمكن فهم موقف طهران المتمسك بضرورة تخلي المملكة عن معركة اليمن؛ كشرط لوقف الهجمات الصاروخية على الأراضي السعودية؛ على أنه محاولة لتفتيت الصراع الجاري إلى صراعات أصغر يسهل حسمها، من خلال تحييد المملكة والخليج عن اليمن؛ كما فعل الحوثي بتحييد الحرس الجمهوري عن الفرقة الأولى مدرع والمؤتمر عن الإصلاح ليصبحوا صيدا سهلا لمليشياته؛ ولا ينجو منهم أحد في النهاية.
ومن شأن مراجعة مسار الأحداث في اليمن أن تؤكد هذه الفرضية، فعندما هاجم الحوثي مدينة صعدة واحتلها في 2013م لم يكن الكثير من أبناء مدينة صنعاء وعدن يرون فيه خطرا عليهم؛ وكانوا يستبعدون بشكل قاطع احتلاله لمناطقهم..غير أنه فعل.
ومثلهم صالح عندما أخطأ في تقدير الأمور؛ وهو الذي خطب قبل 4 سنوات في مجموعة من قيادات حزب المؤتمر قائلا إن الحوثي "رحل آل الأحمر من عمران، والفريق علي محسن من صنعاء؛ أما هو فلن يرحل".
كان يظن أن الحوثي لن يتجرأ على مواجهته والتنصل عن التحالف معه..غير أن الحوثي فعل ذلك وقتله.
فعل لأن طموح ملالي طهران أوسع من مجرد السيطرة على صعدة وعمران وصنعاء وعدن؛ وأكبر من مسألة التخلص من صالح ومحسن والمؤتمر والإصلاح؛ فعين إيران على بلاد الحرمين ومخزون الطاقة في المنطقة قبل كل شيء وبعده.
🔸| الحوثي.. تاريخ من نكث العهود ونقض التسويات
سبق للحوثي أن وقع على اتفاقيات كثيرة لوقف إطلاق النار في محافظات صعدة وعمران وحجة والجوف وصنعاء ولم يلتزم بأي منها.
تفاوض مع مشائخ مران وغدر بهم، ومع قبائل صعدة وشردهم، ومع الرئيس هادي وقتل 40 فردا من أبناء أسرته وانقلب على شرعيته، ووقع مع الأحزاب على اتفاق السلم والشراكة ثم نكث به..كما تحالف مع صالح وقتله.
الحوثي تنصل حتى عن اتفاقيات التسوية التي أشرفت عليها أطرافا خارجية ودولية، كالوساطة القطرية في 2007م خلال الحرب الرابعة مع الدولة، وما عرف بعدها باتفاق الدوحة في 2008م.
ومؤخراً انقلب الحوثيون على اتفاق السويد الذي وقعوا عليه والتزموا بموجبه بالانسحاب من موانئ الحديدة قبل نهاية 2018م، لكنهم لم ينسحبوا وانقلبوا على الاتفاق قبل أن يجف حبر توقيعاتهم.
فخلال ال 72 ساعة الأولى من سريان اتفاقية ستوكهولم مارسوا 62 انتهاكا لوقف إطلاق النار في الحديدة؛ وتضاعفت خروقاتهم لتبلغ 745 خلال الفترة من 18 ديسمبر 2018م إلى 25 يناير 2019م.
لمليشيا الحوثي تاريخ من نقض العهود وخرق الاتفاقيات منذ الحرب الأولى في مران صعدة وصولا لاتفاقية ستوكهولم الأخيرة، فلم يسجل عنها طيلة هذه المدة أنها التزمت باتفاق أو وفت بعهد.
وسيكون من الخطر والخطأ الانخراط في مفاوضات للتسوية لا تنهي الانقلاب على الدولة اليمنية؛ لأنها ستكون مفاوضات عقيمة لا تفيد سوى إيران وأعداء اليمن وال
📌 #المرصد_أونلاين | تقرير صحفي :
أثبتت الأحداث منذ الحرب الأولى بمحافظة صعدة في 2004م أن الحوثي لا يجنح للتفاوض والصلح إلا عندما يكون في أضعف وأسوأ حالاته، ولا يلجأ للتسويات إلا كاستراحة محارب منهك وعاجز عن إحراز أي تقدم.
يفعل ذلك كي يسمح لمليشياته بالتقاط الأنفاس وإعادة التموضع العسكري لخوض جولة جديدة من الحرب.
اليوم يتصرف الحوثي ك"خميني" صغير وطامح بحكم اليمن والخليج؛ وهو من وقف مهزوما لعدة شهور أمام قرية دماج؛ إذ أن تبعات انقسام اليمنيين والأشقاء العرب؛ قد تتسع ولا يمكن التنبؤ بها.
فإيران تتمدد في الأوطان العربية غير المستقرة لتملأ الفراغ الناجم عن غياب الدولة وحالة الانقسام وسوء تقدير المواقف والحسابات السياسية.
حالياً تمثل الدولة اليمنية آخر القلاع في طريق إيران نحو الخليج؛ وإذا ما انهارت فستكون نموذجا واضحا عن الحالة التي يمكن أن يصل إليها وضع الإقليم ككل.
وستظل إيران تمارس سياستها الماكرة التي تراوح بين التصعيد لأعلى مستوى ثم الهبوط للأدنى والمناورة بالحوار؛ لمواصلة استنزاف اليمن والخليج؛ والانتظار إلى أن تقع الهدية في يديها كما وقعت صنعاء؛ إذا لم يتم تحرير كل مناطق اليمن بشكل حاسم.
بالنسبة لليمنيين الذين خبروا الحوثي وإيران جيدا، ليس غريبا عليهم أن يعلن الحوثي اليوم عن وقف إطلاق النار من جانبه على المملكة، ثم في اليوم التالي يطلق صاروخا بالستيا نحو أراضيها.. وفي اليوم الثالث يعلن عن مهاجمة حدودها الجنوبية.
الغريب أن يكون هناك من يثق بمليشيا الحوثي المدعومة من طهران ويظن أنها ستلتزم بأي تسوية أو اتفاقية مبرمة معها.
في حين أنه من الصعب جدا الوثوق بنواياها وتعهداتها التي طالما انقلبت عليها.
وفي هذا السياق يمكن تفسير قبول إيران بالحوار مع المملكة على أنه تكرار للخدعة المعتادة التي مررتها على اليمنيين قبل سقوط صنعاء؛ خدعة تحييد الأطراف عن مناصرة بعضها ثم التفرد بهم واحدا تلو الآخر.
ومكيدة تحويل اليمن إلى واجهة لمكونات غارقة في الانقسام والانكفاء على الذات، يسودها الاعتقاد بالخلاص السياسي والمناطقي على حساب الخلاص الوطني.
كما يمكن فهم موقف طهران المتمسك بضرورة تخلي المملكة عن معركة اليمن؛ كشرط لوقف الهجمات الصاروخية على الأراضي السعودية؛ على أنه محاولة لتفتيت الصراع الجاري إلى صراعات أصغر يسهل حسمها، من خلال تحييد المملكة والخليج عن اليمن؛ كما فعل الحوثي بتحييد الحرس الجمهوري عن الفرقة الأولى مدرع والمؤتمر عن الإصلاح ليصبحوا صيدا سهلا لمليشياته؛ ولا ينجو منهم أحد في النهاية.
ومن شأن مراجعة مسار الأحداث في اليمن أن تؤكد هذه الفرضية، فعندما هاجم الحوثي مدينة صعدة واحتلها في 2013م لم يكن الكثير من أبناء مدينة صنعاء وعدن يرون فيه خطرا عليهم؛ وكانوا يستبعدون بشكل قاطع احتلاله لمناطقهم..غير أنه فعل.
ومثلهم صالح عندما أخطأ في تقدير الأمور؛ وهو الذي خطب قبل 4 سنوات في مجموعة من قيادات حزب المؤتمر قائلا إن الحوثي "رحل آل الأحمر من عمران، والفريق علي محسن من صنعاء؛ أما هو فلن يرحل".
كان يظن أن الحوثي لن يتجرأ على مواجهته والتنصل عن التحالف معه..غير أن الحوثي فعل ذلك وقتله.
فعل لأن طموح ملالي طهران أوسع من مجرد السيطرة على صعدة وعمران وصنعاء وعدن؛ وأكبر من مسألة التخلص من صالح ومحسن والمؤتمر والإصلاح؛ فعين إيران على بلاد الحرمين ومخزون الطاقة في المنطقة قبل كل شيء وبعده.
🔸| الحوثي.. تاريخ من نكث العهود ونقض التسويات
سبق للحوثي أن وقع على اتفاقيات كثيرة لوقف إطلاق النار في محافظات صعدة وعمران وحجة والجوف وصنعاء ولم يلتزم بأي منها.
تفاوض مع مشائخ مران وغدر بهم، ومع قبائل صعدة وشردهم، ومع الرئيس هادي وقتل 40 فردا من أبناء أسرته وانقلب على شرعيته، ووقع مع الأحزاب على اتفاق السلم والشراكة ثم نكث به..كما تحالف مع صالح وقتله.
الحوثي تنصل حتى عن اتفاقيات التسوية التي أشرفت عليها أطرافا خارجية ودولية، كالوساطة القطرية في 2007م خلال الحرب الرابعة مع الدولة، وما عرف بعدها باتفاق الدوحة في 2008م.
ومؤخراً انقلب الحوثيون على اتفاق السويد الذي وقعوا عليه والتزموا بموجبه بالانسحاب من موانئ الحديدة قبل نهاية 2018م، لكنهم لم ينسحبوا وانقلبوا على الاتفاق قبل أن يجف حبر توقيعاتهم.
فخلال ال 72 ساعة الأولى من سريان اتفاقية ستوكهولم مارسوا 62 انتهاكا لوقف إطلاق النار في الحديدة؛ وتضاعفت خروقاتهم لتبلغ 745 خلال الفترة من 18 ديسمبر 2018م إلى 25 يناير 2019م.
لمليشيا الحوثي تاريخ من نقض العهود وخرق الاتفاقيات منذ الحرب الأولى في مران صعدة وصولا لاتفاقية ستوكهولم الأخيرة، فلم يسجل عنها طيلة هذه المدة أنها التزمت باتفاق أو وفت بعهد.
وسيكون من الخطر والخطأ الانخراط في مفاوضات للتسوية لا تنهي الانقلاب على الدولة اليمنية؛ لأنها ستكون مفاوضات عقيمة لا تفيد سوى إيران وأعداء اليمن وال