*وَلَيْلَةَ الأَمْطارِ وَالأَوْحَالِ*
*نَادِ أَنِ الصَّلاة في الرِّحَالِ*
معنى هذا البيت: هو مشروعية هذا القول في الأذان في أي فريضة من ليل أو نهار أن يقول المؤذن: (الصلاة في الرحال)، أو: (صلوا في رحالكم) وذلك في الليلة المطيرة أو ذات الوحل الذي يعوق السير في الطرق المفضية إلى المساجد،
وذلك لما جاء عن نافع، عن ابن عمر: أَنَّهُ نَادَى بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ وَمَطَرٍ، فَقَالَ فِي آخِرِ نِدَائِهِ : أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ . ثُمَّ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ أَوْ ذَاتُ مَطَرٍ فِي السَّفَرِ أَنْ يَقُولَ : " أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ".
ومثله ما جاء عن أبي المليح قال: خرجت في ليلة مطيرة إلى المسجد في صلاة العشاء، فلما رجعت استفتحت فقال أبي: من هذا؟ قال: أبو المليح. قال: لقد رأيتنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زمن الحديبية وأصابتنا سماء لم تَبُلَّ أسافل نعالنا، فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلوا في رحالكم».
ففي هذين النصين، وما في معناهما دليل جلي على مشروعية هذا القول في الأذان، وكذا إباحة الصلاة في الرحال عند وجود المطر والوحل، أو الليلة المظلمة الباردة، سواء كان ذلك في السفر أو في الحضر، وسواء كان ذلك في الليل أو في النهار، وذلك تيسير وتسهيل من الله على الأمة الضعيفة، لئلا تقع في الحرج والمشقة والعنت.
📙الأفنان الندية شرح منظومة السبل السوية [ج١ / ص٤٣٠-٤٣١]، الشيخ العلامة زيد المدخلي -رحمه الله-
https://t.me/Riayahen