🍃 توصيات فاقد الحكمة.
سمعتُ أحدهم يقول للشيخ سليمان العلوان: (الشام تحتاج إلى طلاب العلم) فرد الشيخ: (لابد وأن يكون عاقلاً فطالب علم بلا عقل ربما يفسد أكثر مما يصلح) .
وهذا مبدأ معروف وهو انفكاك جهة العلم عن جهة العقل والحكمة، فربما يكون المرء من أهل العلم ولكن بلا توازن عقلي يهديه ويرشده فيكون إفساده أكثر من إصلاحه، وربما يكون عاقلا بلا علم شرعي فيكون إصلاحه أكبر من طالب العلم الذي فقد الحكمة والعقل .
فإذا كان هذا الأمر في طالب العلم الذي يفتقد الحكمة، فكيف بالأنسان الذي يضيف إلى فقدان العقل والحكمة فقدانَ العلمِ والنظرِ الشرعي فماذا تراه يكون؟
ولذا فلا تعجب أن ترى المتعالمَ الأحمقَ أضحوكةً تركبُه مخابراتُ الطغاة وهو لا يدري، فيتوجه يمنةً ويسرةً بما يتوافق مع مقاصدهم ويظن أنه يحسن صُنعا ، و(يكفي أن تكون غبياً لتخدم عدوك) كما يقول محمد الغزالي.
ومع هذا ففاقد الحكمة متناقض فهو يحذر من معاونة الطغاة على جهة الإرجاء ويكرر أن المرجئة خدم الطغاة، ثم هو نفسه يخدمهم على جهة الغلو والتنطع، فهو مختلف مع المرجئة من جهة الوسائل والمقاصد ولكن نتائج أعمالهم عند الطغاة متقاربة، فالمرجئ يحارب المجاهدين لأنهم بزعمه خوارج وفاقد الحكمة يحاربوهم لأنهم عنده مرجئة ولله في خلقه شؤون.
**
في أحد المرات مكثت المخابراتُ مع أحد العقلاء كي تُلزمه بنشر كلام عن تميّع المجاهدين وانحرافهم فرفض العاقل، فحاولوا معه ساعات طويلة ولكنه في آخرها أبى ورفض .
وهذا يدلك على أمرين:
- على أهمية التوازن العقلي
- وعلى مُراد وبُغية الظالمين من تفريق صف المجاهدين ووصفهم بالألقاب التي تُضعفهم وتشق صفوفهم وتفت من عضدهم.
فما تُريده وترسمه مخابرات الظالمين ينشط في عمله وتطبيقه بلا وعي فاقدُ الحكمة ، والله المستعان.