لا حول ولا قوة إِلا باللَّه فهو الّذِي بِيده الحولُ كله والقوة كلها، فالحول والقُوة التِي يُرْجَى لأجلهما الْمخلُوق ويُخافْ إِنمَا هما لله وبيدهِ فِي الْحَقِيقَة، فَكيف يُخَافُ ويُرْجَى من لَا حول لَهُ وَلَا قُوَّة، بل خوفُ المخلوق ورجاؤه أحدُ أسباب الحرمان ونزولِ المكروه.. فإنه على قَدْر خوفك مِن غير الله يُسلَّط عليك، وعلى قَدْر رجائك لغيره يكون الحرمان، وَهَذَا حَال الْخلق أجمعه.. فَمَا شَاءَ الله كَانَ وَلَا بُد وَمَا لم يَشَأْ لم يكن وَلَو اتّفقت عَلَيْهِ الخليقة .
الإمام ابنُ القيّم رحِمه الله تعالَى [الفوائد ص53]
الإمام ابنُ القيّم رحِمه الله تعالَى [الفوائد ص53]