ضره الموت: «الصلاة وما ملكت أيمانكم» ، حتى جعل رسول الله يتغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه
الوجه الرابع : وجدنا سليمان التيمي قد أدخل فيما بين قتادة وبين أنس في هذا الحديث رجلا لم يسمه. أخرجه النسائي في الكبرى 7059" وفي الوفاة 20" قال : أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا الخطابي، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، عن قتادة، عن صاحب له عن أنس، نحوه،
قلت والله أعلم : رجاله ثقات غير هلال فإنه صدوق قاله الحافظ في "التقريب 7346"
فيه ثلاث علل :
الأولى : الاختلاف على سليمان التيمي فروى سفيان وزهير بن معاوية وغيره عنه عن أنس به. وروى وكيع عن سفيان عنه عن من سمع أنس. وروى أسباط والمعتمر (ابن التيمي) وجرير وشجاع وأبو شهاب وعيسى وزهير بن معاوية عنه عن قتادة عن أنس وروى المعتمر عنه عن قتادة، عن صاحب له عن أنس
والثانية : عنعنة قتادة فإنه مدلس فقد أورده في "المدلسين" الحافظ برهان الدين الحلبي في "التبيين لأسماء المدلسين" وقال:
"إنه مشهور بالتدليس" وكذلك قال الحافظ ابن حجر في "طبقات" المدلسين" وزاد: "وصفه به النسائي وغيره". وأورده الحافظ في "المرتبة الثالثة" وهى التي خصها كما قال في "المقدمة ": بـ "من أكثر من التدليس فلم يحتج به الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم". ذكره الألباني في تمام المنة 1/61.
وقال الحافظ في مقدمة فتح الباري 1/436 : أحد الأثبات المشهورين كان يضرب به المثل في الحفظ إلا أنه كان ربما دلس
والثالثة : الاختلاف على قتادة فإن هماما خالف سليمان التيمى فيه، فرواه عن قتادة، عن صالح أبي خليل، عن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة. وخالفه أيضا سعيد بن أبي عروبة، وأبو عوانة، فروياه بإسناد همام لكن لم يذكرا فيه صالحا أبا خليل. كما في الرواية الآتية.
قال البزار "7014": وهذا الحديث لا نعلم يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدا تابع التيمي على روايته، عن قتادة، عن أنس وإنما يرويه غير التيمي، عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل300" : سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن أنس؛ قال: كانت عامة وصية رسول الله حين حضره الموت: الصلاة، وما ملكت أيمانكم؟ قال أبي: نرى أن هذا خطأ؛ والصحيح: حديث همام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة، عن النبي . وقال أبو زرعة: رواه سعيد بن أبي عروبة، فقال : عن قتادة، عن سفينة، عن أم سلمة، عن النبي وقال: وابن أبي عروبة أحفظ، وحديث همام أشبه؛ زاد همام رجلا. اهـ وقال الذهبي أيضا في "تاريخ الإسلام 1/557": هذا أصح. اهـ. كذا صرح البيهقي في الدلائل 7/205.
وقال الدارقطني في "العلل3952" : يرويه قتادة، واختلف عنه؛ فرواه ابن أبي عروبة، وأبو عوانة، عن قتادة، عن سفينة، عن أم سلمة؛ وخالفهم سليمان التيمي، رواه عن قتادة، عن أنس. ولم يتابع همام على قوله عن أبي الخليل، وحديث التيمي، عن قتادة، عن أنس غير محفوظ. اهـ
وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" عقب رواية ابن ماجه : إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم رجال الصحيح ولكن رواية سليمان بن طرخان التيمى عن قتادة فيها ضعف اهـ ثم ذكر ماذكره الحافظ ابن رجب. وسأنقله من كتابه تتميما للفائدة إن شاء الله.
فائدة : قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي 2/662: اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين:
أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم، ومعرفة هذا هين، لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف، وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف.
والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات وترجيح بعضهم على بعض عند الاحتلاف، إما في الإسناد وإما في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك، وهذا هو الذي يحصل من معرفته واتقانه (وكثرة ممارسته) الوقوف على دقائق علل الحديث. ... إلى أن قال : وقد قسمته قسمين:
القسم الأول: في معرفة مراتب كثير من أعيان الثقات، وتفاوتهم، وحكم اختلافهم وقول من يرجح منهم عند الاختلاف.
والقسم الثاني: في معرفة قوم من الثقات لا يوجد ذكر كثير منهم أو أكثرهم في كتب الجرح، قد ضعف حديثهم، إما في بعض الأماكن، أو في بعض الأزمان، أو عن بعض الشيوخ دون بعض. ... فهذا القسم تحته ثلاثة أنواع. ثم قال : النوع الثالث قوم ثقات في أنفسهم لكن حديثهم عن بعض الشيوخ فيه ضعف بخلاف حديثهم عن بقية شيوخهم وهؤلاء جماعة كثيرون: قال ومنهم سليمان التيمي: أحد أعيان الأئمة البصريين. قال أبو بكر الأثرم في كتاب الناسخ والمنسوخ: كان التيمي من الثقات، ولكن كان لا يقوم بحديث قتادة. وقال أيضاً: لم يكن التيمي من الحفاظ، من أصحاب قتادة. وذكر له أحاديث وهم فيها عن قتادة. ... ومنها: إنه روى عن قتادة، عن أنس، عن النبي أوصى عند موته بالصلاة وما ملكت أيمانكم. وإنما رواه قتادة عن أبي الخليل عن سفينة عن النبي . قال
الوجه الرابع : وجدنا سليمان التيمي قد أدخل فيما بين قتادة وبين أنس في هذا الحديث رجلا لم يسمه. أخرجه النسائي في الكبرى 7059" وفي الوفاة 20" قال : أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا الخطابي، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، عن قتادة، عن صاحب له عن أنس، نحوه،
قلت والله أعلم : رجاله ثقات غير هلال فإنه صدوق قاله الحافظ في "التقريب 7346"
فيه ثلاث علل :
الأولى : الاختلاف على سليمان التيمي فروى سفيان وزهير بن معاوية وغيره عنه عن أنس به. وروى وكيع عن سفيان عنه عن من سمع أنس. وروى أسباط والمعتمر (ابن التيمي) وجرير وشجاع وأبو شهاب وعيسى وزهير بن معاوية عنه عن قتادة عن أنس وروى المعتمر عنه عن قتادة، عن صاحب له عن أنس
والثانية : عنعنة قتادة فإنه مدلس فقد أورده في "المدلسين" الحافظ برهان الدين الحلبي في "التبيين لأسماء المدلسين" وقال:
"إنه مشهور بالتدليس" وكذلك قال الحافظ ابن حجر في "طبقات" المدلسين" وزاد: "وصفه به النسائي وغيره". وأورده الحافظ في "المرتبة الثالثة" وهى التي خصها كما قال في "المقدمة ": بـ "من أكثر من التدليس فلم يحتج به الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم". ذكره الألباني في تمام المنة 1/61.
وقال الحافظ في مقدمة فتح الباري 1/436 : أحد الأثبات المشهورين كان يضرب به المثل في الحفظ إلا أنه كان ربما دلس
والثالثة : الاختلاف على قتادة فإن هماما خالف سليمان التيمى فيه، فرواه عن قتادة، عن صالح أبي خليل، عن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة. وخالفه أيضا سعيد بن أبي عروبة، وأبو عوانة، فروياه بإسناد همام لكن لم يذكرا فيه صالحا أبا خليل. كما في الرواية الآتية.
قال البزار "7014": وهذا الحديث لا نعلم يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدا تابع التيمي على روايته، عن قتادة، عن أنس وإنما يرويه غير التيمي، عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل300" : سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن أنس؛ قال: كانت عامة وصية رسول الله حين حضره الموت: الصلاة، وما ملكت أيمانكم؟ قال أبي: نرى أن هذا خطأ؛ والصحيح: حديث همام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة، عن النبي . وقال أبو زرعة: رواه سعيد بن أبي عروبة، فقال : عن قتادة، عن سفينة، عن أم سلمة، عن النبي وقال: وابن أبي عروبة أحفظ، وحديث همام أشبه؛ زاد همام رجلا. اهـ وقال الذهبي أيضا في "تاريخ الإسلام 1/557": هذا أصح. اهـ. كذا صرح البيهقي في الدلائل 7/205.
وقال الدارقطني في "العلل3952" : يرويه قتادة، واختلف عنه؛ فرواه ابن أبي عروبة، وأبو عوانة، عن قتادة، عن سفينة، عن أم سلمة؛ وخالفهم سليمان التيمي، رواه عن قتادة، عن أنس. ولم يتابع همام على قوله عن أبي الخليل، وحديث التيمي، عن قتادة، عن أنس غير محفوظ. اهـ
وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" عقب رواية ابن ماجه : إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم رجال الصحيح ولكن رواية سليمان بن طرخان التيمى عن قتادة فيها ضعف اهـ ثم ذكر ماذكره الحافظ ابن رجب. وسأنقله من كتابه تتميما للفائدة إن شاء الله.
فائدة : قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي 2/662: اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين:
أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم، ومعرفة هذا هين، لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف، وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف.
والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات وترجيح بعضهم على بعض عند الاحتلاف، إما في الإسناد وإما في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك، وهذا هو الذي يحصل من معرفته واتقانه (وكثرة ممارسته) الوقوف على دقائق علل الحديث. ... إلى أن قال : وقد قسمته قسمين:
القسم الأول: في معرفة مراتب كثير من أعيان الثقات، وتفاوتهم، وحكم اختلافهم وقول من يرجح منهم عند الاختلاف.
والقسم الثاني: في معرفة قوم من الثقات لا يوجد ذكر كثير منهم أو أكثرهم في كتب الجرح، قد ضعف حديثهم، إما في بعض الأماكن، أو في بعض الأزمان، أو عن بعض الشيوخ دون بعض. ... فهذا القسم تحته ثلاثة أنواع. ثم قال : النوع الثالث قوم ثقات في أنفسهم لكن حديثهم عن بعض الشيوخ فيه ضعف بخلاف حديثهم عن بقية شيوخهم وهؤلاء جماعة كثيرون: قال ومنهم سليمان التيمي: أحد أعيان الأئمة البصريين. قال أبو بكر الأثرم في كتاب الناسخ والمنسوخ: كان التيمي من الثقات، ولكن كان لا يقوم بحديث قتادة. وقال أيضاً: لم يكن التيمي من الحفاظ، من أصحاب قتادة. وذكر له أحاديث وهم فيها عن قتادة. ... ومنها: إنه روى عن قتادة، عن أنس، عن النبي أوصى عند موته بالصلاة وما ملكت أيمانكم. وإنما رواه قتادة عن أبي الخليل عن سفينة عن النبي . قال