"أضع أصابعي على زجاج الحياة فأُخدش، حينها أنظر لأصابعي
الدامية، وأرى وجهك، تستند بجسدك إلى قطرة رفضت السقوط.
لو أنك بقيت!"
خلصتها وبعتها ليه الأول، استنيت رأيه قبل ما أبعتها للناشر، منمتش، قولتله زي ما خلصتها كتابة بسرعة علشانه، يخلصها قراءة بسرعة علشاني، وفضلت طول الليل مستنياه، بعت لي 7 الصبح - أنا آسف.
قرأت الكلمتين كذا مرة، سألته - على إيه؟
- على إني مستاهلش.
"أكتب إليك هذه المرة وأنا موقنة تمامًا أن ما بيننا سقط من السماء، وللأسف لم يسقط كمطر، بل هزّ الأرض كزلزال، الأشياء ترفضني يا أحمد، وترفض الاعتراف أنني حين قررتُ للمرة الأولى أن أترك قلبي على الرصيف، دهسته سيارة".
غياب شهر، 30 يوم كاملين، اليوم فيه 24 ساعة، الساعة فيها 60 وجع، والوجع الواحد فيه 60 قلم على القلب.
بعتله - مبدئيًا كده أنا مبحبش أكون موجودة في مكان مش فهماه، ولا بحب حد يهمشني، يا تقولي امشي يا تشرح ليا اللي بتعمله، أنا بقالي شهر كامل بمنع نفسي أبعت الرسالة دي، علشان هكره نفسي بسببها، وحقيقي أنا لو انطفيت مش هسامحك عمري كله، هكرهك.
رد بعد ساعة - هتكرهيني إزاي؟
مسحت دموعي بإيدي - مش هفكر فيك تاني، ولو جيت على بالي هغمض عيني علشان مفكرش وهمسح من حياتي أي حاجة بتفكرني بيك.
- وإيه تاني؟
- ومش هبعت رسايل تاني ومش هرد عليك تاني، وهنتقابل مش هبصلك، أو ممكن أبصلك مرة واحدة علشان أعتقد هتكون وحشتني.
- وإيه تاني؟
- وهكرهك أكتر لو وحشتني، علشان مش من حقك تسيب مكانك هنا، المفروض تاخده معاك، المنطق بيقول كده، ميصحش نسيب ذكريات للناس لما نقرر نمشي، يعني يصح نعيش حياتنا عادي ونسيبهم مع صورنا يعيطوا؟
- مين قالك إننا هنعيش حياتنا عادي.
- علشان دي اسمها قلة أدب، اللي بتعمله ده اسمه قلة أدب.
- هو أنا واحشك ولا مش طيقاني؟
- الاتنين.
- بتكرهيني يعني؟
- أوي، لدرجة متتخيلهاش.
- يعني مش عاوزة تشوفيني تاني؟
- هو أنا ممكن أفهم في إيه.
- ..
- هتسكت تاني؟ إنت بتضيع مني حاجات والله، أنا في حاجات بتقع مني في كل مرة بعيط فيها.
- وبتعيطي كمان!
- ها! هو أنا مقولتلكش؟
- يقطعك.
ضحكت وأنا بعيط - مش اتقطعت، دا أنا اتشرخت.
"قصة قديمة تعرفها جيدًا، الفكرة في محاولة تغيير نهايتها، نهاية أرضاها، نهاية تستحق ما دفعته، كضحكة منك مثلًا".
- مبروك على الرواية.
ياااه، هو لسه فاكرني! بعد تردد قولتله - فيك الخير.
- فيا حبك.
- تاني! هنجري ورا بعض تاني؟
- معاكِ وقت تسمعيني؟
- اتفضل.
- أنا صاحب دار نشر الأمل.
سكت شوية استوعب - إزاي يعني؟ دي الدار اللي كلمتني.
- لأ، أنا اللي كلمتك، الحقيقة إن بالصدفة شوفت رسالة كانت مكتوبة لواحد صاحبي، وعرفت إنك كنتِ كتباها لخطيبته بعد ما طلبت مساعدتك، وأسلوبك عجبني، الدار بقالها سنتين مش لاقية أسلوب معين ونوع روايات معين، بس حسيت إنك بشوية تطور هتقدري تعملي اللي أنا عاوزه، أنا آسف على اللي عملته بس لما قربت أول مرة علشان كنت عاوزك تعيشي إحساس تعرفي تعبري عنه، بس للأسف لقيت إني بتشد، سامحيني أنا غلطت ومعترف بده.
-..
- ردي يا حنان، أنا بعتذر.
-..
- طيب أنا آسف.
- على إيه؟ دي كذبة بسيطة، سامحتك متقلقش.
"أهمس في أُذن الغربة 'لا ترحل' فيرتد صوت خُطاك وأنت تبتعد!".
- بالله عليكِ ردي عليا، أنا والله غلطان، معرفش إزاي كنت غبي كده، بس أنا متوقعتش تحبيني بجد، أنا آسف والله.
-..
- طيب اشتميني ومتسكتيش كده.
-..
- الساعة بقت 6 الصبح وحرام كده يعني.
- ..
- أنا مطبق من امبارح، طب قوليلي إيه يرضيكِ وهعمله.
-..
- عارف إنك صاحية وبتشوفي الرسايل، مش أنا غلطان؟ وبعتذر والله كمان.
-..
- والله لو ما سامحتيني لأقفل الدار دي خالص، الساعة بقت 8 ونص ودماغي بدأ يصدع.
حضنت المخدة وغمضت عيني، يا ريته ما كان وضح حاجة، كنت مبسوطة وأنا مستنياه يرد وأنا مش فاهمة، مكنتش حابة أفهم ده، ولا كنت حابة أكون مغفلة وغبية.
- والله العظيم دي آخر رسالة هبعتهالك، وبحلف علشان احترم الحلفان ده، أنا مستحقش تسامحيني أصلًا، واحد أناني مفكرتش غير في نفسي، كنت عاوز مصلحتي، بس اكتشفت إنك إنتِ المصلحة والهدف والطريق، بتعاقب زيك والله بس الفرق إني سبب الأذى لنفسي، الرواية في طبعتها الرابعة، فلوسك أنا بعتها لأسماء، وأسفي أتمنى تقبيله، أنا بس لازم أقولك إني مكذبتش عليكِ في إني بحبك والله.
"أخبرني يا أحمد كيف نمر بطريق الحياة دون أن نفقد أنفسنا دون أن نتحول إلى كتل من وجع، دون أن يُرهق القلب ويسير بعكاز فقط ليُكمل الطريق؟".
- لطيفة الرواية دي.
سيبت روايتي من إيدي، بيبقى في خضة كده بتوقف القلب وبتنشف الزور، بتخلي العين ترفّ والنفس يرفض يدخل، سنة كاملة هروب، زعلت؟ حقيقي مش عارفة بس اتغيرت، مش للأحسن ولا للأوحش، ثابتة بس الأماكن هي اللي بتتغير.
الدامية، وأرى وجهك، تستند بجسدك إلى قطرة رفضت السقوط.
لو أنك بقيت!"
خلصتها وبعتها ليه الأول، استنيت رأيه قبل ما أبعتها للناشر، منمتش، قولتله زي ما خلصتها كتابة بسرعة علشانه، يخلصها قراءة بسرعة علشاني، وفضلت طول الليل مستنياه، بعت لي 7 الصبح - أنا آسف.
قرأت الكلمتين كذا مرة، سألته - على إيه؟
- على إني مستاهلش.
"أكتب إليك هذه المرة وأنا موقنة تمامًا أن ما بيننا سقط من السماء، وللأسف لم يسقط كمطر، بل هزّ الأرض كزلزال، الأشياء ترفضني يا أحمد، وترفض الاعتراف أنني حين قررتُ للمرة الأولى أن أترك قلبي على الرصيف، دهسته سيارة".
غياب شهر، 30 يوم كاملين، اليوم فيه 24 ساعة، الساعة فيها 60 وجع، والوجع الواحد فيه 60 قلم على القلب.
بعتله - مبدئيًا كده أنا مبحبش أكون موجودة في مكان مش فهماه، ولا بحب حد يهمشني، يا تقولي امشي يا تشرح ليا اللي بتعمله، أنا بقالي شهر كامل بمنع نفسي أبعت الرسالة دي، علشان هكره نفسي بسببها، وحقيقي أنا لو انطفيت مش هسامحك عمري كله، هكرهك.
رد بعد ساعة - هتكرهيني إزاي؟
مسحت دموعي بإيدي - مش هفكر فيك تاني، ولو جيت على بالي هغمض عيني علشان مفكرش وهمسح من حياتي أي حاجة بتفكرني بيك.
- وإيه تاني؟
- ومش هبعت رسايل تاني ومش هرد عليك تاني، وهنتقابل مش هبصلك، أو ممكن أبصلك مرة واحدة علشان أعتقد هتكون وحشتني.
- وإيه تاني؟
- وهكرهك أكتر لو وحشتني، علشان مش من حقك تسيب مكانك هنا، المفروض تاخده معاك، المنطق بيقول كده، ميصحش نسيب ذكريات للناس لما نقرر نمشي، يعني يصح نعيش حياتنا عادي ونسيبهم مع صورنا يعيطوا؟
- مين قالك إننا هنعيش حياتنا عادي.
- علشان دي اسمها قلة أدب، اللي بتعمله ده اسمه قلة أدب.
- هو أنا واحشك ولا مش طيقاني؟
- الاتنين.
- بتكرهيني يعني؟
- أوي، لدرجة متتخيلهاش.
- يعني مش عاوزة تشوفيني تاني؟
- هو أنا ممكن أفهم في إيه.
- ..
- هتسكت تاني؟ إنت بتضيع مني حاجات والله، أنا في حاجات بتقع مني في كل مرة بعيط فيها.
- وبتعيطي كمان!
- ها! هو أنا مقولتلكش؟
- يقطعك.
ضحكت وأنا بعيط - مش اتقطعت، دا أنا اتشرخت.
"قصة قديمة تعرفها جيدًا، الفكرة في محاولة تغيير نهايتها، نهاية أرضاها، نهاية تستحق ما دفعته، كضحكة منك مثلًا".
- مبروك على الرواية.
ياااه، هو لسه فاكرني! بعد تردد قولتله - فيك الخير.
- فيا حبك.
- تاني! هنجري ورا بعض تاني؟
- معاكِ وقت تسمعيني؟
- اتفضل.
- أنا صاحب دار نشر الأمل.
سكت شوية استوعب - إزاي يعني؟ دي الدار اللي كلمتني.
- لأ، أنا اللي كلمتك، الحقيقة إن بالصدفة شوفت رسالة كانت مكتوبة لواحد صاحبي، وعرفت إنك كنتِ كتباها لخطيبته بعد ما طلبت مساعدتك، وأسلوبك عجبني، الدار بقالها سنتين مش لاقية أسلوب معين ونوع روايات معين، بس حسيت إنك بشوية تطور هتقدري تعملي اللي أنا عاوزه، أنا آسف على اللي عملته بس لما قربت أول مرة علشان كنت عاوزك تعيشي إحساس تعرفي تعبري عنه، بس للأسف لقيت إني بتشد، سامحيني أنا غلطت ومعترف بده.
-..
- ردي يا حنان، أنا بعتذر.
-..
- طيب أنا آسف.
- على إيه؟ دي كذبة بسيطة، سامحتك متقلقش.
"أهمس في أُذن الغربة 'لا ترحل' فيرتد صوت خُطاك وأنت تبتعد!".
- بالله عليكِ ردي عليا، أنا والله غلطان، معرفش إزاي كنت غبي كده، بس أنا متوقعتش تحبيني بجد، أنا آسف والله.
-..
- طيب اشتميني ومتسكتيش كده.
-..
- الساعة بقت 6 الصبح وحرام كده يعني.
- ..
- أنا مطبق من امبارح، طب قوليلي إيه يرضيكِ وهعمله.
-..
- عارف إنك صاحية وبتشوفي الرسايل، مش أنا غلطان؟ وبعتذر والله كمان.
-..
- والله لو ما سامحتيني لأقفل الدار دي خالص، الساعة بقت 8 ونص ودماغي بدأ يصدع.
حضنت المخدة وغمضت عيني، يا ريته ما كان وضح حاجة، كنت مبسوطة وأنا مستنياه يرد وأنا مش فاهمة، مكنتش حابة أفهم ده، ولا كنت حابة أكون مغفلة وغبية.
- والله العظيم دي آخر رسالة هبعتهالك، وبحلف علشان احترم الحلفان ده، أنا مستحقش تسامحيني أصلًا، واحد أناني مفكرتش غير في نفسي، كنت عاوز مصلحتي، بس اكتشفت إنك إنتِ المصلحة والهدف والطريق، بتعاقب زيك والله بس الفرق إني سبب الأذى لنفسي، الرواية في طبعتها الرابعة، فلوسك أنا بعتها لأسماء، وأسفي أتمنى تقبيله، أنا بس لازم أقولك إني مكذبتش عليكِ في إني بحبك والله.
"أخبرني يا أحمد كيف نمر بطريق الحياة دون أن نفقد أنفسنا دون أن نتحول إلى كتل من وجع، دون أن يُرهق القلب ويسير بعكاز فقط ليُكمل الطريق؟".
- لطيفة الرواية دي.
سيبت روايتي من إيدي، بيبقى في خضة كده بتوقف القلب وبتنشف الزور، بتخلي العين ترفّ والنفس يرفض يدخل، سنة كاملة هروب، زعلت؟ حقيقي مش عارفة بس اتغيرت، مش للأحسن ولا للأوحش، ثابتة بس الأماكن هي اللي بتتغير.