" دخلتُ في خصامٍ باهت مع صديق لي من أجل أتفه سبب في العالم، وكل الأسباب التي تؤدي إلى القطيعة الإنسانية تافهة بالعموم، في ليلة طويلة نمت وحرارتي مرتفعةٌ جدًا بسبب تسمم معوي وكنت وحيدًا بعيدًا عن داري وأيدي أهلي أكثر من 5 آلاف وصفها بجهنم، خلدت إلى النوم وأنا أهذي لأول مرة بحياتي، إذ أنني كنت أعرف أنني لست نائمًا ولست صاحياً إلا أنني أسمع نفسي أقول جُملاً لا أعرف سببها وهو ما يسمى بالهذيان، رأيت هذا الصديق بمنامي يناولني منشفة مُبللة ويضعها على جبيني، قمت من نومي وأنا صاحٍ صحيح، معافى بقوة 40 حصانًا، اتصلت لأكلمه من غربتي، فجاء صوت أخيه ليقول لي: فلانٌ أعطاك عمره البارحة، قلت له بلى أعطاني عمره، وبكيت، بكيت حتى ملأت الغرفة والحارة والشوارع دمعًا حارقًا لا أنساه، هذا الموقف كان نقطة تحول مدهشة حملت بقية أيامي على كفها، لم أخاصم أحدًا بعدها، أسامح حتى أعدائي ولا أقف على باب شتائم ولا سباب، فالعمر أقصر وأتفه من أن نمضي مُتخاصمين "