قال تعالی :
﴿ أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰداً وَٱلۡجِبَالَ
أَوۡتَاداً وَخَلَقۡنَـٰكَمۡ أزۡوَ ٰجاً وَجَعَلۡناَ نَوۡمَكُمۡ سُبَاتاً وَجَعَلۡناَ ٱلَّيۡلَ لِبَاساً وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً وَبَنَيۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعاً شِدَاداً وَجَعَلۡناَ سِرَاجاً وَهَّاجاً وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِر ٰتِ مَآءً ثَجَّاجاً لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّاً وَنَبَاَتاً وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافاً ﴾.
قال العلاَّمة السعدي ـ رحمه الله ـ :
( أي : أما أنعمنا عليكم ، بنعم جليلة ، فجعلنا لكم ﴿ الْأَرضَ مِهَاداً ﴾. أي : ممهدة مذللة لكم ولمصالحكم ، من الحروث ، والمساكن ، والسبل.
﴿وَ الْجِبَالَ أَوْتَاداً ﴾ تمسك الأرض ، لئلا تضطرب بكم ، وتميد.
﴿وَخَلَقْناكُمْ أَزْوَجاً ﴾ أي : ذكوراً وإناثاً ، من جنس واحد ، ليسكن كل منهما إلی الآخر ، فتتكون المودة والرحمة ، وتنشأ عنهما الذرية ، وفي ضمن هذا الامتنان بلذة المنكح.
﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ﴾ أي : راحة لكم ، وقطعا لأشغالكم ، التي متی تمادت بكم ، أضرت بأبدانكم. فجعل الله الليل والنوم ، يغشی الناس ، لتسكن حركاتهم الضارة ، وتحصل راحتهم النافعة.
﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً ﴾ أي : سبع سموات ، في غاية القوة ، والصلابة والشدة. وقد أمسكها الله بقدرته ، وجعلهاسقفا للأرض ، فيها عدة منافع لهم ، ولهذا ذكر من منافعها ، الشمس فقال : ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً ﴾ نبه بالسراج ، علی النعمة بنورها ، الذي صار ضرورة للخلق. وبالوهاج ، وهي : حرارتها ، علی ما فيها من الإنضاج والمنافع.
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ﴾ أي : السحاب ﴿مَاءً ثَجَّاجاً ﴾ أي : كثير جدا.
﴿لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً﴾ من بر وشعير ، وذرة ، وأرز ، وغير ذلك ، مما يأكله الآدميون. ﴿وَنَبَاتاً﴾ يشمل سائر النبات ، الذي جعله الله قوتا لمواشيهم.
﴿وَجَنَّاتٍ ألْفاً﴾ أي : بساتين ملتفة ، فيها من جميع أصناف الفواكه اللذيذة. فالذي أنعم عليكم بهذه النعم الجليلة ، التي لا يقدر قدرها ، ولا يحصي عددها كيف تكفرون به ، وتكذبون ما أخبركم به ، من البعث والنشور ؟ أم كيف تستعينون بعمه علی معاصيه ، وتجحدونها ؟ ).
📚 تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
🔹 تفسير سورة النبأ. الآيات (٦- ١٦)
@consalfy
﴿ أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰداً وَٱلۡجِبَالَ
أَوۡتَاداً وَخَلَقۡنَـٰكَمۡ أزۡوَ ٰجاً وَجَعَلۡناَ نَوۡمَكُمۡ سُبَاتاً وَجَعَلۡناَ ٱلَّيۡلَ لِبَاساً وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً وَبَنَيۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعاً شِدَاداً وَجَعَلۡناَ سِرَاجاً وَهَّاجاً وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِر ٰتِ مَآءً ثَجَّاجاً لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّاً وَنَبَاَتاً وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافاً ﴾.
قال العلاَّمة السعدي ـ رحمه الله ـ :
( أي : أما أنعمنا عليكم ، بنعم جليلة ، فجعلنا لكم ﴿ الْأَرضَ مِهَاداً ﴾. أي : ممهدة مذللة لكم ولمصالحكم ، من الحروث ، والمساكن ، والسبل.
﴿وَ الْجِبَالَ أَوْتَاداً ﴾ تمسك الأرض ، لئلا تضطرب بكم ، وتميد.
﴿وَخَلَقْناكُمْ أَزْوَجاً ﴾ أي : ذكوراً وإناثاً ، من جنس واحد ، ليسكن كل منهما إلی الآخر ، فتتكون المودة والرحمة ، وتنشأ عنهما الذرية ، وفي ضمن هذا الامتنان بلذة المنكح.
﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ﴾ أي : راحة لكم ، وقطعا لأشغالكم ، التي متی تمادت بكم ، أضرت بأبدانكم. فجعل الله الليل والنوم ، يغشی الناس ، لتسكن حركاتهم الضارة ، وتحصل راحتهم النافعة.
﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً ﴾ أي : سبع سموات ، في غاية القوة ، والصلابة والشدة. وقد أمسكها الله بقدرته ، وجعلهاسقفا للأرض ، فيها عدة منافع لهم ، ولهذا ذكر من منافعها ، الشمس فقال : ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً ﴾ نبه بالسراج ، علی النعمة بنورها ، الذي صار ضرورة للخلق. وبالوهاج ، وهي : حرارتها ، علی ما فيها من الإنضاج والمنافع.
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ﴾ أي : السحاب ﴿مَاءً ثَجَّاجاً ﴾ أي : كثير جدا.
﴿لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً﴾ من بر وشعير ، وذرة ، وأرز ، وغير ذلك ، مما يأكله الآدميون. ﴿وَنَبَاتاً﴾ يشمل سائر النبات ، الذي جعله الله قوتا لمواشيهم.
﴿وَجَنَّاتٍ ألْفاً﴾ أي : بساتين ملتفة ، فيها من جميع أصناف الفواكه اللذيذة. فالذي أنعم عليكم بهذه النعم الجليلة ، التي لا يقدر قدرها ، ولا يحصي عددها كيف تكفرون به ، وتكذبون ما أخبركم به ، من البعث والنشور ؟ أم كيف تستعينون بعمه علی معاصيه ، وتجحدونها ؟ ).
📚 تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
🔹 تفسير سورة النبأ. الآيات (٦- ١٦)
@consalfy