■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور / صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــصِّــيَــام - الـعَـدَد:( ٤ )*
____________________
*بَــابٌ فِي بَـدْءِ صِـيَـامِ الـيَـوْمِ وَنِـهَـايَـتِـهِ*
*قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾.*
*قَالَ الإِمَامُ ابنُ كَـثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ:(هَـذِهِ رُخْصَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ، وَرَفْـعٌ لِـمَـا كَانَ عَلَيْهِ الأَمْـرُ فِي ابْـتِـدَاءِ الإِسْـلَامِ؛ فَإِنَّهُ كَـانَ إِذَا أفْـطَـرَ أحَـدُهُـمْ؛ إِنَّمَا يَحِلُّ لَـهُ الأَكْـلُ وَالشُّربُ وَالجِمَاعُ إلَىٰ صَـلَاةِ العِشَاءِ، أَوْ يَنَامُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَمَتَىٰ نَـامَ أَوْ صَلَّى العِشَاءَ؛ حَـرُمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالجِمَاعُ إِلَى اللَّيْلَةِ القَابِلَةِ، فَـوَجَـدُوا مِنْ ذَلِكَ مَشَقَّـةً كَبِيـرَةً، فَـنَـزَلَـت هَــذِهِ الآيَـةُ، فَـفَـرِحُـوا بِهَا فَـرَحًـا شَـدِيـدًا، حَيْثُ أبَـاحَ اللهُ الْأَكْـلَ وَالشُّربَ وَالجِمَاعَ فِي أَيِّ اللَّيْلِ شَـاءَ الصَّائِمُ، إِلَىٰ أَنْ يَتَبَيَّنَ ضِـيَـاءُ الـصَّـبَـاحِ مِـنْ سَـوَادِ اللَّـيْـلِ).*
*فَتَبَيَّنَ مِنَ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: تَحْدِيدُ الصَّوْمِ اليَوْمِيِّ، بِـدَايَـةً وَنِـهَـايَـةً، فَبِدَايَتُـهُ: مِنْ طُلُوعِ الفَجْـرِ الثَّانِي، وَنِهَايَتُـهُ: إلىٰ غُـرُوبِ الشَّمْـسِ.*
*■ وَفِي إبَـاحَتِـهِ تَعَالَىٰ الْأَكْـلَ وَالشُّربَ إلىٰ طُلُوعِ الفَجْـرِ، دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ السُّحُـورِ.*
*وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«تَسَحَّـرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُـورِ بَـرَكَـةً».*
*■ وَقَـدْ وَرَدَ فِي الـتَّـرغِـيبِ بِالسَّـحُـورِ آثَـارٌ كَثِيـرَةٌ، وَلَـوْ بِجُرْعَةِ مَـاءٍ، وَيُسْتَحَـبُّ تَأْخِيـرُهُ إِلَىٰ وَقْـتِ انْـفِـجَـارِ الـفَـجْــرِ.*
*وَلَـوِ اسْتَيقَـظَ الْإِنْسَانُ وَعَلَيْـهِ جَـنَـابَـةٌ، أَوْ طَـهُـرَتِ الحَائِـضُ قَبْلَ طُلُـوعِ الفَجْـرِ؛ فَإِنَّهُمْ يَبْـدَؤُونَ بِالسَّحُورِ، ويَصُومُونَ، وَيُـؤَخِّـرُونَ الِاغْتِسَالَ إِلَىٰ بَـعْـدَ طُلُـوعِ الـفَـجْــرِ.*
*وَبَـعْـضُ النَّاسِ يُـبَـكِّـرُونَ بِـالـتَّـسَـحُّــرِ ، لِأَنَّهُمْ يَسْهَـرُونَ مُـعْــظَــمَ اللَّــيْــلِ...*
- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________
[ الجُزْءُ الأَوَّل: صَـــ: ٢٦٥ - ٢٦٦ ] .
---------------------------------------------------
*- كِـتَـابُ الــصِّــيَــام - الـعَـدَد:( ٤ )*
____________________
*بَــابٌ فِي بَـدْءِ صِـيَـامِ الـيَـوْمِ وَنِـهَـايَـتِـهِ*
*قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾.*
*قَالَ الإِمَامُ ابنُ كَـثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ:(هَـذِهِ رُخْصَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ، وَرَفْـعٌ لِـمَـا كَانَ عَلَيْهِ الأَمْـرُ فِي ابْـتِـدَاءِ الإِسْـلَامِ؛ فَإِنَّهُ كَـانَ إِذَا أفْـطَـرَ أحَـدُهُـمْ؛ إِنَّمَا يَحِلُّ لَـهُ الأَكْـلُ وَالشُّربُ وَالجِمَاعُ إلَىٰ صَـلَاةِ العِشَاءِ، أَوْ يَنَامُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَمَتَىٰ نَـامَ أَوْ صَلَّى العِشَاءَ؛ حَـرُمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالجِمَاعُ إِلَى اللَّيْلَةِ القَابِلَةِ، فَـوَجَـدُوا مِنْ ذَلِكَ مَشَقَّـةً كَبِيـرَةً، فَـنَـزَلَـت هَــذِهِ الآيَـةُ، فَـفَـرِحُـوا بِهَا فَـرَحًـا شَـدِيـدًا، حَيْثُ أبَـاحَ اللهُ الْأَكْـلَ وَالشُّربَ وَالجِمَاعَ فِي أَيِّ اللَّيْلِ شَـاءَ الصَّائِمُ، إِلَىٰ أَنْ يَتَبَيَّنَ ضِـيَـاءُ الـصَّـبَـاحِ مِـنْ سَـوَادِ اللَّـيْـلِ).*
*فَتَبَيَّنَ مِنَ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: تَحْدِيدُ الصَّوْمِ اليَوْمِيِّ، بِـدَايَـةً وَنِـهَـايَـةً، فَبِدَايَتُـهُ: مِنْ طُلُوعِ الفَجْـرِ الثَّانِي، وَنِهَايَتُـهُ: إلىٰ غُـرُوبِ الشَّمْـسِ.*
*■ وَفِي إبَـاحَتِـهِ تَعَالَىٰ الْأَكْـلَ وَالشُّربَ إلىٰ طُلُوعِ الفَجْـرِ، دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ السُّحُـورِ.*
*وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«تَسَحَّـرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُـورِ بَـرَكَـةً».*
*■ وَقَـدْ وَرَدَ فِي الـتَّـرغِـيبِ بِالسَّـحُـورِ آثَـارٌ كَثِيـرَةٌ، وَلَـوْ بِجُرْعَةِ مَـاءٍ، وَيُسْتَحَـبُّ تَأْخِيـرُهُ إِلَىٰ وَقْـتِ انْـفِـجَـارِ الـفَـجْــرِ.*
*وَلَـوِ اسْتَيقَـظَ الْإِنْسَانُ وَعَلَيْـهِ جَـنَـابَـةٌ، أَوْ طَـهُـرَتِ الحَائِـضُ قَبْلَ طُلُـوعِ الفَجْـرِ؛ فَإِنَّهُمْ يَبْـدَؤُونَ بِالسَّحُورِ، ويَصُومُونَ، وَيُـؤَخِّـرُونَ الِاغْتِسَالَ إِلَىٰ بَـعْـدَ طُلُـوعِ الـفَـجْــرِ.*
*وَبَـعْـضُ النَّاسِ يُـبَـكِّـرُونَ بِـالـتَّـسَـحُّــرِ ، لِأَنَّهُمْ يَسْهَـرُونَ مُـعْــظَــمَ اللَّــيْــلِ...*
- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________
[ الجُزْءُ الأَوَّل: صَـــ: ٢٦٥ - ٢٦٦ ] .
---------------------------------------------------