الدروس العلمية التأصيلية

الشيخ العلامة المجاهد محمد بن سعيد رسلان منهجه منهج أهل السنة والجماعة وما حصل له، هو تطبيق عملي لما كان يقرره في دروسه ومحاضراته من منهج أهل السنة في طاعة ولاة الأمر.
ولا نشك أبدأ أن أئمة أهل السنة يزيدهم الله رفعة بالبلاء.
والواجب علينا كأتباع للسلف هو الدعاء للشيخ بالثبات، والدعاء لولي أمره بالهداية والصلاح، وأن يصلح له البطانة.
فالسلفي منهجه واضح لا تغيره الأحداث، بل يسير حيث سار السلف، ويقف حيث وقف السلف.

جزى الله الطالب حمزة مسعود من ليبيا خيرا على هذا الجهد الذي قام به.
وسيتلوه بحوث نطلبها منكم فنرجوا الجد لما فيها من فوائد تعود على الطالب أولا وغيره من طلاب العلم ثانيا.

📝 *بحث مختصر في الفروق بين أسماء الله وصفاته وأفعاله*

*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد : فإن شرف العلم يشرف بموضوعه ومن أشرف العلوم العلم بأسمائه الله وصفاته وأفعاله .
والعلم بأسماء الله وصفاته وأفعاله به يعرف العبد ربه ويثمر للعبد القرب من الله والتوكل عليه والالتجاء إليه والخشية منه سبحانه فالاشتغال به سبب كل سعادة في الدنيا والآخرة .
وهذا لا يتأتى إلا بأن يتفقه في هذا الباب تلقيا من الأشياخ وتفهما منهم ومذاكرة لما درسوه وتقييدا لما ذكروه وبحثا لما طلبوه فبذلك يزكوا العلم ويزداد ويُنال الهدى والرشاد .
واستجابة لطلب شيخنا ها أنا أكتب وأدون ما أخذته وهذبته من كلام أهل العلم.
فيا رب بارك فينا وفي مشائخنا وأطل في أعمارنا على طاعتك وأنر قلوبنا بعلمهم.

*الفرق بين أسماء الله وصفاته وأفعاله*
إن إدراك الطالب للفرق بين الألفاظ ومعانيها يضبط له العلم ويصرف عنه الزلل
لذا كان لزاما على من يريد أن يتفقه في أسماء الله وصفاته وأفعاله أن يعرف الفروق بينها ليبني علمه على أسس سليمة .
ولما كانت كذلك كان على الطالب أن يكتب ويرقم ، ويدون ويرسم ؛ ليظهر ما عقل هل وافق فيه المرجو والمؤمل، أم كان بخلاف ذلك فيصحح ويقوم .
*فدونك هذه الفروق التي دونتها ومن كتب أهل العلم قد حصلتها*

*الفرق بين الاسم والصفة*

باب الأسماء أضيق من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.
فكل اسم متضمن لصفة وليس كل صفة يشتق منها اسما.
والاسم يدل على الذات والصفة بالمطابقة، والاسم يدل على الصفة وحدها بالتضمن كالرحمن والرحيم يدلان على صفة الرحمة.
أما الصفة فهي المعنى الذي يقوم بالذات، مثل الرحمة، فالرحمة معنى قائم بالله دل عليها الاسم الذي هو الرحمن و الرحيم.
فالاسم والصفة يجتمعان في أن كلا منهما فيه وصف لله – جل وعلا – أما الاسم فيزيد أنه يدل على ذاته – جل وعلا –.

*الاشتقاق*
*الأسماء يشتق منها صفات وأفعال* فنشتق من أسماء الله الرحيم والكريم ، صفات الرحمة والكرم ، وأفعال يرحم ويكرم .
*الصفات لا يشتق منها أسماء* فلا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر .
*الأفعال لا يشتق منها أسماء* فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب.
*وأما اشتقاق الصفات من الأفعال* فلا تثبت بإطلاق، بل قد يوصف الله بها وقد لا يوصف؛ لأنّ باب الأفعال أوسع بمن باب الصفات.
مثاله ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ [الفرقان:59]
فاستواء الله صفة أخذناها من فعل استوى؛ لأنَّ استوى مشتمل على حدث وهو الاستواء (الصفة)، ومشتمل على زمن وهو الماضي، فيقال من صفات الله الاستواء على العرش.
مثال الثاني {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [الأنفال:30]
(يَمْكُرُ اللَّهُ) هذا فعل مضارع مشتمل على حدث وعلى صفة وهو المكر؛ يعني على مصدر وهو المكر، ومشتمل على زمن وهو المضارع؛ لكن لا يقال هذا الفعل يدلّ على إثبات صفة المكر؛ لأنّ صفة المكر ليست دائما صفة كمال، فلهذا قال أئمة أهل السنة رحمهم الله تعالى: إنَّ باب الأفعال أوسع من باب الصفات.

*الأسماء والصفات يشتركان في* :
1. الاستعاذة مثال الاسم: نحو ، أعوذ بالله ومثالها في الصفات، حديث:" أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك"،
2. الحلف مثال الاسم: نحو ، والله العظيم .
ومثال الحلف بالصفة ، قوله تعالى:" فبعزتك" ، وكان النبي ﷺ يقول – (( لا ومقلب القلوب )) .
*ويفترقان في* :
1. التعبيد بها؛ فتقول: عبد الرحمن ، ولا يجوز أن تقول عبد الرحمة ... .
2. الدعاء ؛ فتقول: يا رحيم يا غفار ، ولا يجوز أن تقول: يا رحمة الله ويا مغفرة الله.
*وإلى هنا تم المقصود وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم* .
*كتبه الطالب/حمزة مسعود.*
_*الدروس العلمية التأصيلة*_

📬 *نرجو نشره لتعم الفائدة*

الدرس السادس من أهم الدروس إن لم يكن أهمها
لأن فيه أكبر مسألة اختلف فيها أهل السنة مع أهل البدع وهي مسألة كلام الله عز وجل ويتفرع عنها مسألة القول بخلق القرآن.
فتحتاج إلى تركيز وفهم. وما يشكل إسأل عنه.

⭕ زيادة في التوضيح لأنه أشكل على بعض الإخوة
من أهل العلم من يمثل بإيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبكفر أبي جهل على النحو التالي:

●إيمان أبي بكر (أراده الله شرعا وكونا).

●كفر أبي جهل (أراده الله كونا ولم يرده شرعا)

●إيمان أبي جهل (أراده الله شرعا ولم يرده كونا)

●كفر أبي بكر (لم يرده الله شرعا ولا كونا).

*يذكر أهل العلم في مسألة الإرادة الشرعية والكونية مسألة طاعة المطيع ومعصية العاصي على النحو التالي:*

●طاعة المطيع (أرادها شرعا وكونا).

●معصية العاصي (أرادها كونا ولم يردها شرعا)

●طاعة العاصي (أرادها الله شرعا ولم يردها كونا)

●معصية المطيع (لم يردها شرعا ولا كونا).

*توضيح مختصر للكوني والشرعي*

*الكوني* هو القضاء والقدر.

*الشرعي* هو ما جاء به الرسل من الشرع.
فحينها تنظر لألفاظ النصوص (الأمر، القضاء، الإرادة)
هل هي مما قضاه الله وقدره ولابد من حصوله فهو أمر كوني سواء أحبه الله أم لا.
أو هل هي مما شرعه الله وطلب منا فعله ويثيب عليه فهو شرعي.
فالآن عُد وتأمل في الأمثلة التي في الشرح ستجد هذا المعنى.