*🔹رسالـــة لصاحــب الهـــم*
قــال العـلامـة الفـقيه ابـن عـثيمين رحـمہ الله تعالـــﮯ :
( الإنـسان في هـذه الـدنيا لا يمكـن أن يبقـىٰ مسـروراً دائـماً ، بـل هـو يومـاً يُسـر ويـوماً يَحـزن ، ويـوماً يأتيـه شـيء ويـوماً لا يأتيـه ، فهـو مـصاب بمـصائب فـي نفـسه ومصائـب فـي بـدنه ، ومـصائب فـي مجتمـعه ومـصائب فـي أهلـه ، ولا تحصـي المصـائب التـي تصـيب الإنسـان ، ولكـن المـؤمن أمـره كلـه خـير ، إن أصابـته ضـراء صـبر فكـان خـيرًا لـه ، وإن أصـابته سـراء شكـر فكـان خـير لـه .
فـإذا أصـبت بالمصـيبة فـلا تظـن أن هـذا الهـم الـذي يأتيـك أو هـذا الألـم الـذي يأتيـك ولـو كـان شـوكة ، لا تظـن أنـه يـذهب سُـدىٰ ، بـل ستعـوض عـنه خـيراً منـه ، سـتحط عنـك الـذنوب كـما تحـط الشـجرة ورقـها ، وهـذا مـن نعمـة الله .
وإذا زاد الإنـسان عـلى ذلـك الصـبر والاحتـساب ، يعـني : احتسـاب يغفـل عـن هـذا فيضـيق صـدره ، ويصـيبه ضـجر أو مـا أشبـه ذلـك ، ويغـفل عـن نيـة احتـساب الأجـر والثـواب عـلى الله ، فيكـون فـي ذلـك تكفـير لسيـئاته ، إذا هـو رابـح علـى كـل حـال فـي هـذه المصـائب التـي تأتيـه .
فـإما أن يـربح تكفـير السيـئات وحـط الـذنوب بـدون أن يحصـل لـه أجـر ؛ لأنـه لـم ينـو شـيئًا ولـم يصـبر ولـم يحتـسب الأجـر .
وإمـا أن يـربح شـيئين : تكفيـر السـيئات ، وحصـول الـثواب مـن الله عـز وجل كمـا تقـدم .
ولهـذا ينبـغي لـلإنسان إذا اصـيب ولـو بشـوكة ، فليـتذكر احتـساب الأجـر مـن الله عـلى هـذه المصـيبة ، حـتى يؤجـر عـليها ، مع تكفيـرها للـذنوب .
وهـذا مـن نعـمة الله سبحانه وتـعالي وجـوده وكـرمه ، حيـث يبتلـي المـؤمن ثـم يثـيبه عـلى هـذه البلـوىٰ أو يكـفر عنـه سـيئاته .
📕 شـرح ريـاض الصالحـين (٢٤٣/١)
قــال العـلامـة الفـقيه ابـن عـثيمين رحـمہ الله تعالـــﮯ :
( الإنـسان في هـذه الـدنيا لا يمكـن أن يبقـىٰ مسـروراً دائـماً ، بـل هـو يومـاً يُسـر ويـوماً يَحـزن ، ويـوماً يأتيـه شـيء ويـوماً لا يأتيـه ، فهـو مـصاب بمـصائب فـي نفـسه ومصائـب فـي بـدنه ، ومـصائب فـي مجتمـعه ومـصائب فـي أهلـه ، ولا تحصـي المصـائب التـي تصـيب الإنسـان ، ولكـن المـؤمن أمـره كلـه خـير ، إن أصابـته ضـراء صـبر فكـان خـيرًا لـه ، وإن أصـابته سـراء شكـر فكـان خـير لـه .
فـإذا أصـبت بالمصـيبة فـلا تظـن أن هـذا الهـم الـذي يأتيـك أو هـذا الألـم الـذي يأتيـك ولـو كـان شـوكة ، لا تظـن أنـه يـذهب سُـدىٰ ، بـل ستعـوض عـنه خـيراً منـه ، سـتحط عنـك الـذنوب كـما تحـط الشـجرة ورقـها ، وهـذا مـن نعمـة الله .
وإذا زاد الإنـسان عـلى ذلـك الصـبر والاحتـساب ، يعـني : احتسـاب يغفـل عـن هـذا فيضـيق صـدره ، ويصـيبه ضـجر أو مـا أشبـه ذلـك ، ويغـفل عـن نيـة احتـساب الأجـر والثـواب عـلى الله ، فيكـون فـي ذلـك تكفـير لسيـئاته ، إذا هـو رابـح علـى كـل حـال فـي هـذه المصـائب التـي تأتيـه .
فـإما أن يـربح تكفـير السيـئات وحـط الـذنوب بـدون أن يحصـل لـه أجـر ؛ لأنـه لـم ينـو شـيئًا ولـم يصـبر ولـم يحتـسب الأجـر .
وإمـا أن يـربح شـيئين : تكفيـر السـيئات ، وحصـول الـثواب مـن الله عـز وجل كمـا تقـدم .
ولهـذا ينبـغي لـلإنسان إذا اصـيب ولـو بشـوكة ، فليـتذكر احتـساب الأجـر مـن الله عـلى هـذه المصـيبة ، حـتى يؤجـر عـليها ، مع تكفيـرها للـذنوب .
وهـذا مـن نعـمة الله سبحانه وتـعالي وجـوده وكـرمه ، حيـث يبتلـي المـؤمن ثـم يثـيبه عـلى هـذه البلـوىٰ أو يكـفر عنـه سـيئاته .
📕 شـرح ريـاض الصالحـين (٢٤٣/١)