من الحقائق القرآنية أن كل من خالف الحق الذي جاء به الوحي فهو متبع لهواه:
(فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم).
وكثيراً ما تجد في خطاب القران أن الهوى يأتي مقابلاً للوحي وحكم الشرع، (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون).
(فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم).
(يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).
(فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع اهواءهم).
وهنا يرد إشكال شائع، وهو أن كثيراً ممن يتبع غير دين الاسلام، أو ينحرف عن أصوله هو لا يريد مالاً أو يبحث عن جاه، وإنما يعتقد أن هذا هو الحق، فكيف يقال هو متبع لهواه؟
وسبب الاشكال هنا هو في تضييق مفهوم الهوى، لينحصر في صورة الشخص الذي يرفض الحق لأجل مالٍ يأخذه، أو بحثاً عن منصب يريده، ونحو ذلك من المكاسب المادية المباشرة الظاهرة، حيث يعرف من حاله أنه لم يترك الحق اقتناعاً.
وهذه من الهوى، لكن الهوى أوسع من ذلك، فقد حكى الله في القران عن الكفار أنهم قد يعتقدون صحة ما هم عليه (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً).
ومع ذلك فهذا لا ينفي جانب الهوى، لأن الهوى اسم جامع لكل ما يصد عن الحق مما تميل اليه النفوس، فلا يقتصر على من ترك الحق بحثاً عن من مال أو جاه أو منصب ظاهر ..
بل من ترك الحق تقليداً لآبائه، او اتباعاً لما نشأ عليه، أو إنكارا لمخالفته ما يعلم، فهو متبع لهواه.
ومن أعرض عن تعلم الحق، أو قصر في البحث عنه فهو متبع لهواه.
ومن تركه احتقاراً لأهله، او حسدا لهم، أو تحزباً لمن يحب، فهو متبع لهواه.
ومن تركه استنكافاً عن قبول بعض أحكامه، او استكباراً عن الالتزام بها، او استثقالاً لها، فهو متبع لهواه.
ومن تركه خشية من زوال مصالح شخصية او خوفا من مفاسد، فهو متبع لهواه.
وهكذا .. ستجد مسالك الهوى واسعة، لا بد لمن ترك الحق ان يقع فيها، والا فلو تجرد الانسان حق التجرد في البحث عن الحق، وحسن قصده، وبذل غاية الجهد فسيعرف الحق الذي جاء به الوحي، ولن يتركه إلا بسبب قصور في قصده او عمله.
(فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم).
وكثيراً ما تجد في خطاب القران أن الهوى يأتي مقابلاً للوحي وحكم الشرع، (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون).
(فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم).
(يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).
(فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع اهواءهم).
وهنا يرد إشكال شائع، وهو أن كثيراً ممن يتبع غير دين الاسلام، أو ينحرف عن أصوله هو لا يريد مالاً أو يبحث عن جاه، وإنما يعتقد أن هذا هو الحق، فكيف يقال هو متبع لهواه؟
وسبب الاشكال هنا هو في تضييق مفهوم الهوى، لينحصر في صورة الشخص الذي يرفض الحق لأجل مالٍ يأخذه، أو بحثاً عن منصب يريده، ونحو ذلك من المكاسب المادية المباشرة الظاهرة، حيث يعرف من حاله أنه لم يترك الحق اقتناعاً.
وهذه من الهوى، لكن الهوى أوسع من ذلك، فقد حكى الله في القران عن الكفار أنهم قد يعتقدون صحة ما هم عليه (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً).
ومع ذلك فهذا لا ينفي جانب الهوى، لأن الهوى اسم جامع لكل ما يصد عن الحق مما تميل اليه النفوس، فلا يقتصر على من ترك الحق بحثاً عن من مال أو جاه أو منصب ظاهر ..
بل من ترك الحق تقليداً لآبائه، او اتباعاً لما نشأ عليه، أو إنكارا لمخالفته ما يعلم، فهو متبع لهواه.
ومن أعرض عن تعلم الحق، أو قصر في البحث عنه فهو متبع لهواه.
ومن تركه احتقاراً لأهله، او حسدا لهم، أو تحزباً لمن يحب، فهو متبع لهواه.
ومن تركه استنكافاً عن قبول بعض أحكامه، او استكباراً عن الالتزام بها، او استثقالاً لها، فهو متبع لهواه.
ومن تركه خشية من زوال مصالح شخصية او خوفا من مفاسد، فهو متبع لهواه.
وهكذا .. ستجد مسالك الهوى واسعة، لا بد لمن ترك الحق ان يقع فيها، والا فلو تجرد الانسان حق التجرد في البحث عن الحق، وحسن قصده، وبذل غاية الجهد فسيعرف الحق الذي جاء به الوحي، ولن يتركه إلا بسبب قصور في قصده او عمله.