من المعاني المستقرة التي لا تخفى على أكثر الناس:
فضل مقولات السلف من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم، وأنك تجد في عباراتهم المقتضبة من الفقه والعقل والبيان ما لا تجده عند غيرهم.
وهذا المعنى ندركه في الجملة، لكن قد يخفى علينا إدراكه على جهة التفصيل، وكلما ازددنا علماً بمقولاتهم، وعناية بها، قوي هذا المعنى واستقر.
كنتُ هذا اليوم أقرأ في كتاب (العلم والحلم) للإمام آدم بن أبي إياس (ت220ه)، بتحقيق د. عامر حسن صبري، وهو كنز تراثي لطيف، يسوق المؤلف فيه باسناده أحاديث، ومقولات عن الصحابة ومن بعدهم في أبواب متعلقة بالعلم والحلم.
ساق بسنده (ص62) .. إلى أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال:
(لا تزال ظالماً ما دمتُ مخاصماً، ولا تزال آثماً ما دمتُ ممارياً، ولا تزال كاذباً ما دمت محدّثاً في غير ذات الله).
يا لهذه الروعة: المخاصمة طريق الظلم، والمراء طريق الإثم، وابتغاء غير الله طريق الكذب.
سطر مكتنز بمعانٍ لا يهتدى لها لولا توفيق الله.
الذي لفت نظري، وشدني أكثر من هذه الثلاث: (لا تزال ظالماً ما دمتُ مخاصماً).
وذلك لأني كتبتُ قبل أسابيع كلاماً طويلاً حول أثر الخصومات في البغي والفجور، فأدهشني هذا اللفظ المحكم، ولو كنتُ قد ظفرت بهذا النص وقتها لاكتفيت به، وحذفت أكثر المكتوب.
تأمل في الخصومات المعاصرة وستدرك عمق فقه أبي الدرداء رضي الله عنه، الخصومات محفز عنيف للأهواء والأمراض الشخصية، تنجح بجدارة في إخراج أسوء ما في الإنسان، فيقع بسببها في بغي وفجور وظلم عظيم، وكم من حرمات وحقوق وآداب انتهكت بسبب هذه الخصومات.
كلنا نجيد الكلام ونحسن الحديث حول العدل والرحمة وأدب الاختلاف وحسن التعامل، لكن الامتحان الحقيقي لكل هذه المعاني الجميلة يأتي وقت الخصومات.
من تعود على الخصومات فلا بد أن يقع في البغي والظلم، ولهذا عود نفسك على أن تقلل من الخصومات إلى أقل حدٍ ممكن، وهو الحد الشرعي الذي يخاصم فيه الإنسان لذات الله، ولإقامة الحق، ورد الباطل .. وحتى في هذا الحد فيجب أن تراقب نفسك، وأن تكون واعياً بخطر الخصومات، فالنية الصالحة في أول الأمر لا تعصم الإنسان بالضرورة عن الوقوع في الظلم والبغي بسبب الخصومات.
فضل مقولات السلف من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم، وأنك تجد في عباراتهم المقتضبة من الفقه والعقل والبيان ما لا تجده عند غيرهم.
وهذا المعنى ندركه في الجملة، لكن قد يخفى علينا إدراكه على جهة التفصيل، وكلما ازددنا علماً بمقولاتهم، وعناية بها، قوي هذا المعنى واستقر.
كنتُ هذا اليوم أقرأ في كتاب (العلم والحلم) للإمام آدم بن أبي إياس (ت220ه)، بتحقيق د. عامر حسن صبري، وهو كنز تراثي لطيف، يسوق المؤلف فيه باسناده أحاديث، ومقولات عن الصحابة ومن بعدهم في أبواب متعلقة بالعلم والحلم.
ساق بسنده (ص62) .. إلى أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال:
(لا تزال ظالماً ما دمتُ مخاصماً، ولا تزال آثماً ما دمتُ ممارياً، ولا تزال كاذباً ما دمت محدّثاً في غير ذات الله).
يا لهذه الروعة: المخاصمة طريق الظلم، والمراء طريق الإثم، وابتغاء غير الله طريق الكذب.
سطر مكتنز بمعانٍ لا يهتدى لها لولا توفيق الله.
الذي لفت نظري، وشدني أكثر من هذه الثلاث: (لا تزال ظالماً ما دمتُ مخاصماً).
وذلك لأني كتبتُ قبل أسابيع كلاماً طويلاً حول أثر الخصومات في البغي والفجور، فأدهشني هذا اللفظ المحكم، ولو كنتُ قد ظفرت بهذا النص وقتها لاكتفيت به، وحذفت أكثر المكتوب.
تأمل في الخصومات المعاصرة وستدرك عمق فقه أبي الدرداء رضي الله عنه، الخصومات محفز عنيف للأهواء والأمراض الشخصية، تنجح بجدارة في إخراج أسوء ما في الإنسان، فيقع بسببها في بغي وفجور وظلم عظيم، وكم من حرمات وحقوق وآداب انتهكت بسبب هذه الخصومات.
كلنا نجيد الكلام ونحسن الحديث حول العدل والرحمة وأدب الاختلاف وحسن التعامل، لكن الامتحان الحقيقي لكل هذه المعاني الجميلة يأتي وقت الخصومات.
من تعود على الخصومات فلا بد أن يقع في البغي والظلم، ولهذا عود نفسك على أن تقلل من الخصومات إلى أقل حدٍ ممكن، وهو الحد الشرعي الذي يخاصم فيه الإنسان لذات الله، ولإقامة الحق، ورد الباطل .. وحتى في هذا الحد فيجب أن تراقب نفسك، وأن تكون واعياً بخطر الخصومات، فالنية الصالحة في أول الأمر لا تعصم الإنسان بالضرورة عن الوقوع في الظلم والبغي بسبب الخصومات.