الحمد لله .. وبعد،
قد تُبتلى تلك الليالي بشيء من قسوة القلب وعدم التلذذ بالعبادة وإحساس المشقة فيها .. تؤمل ليلة من بعد ليلة أن تدرك شيئًا من لذة العبادة ولين القلب وانبعاث الدمع من مرقده= فلا تجده.
فإذا ابتليت بمثل هذا، فأحسن الظن بربك ولا تقل أُغلقت الأبواب في وجهي وأنا غير موفق وليس لي نصيب من القبول .. هذا كله شر فاجتنبه.
ثم أقم نفسك على العبادة ولا تطاوعها.
نفسك الآن تدعوك للانصراف عن الطاعة وكل الأسباب الظاهرة من قسوة ويأس ووجع وشهوة وزينة دنيا مهيئة لهذا الانصراف؛ فلا تنصرف عن طاعات الشهر؛ بل اصطبر على ما تجد؛ فإن العاقبة للصابرين.
وقد يجد الإنسان مثل هذا الانصراف وانعدام اللذة، فإذا ثبت لأمر الله انقلبت أحواله ووجد من الأنس بالله والاستبشار شيئًا كثيرًا.
وتذكر أننا لا نزال في البدايات وأمامنا مشوار طويل من المجابهة والله مطلع على همومك وآلامك وجهادك فيه.
والأهم من هذا كله: لا تجعل عبادتك موقوفة على إحساسك النفسي من التلذذ بالطاعات؛ بل أنت تعبد الله حال اللين والقسوة وأجرك على الله.