في القاع المظلم الذي سقطت فيه أثناء ركضي خلف الأبواب المغلقة، تلك الأبواب التي حملت لافتات تحذيرية كتبت عليها بخط عريض: “ممنوع الدخول”.
لم أكترث لتحذيراتهم، ولم أعبأ بأصواتهم المتكررة التي تلاحقني: “هذا الطريق لا يقود إلا للضياع”.
كنت كطفل صغير لا يملك القدرة على التمييز بين الأشياء. فإن قلت له: لا تقترب من النار، وضع يده عليها عمدًا، وكأن الألم هو السبيل الوحيد للفهم.
أما أنا، فقد كان نداء داخلي يقودني، حدس خفيّ يخبرني أن الحقيقة تكمن وراء تلك الأبواب التي يخشاها الجميع.
سرت على الطريق المعاكس، متعمدًا تحدي التيار، وكأنني أبحث عن معنى أعمق، عن شيء مفقود، أو عن نسخة مني دفنت تحت ركام الخوف والتردد.
كلما اقتربت من باب جديد، شعرت أنفاسي تضيق، وأن الثقل يردف أقدامي، وكأن الأرض تحاول الإمساك بي، تُقيدني كي أثني عزيمتي.
الأبواب كانت مختلفة؛ بعضها خشبي موصد بأقفال صدئة كأن الزمن نسيها، وبعضها زجاجي شفاف يعكس صورًا مشوشة من حياتي، كأنني أقف أمام ذكرياتٍ رفضت مواجهتها.
وفي لحظة السقوط… أدركت أن الظلام لم يكن سوى مرآة، مرآة تعكس خوفي، شكوكي، وضعفي الذي حاولت طويلاً أن أخفيه عن نفسي.
لكن، ولأن الطريق لا يزال طويلًا، كان لابد لي أن أواجه تلك التحديات والمخاوف. كانت كل منها كظلالٍ سوداء صبغت ماضيّ بلونٍ قاتم.
عندها، قررت أن الغوص في الظلام هو السبيل الوحيد للعودة إلى النور.
لم يكن الطريق المعتاد كافيًا بعد الآن؛ بدلاً من السير في دروب النور المفتوحة للجميع، اخترت أن أعبر الأبواب التي كُتب عليها “ممنوع الدخول”.
فلا النور دائم، ولا الظلام قاتل.
الغوص في الظلام كثيرًا يولّد نورًا أعمق، أما النظر إلى النور طويلاً فقد يحجب الرؤية ويعمي القلب.
#قاسم
لم أكترث لتحذيراتهم، ولم أعبأ بأصواتهم المتكررة التي تلاحقني: “هذا الطريق لا يقود إلا للضياع”.
كنت كطفل صغير لا يملك القدرة على التمييز بين الأشياء. فإن قلت له: لا تقترب من النار، وضع يده عليها عمدًا، وكأن الألم هو السبيل الوحيد للفهم.
أما أنا، فقد كان نداء داخلي يقودني، حدس خفيّ يخبرني أن الحقيقة تكمن وراء تلك الأبواب التي يخشاها الجميع.
سرت على الطريق المعاكس، متعمدًا تحدي التيار، وكأنني أبحث عن معنى أعمق، عن شيء مفقود، أو عن نسخة مني دفنت تحت ركام الخوف والتردد.
كلما اقتربت من باب جديد، شعرت أنفاسي تضيق، وأن الثقل يردف أقدامي، وكأن الأرض تحاول الإمساك بي، تُقيدني كي أثني عزيمتي.
الأبواب كانت مختلفة؛ بعضها خشبي موصد بأقفال صدئة كأن الزمن نسيها، وبعضها زجاجي شفاف يعكس صورًا مشوشة من حياتي، كأنني أقف أمام ذكرياتٍ رفضت مواجهتها.
وفي لحظة السقوط… أدركت أن الظلام لم يكن سوى مرآة، مرآة تعكس خوفي، شكوكي، وضعفي الذي حاولت طويلاً أن أخفيه عن نفسي.
لكن، ولأن الطريق لا يزال طويلًا، كان لابد لي أن أواجه تلك التحديات والمخاوف. كانت كل منها كظلالٍ سوداء صبغت ماضيّ بلونٍ قاتم.
عندها، قررت أن الغوص في الظلام هو السبيل الوحيد للعودة إلى النور.
لم يكن الطريق المعتاد كافيًا بعد الآن؛ بدلاً من السير في دروب النور المفتوحة للجميع، اخترت أن أعبر الأبواب التي كُتب عليها “ممنوع الدخول”.
فلا النور دائم، ولا الظلام قاتل.
الغوص في الظلام كثيرًا يولّد نورًا أعمق، أما النظر إلى النور طويلاً فقد يحجب الرؤية ويعمي القلب.
#قاسم