-
بسم الله والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وعلى صحبه الكرام ومن تتبع سيره إلى يوم القيامة .
فإني وقد بيّنتُ آنفا أني ضد التعلق، واليوم باذن الله وعونه سأحاول أن أشمل في حديثي جميع الأمور المتعلقة بهذا الأمر، وإن نسيت أي أمر أذكره بإذن الله فيما بعد ..
يقول الله تعالى:
"وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
يقول ابن كثير بتفسير هذه الآية:
إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم!
وها هُنا نَفهم القصد والمقصد من وجودنا !
موضوع التَعَلق موضوع مهم ويَقع به الكبير والصغير، وهو عذاب للقلب ولابد، فإن كان القلب مكان الإيمان، ويأتي الإيمان من حُبنا لله وتعظيمنا له وتعلقنا به، فإن حدث وانحرف مسارنا وتعلقنا -بعبد-، ها هنا إذا وُجد خلل وثغر لابد من سده، إذ أن التعلق بمخلوق يُوجب عذاب القلب لأنه يُسبب بُعد عن الخالق، وإعطاء منزلة التعلق لغير الله ذل وتذلل لغير الله، وخاصة إذا رأى الشخص بهذا الشخص أنه-روحه، وقلبه، ونفسه، ونبضه، وفرحه، ووو-، وغيرها من المنطلقات الخاطئة نفسيا، إنما روحك لك و قلبك لك وحياتك لك ونبضك لك و نفسك لك، وإن لم تكن لك فهي لله وحده،"واعلم أن من فرائض الإيمان البراءة من التعلق بالخلق، فلا يجتمع في قلب تمامُ تعلق بالله وبغيره، فأحد التعلُّقين سيطرد صاحبه لا محالة، فعلى حسب تعلق القلب بالله تكون براءته وسلامته من التعلق بمخلوقاته، وهذا راجع إلى تمكن التوحيد من القلب، فإذا استقر في القلب وتمكن من سويدائه فليس له بغير الله متعلق، وكلما ازداد معرفة بالله عظُمَ تعلّقه به حتى لا يبقى في فؤاده بغير ربه أدنى تعلق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم"،"وتفكر في قصة خطبة الصديق عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف علّق الناس برب الناس لا بغيره من مخلوقاته، فخطب الناس قائلاً: «أما بعد، فمن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، قال: فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها عليهم أبو بكر، فتلاها منه الناس كلهم؛ فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها، فأبو بكر رضي الله عنه قد احتمل هذا الخطب الجسيم لأن قلبه كان شديد التعلق بالخالق فوفّقه في ساعة الشدة، وتأمل فقهه بقوله: «فإن الله حي لا يموت"، وها هُنا يُنظر لأمور عدة جليلة والله وهي علاقة أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو كان أحب أصحابه إليه ومع ذلك عندما وافته المنيه الأقرب له والأحب وقف صادما أمام الصحابة وقال قولته، فأيده الله حينها قوة عظيمة لتكون زاد للصحابة ولئلا تُحمل مضرات وضرائر بسبب موت النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك نحن دائما وأبدا نذكر أنفسنا بالموت، وأن كُل من نُحب نهايته موت ثم حساب ثم خلود في جنة نسأله هي، أو نار نعوذ بالله منها، ولك في قولة القائل عبرة وعظة"وأحبب من شئت، فإنك مُفارقة"!!
أحببتَِ والداك؟
ستفارقهما.
أحببتَِ زوجتك/زوجك
ستفارقانه!!
أحببتَِ طفلك؟!
ستفارقانه!!
ها أنا أكتب لكم، وربما غدا تسمعون خبر وفاتي-اسأل الله حُسن الختام-، فلا تعذبوا قلوبكم يا كرام، واتقوا الله فيها ما استطعتم، وعلّقوا قلوبكم به وحده، فإنه يبقى حينما يفنى المال والولد!
يتبع فيما بعد بإذن الله .
•|| @gymh_zrq
بسم الله والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وعلى صحبه الكرام ومن تتبع سيره إلى يوم القيامة .
فإني وقد بيّنتُ آنفا أني ضد التعلق، واليوم باذن الله وعونه سأحاول أن أشمل في حديثي جميع الأمور المتعلقة بهذا الأمر، وإن نسيت أي أمر أذكره بإذن الله فيما بعد ..
يقول الله تعالى:
"وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
يقول ابن كثير بتفسير هذه الآية:
إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم!
وها هُنا نَفهم القصد والمقصد من وجودنا !
موضوع التَعَلق موضوع مهم ويَقع به الكبير والصغير، وهو عذاب للقلب ولابد، فإن كان القلب مكان الإيمان، ويأتي الإيمان من حُبنا لله وتعظيمنا له وتعلقنا به، فإن حدث وانحرف مسارنا وتعلقنا -بعبد-، ها هنا إذا وُجد خلل وثغر لابد من سده، إذ أن التعلق بمخلوق يُوجب عذاب القلب لأنه يُسبب بُعد عن الخالق، وإعطاء منزلة التعلق لغير الله ذل وتذلل لغير الله، وخاصة إذا رأى الشخص بهذا الشخص أنه-روحه، وقلبه، ونفسه، ونبضه، وفرحه، ووو-، وغيرها من المنطلقات الخاطئة نفسيا، إنما روحك لك و قلبك لك وحياتك لك ونبضك لك و نفسك لك، وإن لم تكن لك فهي لله وحده،"واعلم أن من فرائض الإيمان البراءة من التعلق بالخلق، فلا يجتمع في قلب تمامُ تعلق بالله وبغيره، فأحد التعلُّقين سيطرد صاحبه لا محالة، فعلى حسب تعلق القلب بالله تكون براءته وسلامته من التعلق بمخلوقاته، وهذا راجع إلى تمكن التوحيد من القلب، فإذا استقر في القلب وتمكن من سويدائه فليس له بغير الله متعلق، وكلما ازداد معرفة بالله عظُمَ تعلّقه به حتى لا يبقى في فؤاده بغير ربه أدنى تعلق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم"،"وتفكر في قصة خطبة الصديق عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف علّق الناس برب الناس لا بغيره من مخلوقاته، فخطب الناس قائلاً: «أما بعد، فمن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، قال: فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها عليهم أبو بكر، فتلاها منه الناس كلهم؛ فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها، فأبو بكر رضي الله عنه قد احتمل هذا الخطب الجسيم لأن قلبه كان شديد التعلق بالخالق فوفّقه في ساعة الشدة، وتأمل فقهه بقوله: «فإن الله حي لا يموت"، وها هُنا يُنظر لأمور عدة جليلة والله وهي علاقة أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو كان أحب أصحابه إليه ومع ذلك عندما وافته المنيه الأقرب له والأحب وقف صادما أمام الصحابة وقال قولته، فأيده الله حينها قوة عظيمة لتكون زاد للصحابة ولئلا تُحمل مضرات وضرائر بسبب موت النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك نحن دائما وأبدا نذكر أنفسنا بالموت، وأن كُل من نُحب نهايته موت ثم حساب ثم خلود في جنة نسأله هي، أو نار نعوذ بالله منها، ولك في قولة القائل عبرة وعظة"وأحبب من شئت، فإنك مُفارقة"!!
أحببتَِ والداك؟
ستفارقهما.
أحببتَِ زوجتك/زوجك
ستفارقانه!!
أحببتَِ طفلك؟!
ستفارقانه!!
ها أنا أكتب لكم، وربما غدا تسمعون خبر وفاتي-اسأل الله حُسن الختام-، فلا تعذبوا قلوبكم يا كرام، واتقوا الله فيها ما استطعتم، وعلّقوا قلوبكم به وحده، فإنه يبقى حينما يفنى المال والولد!
يتبع فيما بعد بإذن الله .
•|| @gymh_zrq