الاستغفار..
إن الإنسان عادةً يستغفر لنفسه، وهذا شيء طبيعي جداً، فهو يعود إلى حب الذات؛ وهو أمر طيب، أن يحب الإنسان ذاته؛ فيجملها بالاستغفار.. وتارةً الإنسان يدعو لغيره، وفي الشريعة هناك باب بعنوان: "الاستغفار للغير"، فالقضية ليست صعبة: ما عليه إلا أن يحوّل ضمير المفرد إلى ضمير الجمع؛ فيقول: "اللهم!.. اغفر لنا"، بدل قوله: "اللهم!.. اغفر لي".
فإذن، إن الفرق في حرف أو حرفين، ولكن انظروا إلى سعة المغفرة، وإلى الفرق بين الاستغفار للنفس وللمؤمنين!..
آثار الدعاء للمؤمنين..
أولاً: إن رب العالمين ﴿يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء﴾، فهو يغفر في بعض الأوقات من دون استغفار، كما ورد في هذه الرواية: عن النبي (ص):الوضوء على الوضوء؛ نور على نور.. ومن جدّد وضوءه من غير حدث؛ جدد الله توبته من غير استغفار).
ثانياً: إن استغفار المؤمن لأخيه المؤمن لو تحقق، فإن له أجراً:
1. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا قال الرجل: اللهم!.. اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم وجميع الأموات؛ ردَّ الله عليه بعدد ما مضى ومن بقي من كل إنسان دعوة).
-(اللهم!.. اغفر للمؤمنين والمؤمنات).. المؤمن أخص من المسلم.
-(والمسلمين والمسلمات).. المسلم دائرته أوسع!..
-( الأحياء منهم، وجميع الأموات).. ما ترك أحداً: حياً وميتاً أيضاً.
-(ردَّ الله عليه بعدد ما مضى ومن بقي، من كل إنسان دعوة).. إن الموتى في عالم البرزخ، لهم حياتهم البرزخية، صحيح أن أعمال بني آدم تنقطع عند الموت، كما ورد عن النبي (ص):إذا مات المؤمن انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).. ولكن لسان المؤمن في عالم البرزخ؛ لسان مفتوح، ولهذا من مواضع الاستجابة: أن يذهب المرء إلى قبر والديه، ويقرأ لهما الفاتحة، ويطلب منهما الدعاء له، كما كانا يرأفان به في أيام الدنيا!.. فالإنسان الذي يدعو لجميع المؤمنين والمؤمنات، ما المانع أن تأتيه دعوات بحسب من أرسل إليهم!..
2. روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات، إلا رد الله عز وجل عليه مثل الذي دعا لهم به من كل مؤمن ومؤمنة، مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة.. إن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة، فيسحب فيقول المؤمنون والمؤمنات: يا رب!.. هذا الذي كان يدعو لنا؛ فشفعنا فيه.. فيشفعهم الله عز وجل فيه؛ فينجو)؛ هذا هو جزاء الإنسان الذي يدعو في قنوت صلاة الليل للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات!.. فالمؤمن بطبيعته وفيٌّ، وهذا كان دأب النبي .
أ- إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عندما كان يذبح شاة كان يوصي بجزء منها إلى امرأة كانت صديقة لأم المؤمنين خديجة، فالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) إكراماً لأم الزهراء (عليها السلام) كان يكرم صديقاتها.. فعن أنس بن مالك أنه قال: (كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إذا أتي بشيء قال: "اذهبوا به إلى فلانة؛ فإنها كانت صديقة خديجة).
ب- إن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أكرم ابنة حاتم عندما أُسرت؛ كرامة لأبيها حاتم، لا كرامة لدينه؛ لأنه مات في الجاهلية؛ إنما كرامة لصفته صفة الكرم.. تقول الرواية: (أن سُفانة قد قالت لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يا مُحَمّد!.. إن رأيتَ أن تخلّي عنّي، فلا تشمِّت بي أحياء العرب؟!.. فإنّي ابنة سيّد قومي، وإنّ أبي كان يفُكّ العاني، ويحمي الذّمار، ويُقْري الضيف، ويُشبع الجائع، ويُفرّج عن المكروب، ويفشي السلام، ويُطعم الطعام، ولم يردّ طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي.. قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) "يا جارية، هذه صفة المؤمن حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه، خلّوا عنها.. فإن أباها كان يُحِبّ مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق").
3. قال الإِمام الرضا (عليه السلام): «ما من مؤمن يدعو للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأَحياء منهم والاَموات؛ إلاّ كتب الله له بكلِّ مؤمن ومؤمنة حسنة، منذ بعث الله آدم (عليه السلام) إلى أن تقوم الساعة).. هذه الرواية أيضاً رواية مؤملة، فكم مليار مؤمن خلق الله تعالى: من أصحاب الأخدود، إلى أصحاب موسى (عليه السلام)، إلى سحرة فرعون، إلى أصحاب سيد الشهداء (عليه السلام) إلى جميع الأنبياء والمرسلين؟!..
صيغ الاستغفار..
إن هناك عدة صيغ للاستغفار، منها الصيغة التي يطرحها الإمام الصادق (عليه السلام):
1. عنه (عليه السلام): (ما من مؤمن يقترف في يوم أو ليلة أربعين كبيرة، يقول وهو نادم: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام.. وأسأله أن يتوب علي"؛ إلا غفرها الله له، ثم قال: ولا خير فيمن يقارف في كل يوم أو ليلة أربعين كبيرة)..
-(ما من مؤمن يقترف في يوم أو ليلة أربعين كبيرة)..
إن الإنسان عادةً يستغفر لنفسه، وهذا شيء طبيعي جداً، فهو يعود إلى حب الذات؛ وهو أمر طيب، أن يحب الإنسان ذاته؛ فيجملها بالاستغفار.. وتارةً الإنسان يدعو لغيره، وفي الشريعة هناك باب بعنوان: "الاستغفار للغير"، فالقضية ليست صعبة: ما عليه إلا أن يحوّل ضمير المفرد إلى ضمير الجمع؛ فيقول: "اللهم!.. اغفر لنا"، بدل قوله: "اللهم!.. اغفر لي".
فإذن، إن الفرق في حرف أو حرفين، ولكن انظروا إلى سعة المغفرة، وإلى الفرق بين الاستغفار للنفس وللمؤمنين!..
آثار الدعاء للمؤمنين..
أولاً: إن رب العالمين ﴿يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء﴾، فهو يغفر في بعض الأوقات من دون استغفار، كما ورد في هذه الرواية: عن النبي (ص):الوضوء على الوضوء؛ نور على نور.. ومن جدّد وضوءه من غير حدث؛ جدد الله توبته من غير استغفار).
ثانياً: إن استغفار المؤمن لأخيه المؤمن لو تحقق، فإن له أجراً:
1. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا قال الرجل: اللهم!.. اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم وجميع الأموات؛ ردَّ الله عليه بعدد ما مضى ومن بقي من كل إنسان دعوة).
-(اللهم!.. اغفر للمؤمنين والمؤمنات).. المؤمن أخص من المسلم.
-(والمسلمين والمسلمات).. المسلم دائرته أوسع!..
-( الأحياء منهم، وجميع الأموات).. ما ترك أحداً: حياً وميتاً أيضاً.
-(ردَّ الله عليه بعدد ما مضى ومن بقي، من كل إنسان دعوة).. إن الموتى في عالم البرزخ، لهم حياتهم البرزخية، صحيح أن أعمال بني آدم تنقطع عند الموت، كما ورد عن النبي (ص):إذا مات المؤمن انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).. ولكن لسان المؤمن في عالم البرزخ؛ لسان مفتوح، ولهذا من مواضع الاستجابة: أن يذهب المرء إلى قبر والديه، ويقرأ لهما الفاتحة، ويطلب منهما الدعاء له، كما كانا يرأفان به في أيام الدنيا!.. فالإنسان الذي يدعو لجميع المؤمنين والمؤمنات، ما المانع أن تأتيه دعوات بحسب من أرسل إليهم!..
2. روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات، إلا رد الله عز وجل عليه مثل الذي دعا لهم به من كل مؤمن ومؤمنة، مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة.. إن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة، فيسحب فيقول المؤمنون والمؤمنات: يا رب!.. هذا الذي كان يدعو لنا؛ فشفعنا فيه.. فيشفعهم الله عز وجل فيه؛ فينجو)؛ هذا هو جزاء الإنسان الذي يدعو في قنوت صلاة الليل للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات!.. فالمؤمن بطبيعته وفيٌّ، وهذا كان دأب النبي .
أ- إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عندما كان يذبح شاة كان يوصي بجزء منها إلى امرأة كانت صديقة لأم المؤمنين خديجة، فالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) إكراماً لأم الزهراء (عليها السلام) كان يكرم صديقاتها.. فعن أنس بن مالك أنه قال: (كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إذا أتي بشيء قال: "اذهبوا به إلى فلانة؛ فإنها كانت صديقة خديجة).
ب- إن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أكرم ابنة حاتم عندما أُسرت؛ كرامة لأبيها حاتم، لا كرامة لدينه؛ لأنه مات في الجاهلية؛ إنما كرامة لصفته صفة الكرم.. تقول الرواية: (أن سُفانة قد قالت لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يا مُحَمّد!.. إن رأيتَ أن تخلّي عنّي، فلا تشمِّت بي أحياء العرب؟!.. فإنّي ابنة سيّد قومي، وإنّ أبي كان يفُكّ العاني، ويحمي الذّمار، ويُقْري الضيف، ويُشبع الجائع، ويُفرّج عن المكروب، ويفشي السلام، ويُطعم الطعام، ولم يردّ طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي.. قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) "يا جارية، هذه صفة المؤمن حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه، خلّوا عنها.. فإن أباها كان يُحِبّ مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق").
3. قال الإِمام الرضا (عليه السلام): «ما من مؤمن يدعو للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأَحياء منهم والاَموات؛ إلاّ كتب الله له بكلِّ مؤمن ومؤمنة حسنة، منذ بعث الله آدم (عليه السلام) إلى أن تقوم الساعة).. هذه الرواية أيضاً رواية مؤملة، فكم مليار مؤمن خلق الله تعالى: من أصحاب الأخدود، إلى أصحاب موسى (عليه السلام)، إلى سحرة فرعون، إلى أصحاب سيد الشهداء (عليه السلام) إلى جميع الأنبياء والمرسلين؟!..
صيغ الاستغفار..
إن هناك عدة صيغ للاستغفار، منها الصيغة التي يطرحها الإمام الصادق (عليه السلام):
1. عنه (عليه السلام): (ما من مؤمن يقترف في يوم أو ليلة أربعين كبيرة، يقول وهو نادم: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام.. وأسأله أن يتوب علي"؛ إلا غفرها الله له، ثم قال: ولا خير فيمن يقارف في كل يوم أو ليلة أربعين كبيرة)..
-(ما من مؤمن يقترف في يوم أو ليلة أربعين كبيرة)..