بَلسَم

كتابٌ لا بدّ من قراءته، من أهم المواضيع وأكثرها حساسية وضرورة في زماننا هذا، تطرق فيه المؤلف -حفظه الله- لأبواب لا غنى للمسلم في زماننا هذا للاطلاع عنها. بدأت قراءته منذ مدة، واشارككم بإذن الله بعض الاقتباسات منه والفوائد.

كان الطريق سريعا نوعًا ما، انتهى الشوط الأول وبقي الثاني في البرنامج التخصصي 🙂
اليوم بحمد الله استلمنا نتائج التخرج من برنامج صناعة المحاور وبدأت المهمة الأساسية: توظيف المقول في المعمول، والنظري في التطبيقيّ.. هي نهاية مسار وبداية آخر؛ على الطريق سائرون إلى الهدف الأكبر ان شاء الله 🙂
.
.
بالتوفيق للدفعات القادمة، ومزيدا من التألق لآل محاور 🌸

بالأمس ظهرت تهانئ ومباركات واحتفالات، ومضت ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية كالعادة عند البعض صاخبة وعند الآخر هادئة لا يبالي فيها برقم زائد في التقويم الميلادي.. فيما قام بعض المسلمين كذلك بتهنئة (اخوتهم) المسيحيين بقدوم السنة الجديدة ساترةً وراءها تهنئة بعيد ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، على أساس أننا "نقدّر احتفالكم بعيسى الذي هو نبي عندنا نحبه ونشترك معكم في حبه". »شغلات الصبغة الانسانية *ابتسامة*
فيأتون بآية «والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا» بمعنى: انظروا يا مسيحيين لا توجد بيننا أي طائفية وعندنا في القرآن هذه الآية الجليلة التي تسوغ لنا تهنئتكم. بالإضافة إلى رسالة مباشرة أو غير مباشرة للـ(متطرفين) الذين يرفضون هذه الدعوة الانسانية -بغض النظر عن مضامينها- تقول: "لا تضيقوا علينا واسعًا لم يضيّقه الله!"
ولكن الاشكالية الحقيقية وراء هذه الدعوى -وبحكم اطلاعي على ما يربو من خمسة اشخاص ممن ارسل هذه التهنئة من الذين اتابعهم- أنها تقوم بظاهرة تسمى (تبعيض الوحي) أو اقتصاص الآيات من سياقها، فهذه الآية التي تستشهد بها على تسويغ موقف عقدي -عقَدي بمعنى الكلمة لمن بحَث- إنما هي دليل على عكس النتيجة التي يريدونها، ويتضح ذلك من سياق الآية الذي لم يورِدوه، ولو أوردوه لانقلبت التهنئة رأسًا. لنقرأ معًا:
[ والسلام علَيّ يوم ولدتُ ويوم أَموتُ ويومَ أُبعَث حَيّا (٣٣) ذلِك عيسى ابن مَريم قول الحَق الذي فيه يَمترون (٣٤) ما كان لِله أن يَتخذ من وَلد سبحانه إِذا قَضى أَمرا فَإِنما يَقول لَه كن فَيَكون (٣٥) وَإِن اللّه ربي ورَبكم فَاعبُدوهُ هـذا صِراط مُستقيم ] مريم.
وفي آخر السورة آية أشد على اولئك الذين تزعمون تهنئتهم: [ وقالوا اتخذ الرّحمـن ولدا (٨٨) لقد جئتم شَيئا إذا (٨٩) تكاد السماوات يتفَطرنَ منه وَتَنشق الأَرض وَتَخِر الجِبال هَدّا (٩٠) أَن دعوا لِلرحمـن ولدا (٩١) وَما يَنبغي لِلرّحمـن أن يتّخذ وَلَدا (٩٢) إِن كُل مَن في السماوات والأرض إِلا آتي الرّحمـن عبدا )
وهكذا تصبح رسالة التهنئة كالمثَل المغربي الذي يقول: " يخ منو وعيني فيه :) " خاصّة إذا أمسك احدهم المصحف وبدأ يقرأ ابتداء من آية (والسلام عليّ...)
هذا وفي الأمر وجوه رد أخرى أينما نظرت إلى أحدها علمت خطأ الاستدلال بالآية على النتيجة في ذلك الوقت من السنة بالضبط.
#شبرًا_بشبر

هل سألنا انفسنا ماذا تغير فينا؟ او على الأقل مالفرق بين هذه السنة والتي قبلها من ناحية التأثير الديني أو الاخروي؟
فرق الأرقام ليس ذا معنى إن لم يكن في جوفه تغيّر في حمرة اللون -على حد تعبير الرافعي-
وكأنه من اللازم علينا أن نكون إمّعة في شيء لا أصل له عندنا ولا رجاء من ورائه ينفع.
ومن عجيب فعل بعضهم أنهم قالوا: سنخبئ كعكة رأس السنة الميلادية الى الغد حتى نُعتبر من المخالفين لهم في سنة الاحتفال..!
ألهذه الدرجة؟ وكأن السماء ستنشق وتبتلع من لم يهنئ الآخر بقدوم السنة الجديدة، أو يكن له نصيبٌ فيها ولو.. في قطعة حلوى!
-
وليأت بعدها من يقول: انتم تضيقون واسعًا وتحجّرون فكرًا وتنشرون الغلو والتطرف..
لكن حين يتعلق الأمر بعيد الاضحى لن تجد مسيحيًا واحدا يشاركك الاحتفال به.
#لتتبعن_سنن_من_كان_قبلكم
#شبرًا_بشبر

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1805032036176261&id=1432517800094355

التعليقات.

*ميزان*
-
من أهم ما ازن به علم الشخص وتحرّيه للحق في الطلب أن يعزو كل قول الى قائله، بل إن استطاع أن يعزو كل جملة نقلها الى قائلها فذاك أحسن وأفضل.
وأكثر ما أبغض المرء ينقل من غيره -ولو اقتباسا يريد به الخير والفائدة- دون عزوه، فسرعان ما ينقلب الميزان رأسًا.
وياله من جرمٍ تبخس به الناس حقوقهم إن أنت نقضت أمانة النقل !

نصيحة ثمينة أنصح نفسي بها وإياكم: ——
" ومنهم طائفةٌ لا تترك الفرائض ، ولكنها أحبَّت العلمَ والمناظرة ، وأن يقال : فلانٌ اليوم فقيهُ البلد ، حبًّا اختلط بعظمِها ولحمِها ، فاستغرقتْ فيه أكثرَ أوقاتها ، واستهانت بالقرآن ، ونسيت القرآنَ بعد حفظه ، وشمخت بآنافِها مع ذلك ، وقالت : نحن العلماء.

وإذا قامت لصلاة الفريضة قامتْ أربعًا لا تذكر اللهَ فيها إلا قليلًا ، مزجت صلاتَها بالفكر في باب الحيض ودقائق الجنايات .

وربما جاء ليقول : (إياك نعبد وإياك نستعين) سبق لسانه إلى ما هو مفكرٌ فيه من جزئيات الفروع ، فنطق به .

ثم إذا سألت واحدًا من هذه الطائفة فقلتَ : أصليتَ سنَّةَ الظهرِ ؟
قال لكَ : قال الشافعي : «طلب العلم أفضل من صلاة النافلة» .

أو قلت له : أَخَشَعْتَ في صلاتك ؟
قال : ليس الخشوع من شرائط صحة الصلاة .

أو قلت له : أُنْسِيتَ القرآن ؟
قال لك : لم يقل : (إن نسيانه كبيرة) إلا صاحبُ "العدة" ، وما الدليل على ذلك ؟! وأنا لم أنسَ الجميع ، فإني أحفظ الفاتحة وكثيرًا من القرآن غيرها .

فقل له : أيها الفقيه ، كلمة حق أريد بها باطل ، إن الشافعيَّ لم يعنِ ما أردت ، ويخشى على من هذا شأنه المروق من الدين رأسًا " .

ابن السبكي | معيد النعم ومبيد النقم (ص٦٨)
—---
من قناة: "مُنتقى الوجادات"