لاحظ الناس تغُيري وقسوتي وتحجر قلبي وبرودي و خمولي ، وعدم رغبتي في مغادرة المنّزل ، و تدهور حالتي الجَسدية والنفسية ، وإنطفائي الكبير تجاه الحياة ، ولكنهُم لمّ يلحظوا أبدًا إكتئابي وقلقي ، وخوفي و شرودي ، وإنكساري وخيبتي ، وألمي و يأسي ، لم يشهدوا مُعاناتي أبدًا ، فقط شهدوا على تغيري وأكتفوا بذلك ، وببساطة ودون أن يبذلوا أي جهد لتدارك وضّعي وصفوني بالكئيب ، البارد ، الفاشل ، المُتشائم ، الكَسول ، عديم الفائدة ، المختل عقليًا ، فعلوا كُل ذلك ، ولمّ يستطيعوا ولو لمرة واحدة السؤال عن حالي .