متاع الدنيا الفانية (مشاهداتي):
تعرّض آية الله الشيخ مرتضى البروجرديّ محاولات عدَّة لتصفيته جسديًّا، الأولى ثمّ الثانية، وكان يقال له عند عيادته: (الحمد الله على سلامتك شيخنا)، فيقول للقائل: (أيّ سلامة تتحدث عنها؟ فقد خسرت الشهادة، وقد فاتتني، وأسأل الله تعالى أن لا تفوتني من بعد)، وقُتل في الثالثة بضربة مسدس بعد عودته من الصلاة والزيارة في الحرم العلويّ بالقرب من مدرسة السيّد اليزدي، وعُرف القاتل فيما بعد، ولبرائة الشيخ وعفويته وطهارة نفسه أحدثكم بما سمعته من رجل أمن كبير حيث كشف الدلالة وهو يتحدّث حينها لجمهرة الناس في باب العمارة قائلًا: (أو مثل الشيخ البروجرديّ يُقتل، فقد عاش في النجف سنوات طويلة ولم نر منه شيئًا يُذكر، حتّى أنا مزحت معه فقلت له: شيخنا ضربوك باليد فلم تمت، بالرمانة فلم تمت، فبماذا تموت، وضحكت وضحك)، هذا ما سمعته منه، ورأيت القاتل العتل المشؤوم حينها في السيارة، وكان البلاتين في ساعده الأيمن، وهو يتبسّم في وجوه الناس ويقول لهم: خلصناكم منهم)، ألا لعنة الله على الظالمين.
والمهم وزعت تركة الشيخ البروجرديّ بعد مقتله بأيّام على طلبة الحوزة العلميّة بوصية منه، كتب مكتبته وكامل أثاث بيته من الإبرة إلى أكبر شيء في البيت، وقد نال صهري دورة جواهر الكلام من كتبه، وكان للشيخ شريف كاشف الغطاء ـ عافاه الله تعالى ـ دورٌ في تنفيذ تلك الوصية، وتوزيع ما بقي من التركة، وبعدها رأيت ولده فضيلة الشيخ مهدي بأم عيني ـ بحكم الجوار في محلّة العمارة ـ حين مغادرته النجف الأشرف، وهو يحمل معه حقيبة واحدة فقط، هذا ما أخذه من بيته.
علق هذا الموقف في البال، وعلقت صلاته بالليل في باب القبلة والباب مؤصدة لم تفتح بعد، وعلقت مواظبته لزيارة حرم أمير المؤمنين عليه السلام يوميًا، وعلقت زيارته لكربلاء في كلّ ليلة جمعة، فهنيئًا له الشهادة، وهنيئًا لأسرته هذا الزهد في متاع الدنيا.
• هذا ما كتبه يراع شيخنا المحقق أحمد علي الحلي .
أقول : نقل لي أحد المشايخ حفظه الله مشاهدة مباشرة بينه وبين الشيخ البروجردي وهي :
إن سماحة الشيخ البروجردي كان مواظبا على زيارة الإمام الحسين عليه السلام ليلة الجمعة وفي إحدى ليالي الشتاء كان الشيخ مريضا مطروحا بفراشه ، فأمر بأن يأخذونه إلى مدينة كربلاء المقدسة لزيارة سيد الشهداء عليه السلام وفعلا ذهب الشيخ وركب السيارة وهو ملفوفا بالبطانية .
وكان الشيخ ملتزما بقراءة دعاء كميل ويقرأ ويبكي بصوت مرتفع .
رحمه الله برحمته الواسعة بحق هذه الليلة المباركة.
تعرّض آية الله الشيخ مرتضى البروجرديّ محاولات عدَّة لتصفيته جسديًّا، الأولى ثمّ الثانية، وكان يقال له عند عيادته: (الحمد الله على سلامتك شيخنا)، فيقول للقائل: (أيّ سلامة تتحدث عنها؟ فقد خسرت الشهادة، وقد فاتتني، وأسأل الله تعالى أن لا تفوتني من بعد)، وقُتل في الثالثة بضربة مسدس بعد عودته من الصلاة والزيارة في الحرم العلويّ بالقرب من مدرسة السيّد اليزدي، وعُرف القاتل فيما بعد، ولبرائة الشيخ وعفويته وطهارة نفسه أحدثكم بما سمعته من رجل أمن كبير حيث كشف الدلالة وهو يتحدّث حينها لجمهرة الناس في باب العمارة قائلًا: (أو مثل الشيخ البروجرديّ يُقتل، فقد عاش في النجف سنوات طويلة ولم نر منه شيئًا يُذكر، حتّى أنا مزحت معه فقلت له: شيخنا ضربوك باليد فلم تمت، بالرمانة فلم تمت، فبماذا تموت، وضحكت وضحك)، هذا ما سمعته منه، ورأيت القاتل العتل المشؤوم حينها في السيارة، وكان البلاتين في ساعده الأيمن، وهو يتبسّم في وجوه الناس ويقول لهم: خلصناكم منهم)، ألا لعنة الله على الظالمين.
والمهم وزعت تركة الشيخ البروجرديّ بعد مقتله بأيّام على طلبة الحوزة العلميّة بوصية منه، كتب مكتبته وكامل أثاث بيته من الإبرة إلى أكبر شيء في البيت، وقد نال صهري دورة جواهر الكلام من كتبه، وكان للشيخ شريف كاشف الغطاء ـ عافاه الله تعالى ـ دورٌ في تنفيذ تلك الوصية، وتوزيع ما بقي من التركة، وبعدها رأيت ولده فضيلة الشيخ مهدي بأم عيني ـ بحكم الجوار في محلّة العمارة ـ حين مغادرته النجف الأشرف، وهو يحمل معه حقيبة واحدة فقط، هذا ما أخذه من بيته.
علق هذا الموقف في البال، وعلقت صلاته بالليل في باب القبلة والباب مؤصدة لم تفتح بعد، وعلقت مواظبته لزيارة حرم أمير المؤمنين عليه السلام يوميًا، وعلقت زيارته لكربلاء في كلّ ليلة جمعة، فهنيئًا له الشهادة، وهنيئًا لأسرته هذا الزهد في متاع الدنيا.
• هذا ما كتبه يراع شيخنا المحقق أحمد علي الحلي .
أقول : نقل لي أحد المشايخ حفظه الله مشاهدة مباشرة بينه وبين الشيخ البروجردي وهي :
إن سماحة الشيخ البروجردي كان مواظبا على زيارة الإمام الحسين عليه السلام ليلة الجمعة وفي إحدى ليالي الشتاء كان الشيخ مريضا مطروحا بفراشه ، فأمر بأن يأخذونه إلى مدينة كربلاء المقدسة لزيارة سيد الشهداء عليه السلام وفعلا ذهب الشيخ وركب السيارة وهو ملفوفا بالبطانية .
وكان الشيخ ملتزما بقراءة دعاء كميل ويقرأ ويبكي بصوت مرتفع .
رحمه الله برحمته الواسعة بحق هذه الليلة المباركة.