#سلسلة_بحوث_اخلاقية
#ميزان_الخلق_الصحيح
#تتمت_الموضوع
الإنسان هو طبيب نفسه وهو المسؤول عن تزكيتها وتهذيب أخلاقها ولكن على علم الأخلاق أن يدله على آية (الصحة ) وأن ينصب له ميزاناً عادلاً يميز به بين صحيح الملكات وفاسدها ، وخير الأعمال وشرها؛
ليألف الحسن منها ويجتنب القبيح ، وقد علمنا في الفصول السابقة ما يتكفل لنا بذلك ، فقد عرفنا أن فضائل الملكات أوساط ورذائلها انحرافات وأطراف ، وعرفنا أن المقياس الذي تعلم به هذه الأوساط هو الشريعة الإلهية المعصومة ، وبهذا الميزان نستطيع أن نعرف الخلق الصحيح فنتوجه إليه في سلوكنا ، وأن نحكم على العمل بأنه خير وأنه صواب إذا وافق الخلق الكريم .
ولكننا قد نخطئ الهدف المقصود وان كما قد علمنا جميع ذلك ، وطبقناه على أعمالنا وعاداتنا .
قد نعين الأوساط التي حكمنا بأنها فضائل ، ونميز الأعمال التي تختص بها هذه الأوساط ثم يسعى إلى تحقيقها حتى يصبح الخلق صفة من صفاتنا ، ونحن مع هذا الجهد كله لم نتصف بالفضيلة لأننا قد أضعنا الغاية التي من أجلها حببت هذه الفضيلة .
ليست الأوساط بمطلقها فضائل ، فقد تطلب هذه الأوساط لغير غاياتها ، والخلق الصحيح ما طلبت به الغاية الصحيحة . والقاعدة التي يذكرها الخلقيون لذلك : أن يتصف الإنسان بالفضيلة لأنها فضيلة . ويجتنب القبيح لأنه قبيح .
أما الإمام الصادق ( عليه السلام ) فيقول في ذلك : " من سرته حسنته ، وساءته سيئته فهو مؤمن " الحسنة هي العمل الخير إذا قصد به الوجه الصحيح ، والسيئة عمل الشر ، وعمل الخير أيضاً حين يقصد به غاية غير صحيحة .
فإذا سر الإنسان بحسنته وأستاء من سيئته كان هذا دليلاً على تركز الخلق الصحيح في نفسه لأن السرور هو التذاذ الإنسان حين يرضي رغبة من رغباته .
والمساءة هي التألم الذي يحصل عند انقماع الرغبة .
وهذا الذي يذكره الخلقيون هنا لا ينافي ما تقدم في تحديد معنى الفضيلة وإنما هو شرح وإيضاح .
الفضيلة أن تعتدل الملكة النفسية فلا تشذ ولا تنحرف . وإذا مالت بها الأهواء واستخدمتها الغايات فقد شذت وانحرفت .
والفضيلة أن تسير النفس في عملها وفي صفاتها على هدى العقل وإرشاده ، فإذا قصدت بالعمل أو بالصفة غاية وضعية فقد بعدت عن حكمة العقل وتعامت عن إرشاده .
والفضيلة أن يتوسط الإنسان في ملكاته ، وأن يتسامى في غاياته ، أما هذا الذي تحدثنا عنه فهو باطل يشبه الحق ، وظلال يشبه الهدى ، وسيئة تلبس ثوب الحسنة .
#بقلم 👈 الشيخ محمد امين زين الدين🤲🏻
@ikuiumuhaltayibuh