السلام على غزتنا الحبيبة
السلام على أهلها الصامدون الصابرون
السلام على مقاتليها الأشداء المنتصرون
السلام على نسائها الصابرات الشامخات
السلام على أطفالها الأبرياء وشبابها العظماء
السلام على ترابها المخضب بدماء الشهداء
السلام على أرضها وسمائها
السلام على هوائها ومائها
السلام على أحبابنا المفقودين تحت الأنقاض حتى نواريهم الثرى
السلام على أسرانا البواسل حتى عودتهم
السلام على جرحانا الأماجد حتى شفائهم
السلام على مساجدنا التي هدّمت وبيوتنا التي دمّرت ومدارسنا التي أحرقت ومستشفياتنا التي خرّبت
السلام على قلوبنا المثقلة وعقولنا المرهقة وأجسادنا المنهكة
رضي الله عن أهل غزة وكل من وقف معهم من المسلمين وأحرار العالم، وسخط الله على من خذلهم وتآمر عليهم وشارك العدو في إبادتهم وحصارهم.
نعم لقد تجرعنا المآسي والعذابات والفقد والنزوح والحرق والآلام والإبادة والخسائر الرهيبة، إلا أننا حين نحتسب كل ذلك عند الله فهي ميزانه ثقيلة وعنده عظيمة، وهي تذكرة العبور إلى جنان الله ونيل رضوانه، حيث النعيم المقيم، ولقاء الأحبة.. محمداً وصحبه.. ومن سبقنا من الشهداء من أهلنا وأحبابنا.
لقد تألمنا كثيراً وبكينا طويلاً وصبرنا صبراً عظيماً، وتحمّلنا من الألم والعذاب ما لو نزل على الجبال الرواسي لنسفها نسفاً وتركها قاعاً صفافاً، لكننا بفضل الله لم نرفع الراية البيضاء، ولم نطئطئ لعدوٍ رأساً، ولم نحنِ لظالمٍ ظهراً، ولم يكسروا عندنا العزيمة، ولم يغتالوا فينا الإرادة.
لقد أفشل صمود شعبنا وبسالة مقاتلينا وصلابة مفاوضينا مشاريع التهجير والاستيطان، ولم يفلح العدو وحلفائه في حلف الناتو والحلف الصهيوعربي في تحقيق أي هدف من أهدافهم المعلنة، سوى القتل والتدمير والإبادة الذي يتقنه كل المارقون والنازيون!
لقد انتصر شعبنا بصموده وثباته وتجذره بأرضه واحتضانه لمقاتليه، وانتصرت مقاومتنا بإصرارها على القتال حتى الرمق الأخير، برغم انتفاء مقومات الصمود، فضلاً عن انتفاء مقومات الحياة أصلاً، فلم يُسجّل على مجاهدٍ واحد الاستسلام أو رفع الراية البيضاء، فخيار أسيادنا المقاتلين إما الإثخان والثأر، وإما الشهادة ورفيع الأجر.
تقبل الله شهداءنا وشافى جرحانا وردّ إلينا أسرانا وعجّل لنا بالفرج القريب والفتح المبين.