تشعر ان الأمكنة تفرغ فجأة وأن الأمكنة الشاغرة في هاجس أشباحهم، يطوفون عبر الأشياء الصامتة وأنت هنا، وحدك او أقل، تفتقد شيئًا ولا تراه. تحن إلى شيء ولا تجد ما يرفع عنك هذا الحنين. تعلم أن من شان الآخرين أن ينتصروا. أن ينهزموا، ومن شانهم أن ينسجوا من كلّ عزلة لك أشدّ ألمًا وأقرب إلى لحظة الغياب. أنت لا تعلم، لا ترغب في ذلك، فقط تبتعد كلما أقترب منك حشد. كلّما أقفرت الأمكنة. لست مغتبطًا، ولست حزينًا. ولست حائرًا بين الحالتين. ترى، فقط ترى، وتصمت. ولا تبالي. تجعل من كل شيء ذريعة للانكفاء، جسدك، حتى كثيرٌ عليك، أفكارك، الأحاسيس التي لا تعرف من أين كلما أقفلت بابًا. كلما أغلقت نافذة. كلما اغلقت ضوءًا.