في البدايه ستُخبرك إنها راضيةٌ بكَ على ما انتَ عليه، من بؤس وبُرّود وشخصيتك الغريبة، وشكل وجهك وكُل عيوبك، ستقنعك انها مهووسة بتفاصيلك وبعمقكَ الذي لا حَدّ لهُ، في افكارك اولًا واخيرًا، ولا يهمها اذا كُنت ذا جاه او لديكَ مشاكل، هي فقط تُهمها غرابتكَ، انطوائيتكَ، عزلتك الغَير مُبرره وصمتك الذي دون نهاية، إن هذا الجانب من الغموض هو ما يشدها أكثر اليك، وهو ما يستفزها لمعرفتكَ اكثر، ولن تتم هذه المعرفه الا بالتعمق والتواصل الباطنيّ، تُريد تَعيرتكَ واكتشّاف ما بداخلك، ماذا يوجد خلف هذهِ الملامح الجميلة واللطيفه، انهُ فضول من نوع اخر، قد يجعل الشخص يضحي بنصف عمرهُ لاشباع جوع نفسهُ، ستتمكن منك بطريقه او أخرى، ستصدقها بالتأكيد، من ذا الذي يرفض امرأه جميلة مثقفه تجيد العبث في المشاعر، واستنطاق الشخص الأخرس الذي بداخلك، بينما هي تحدثك برقه، انت الآن شُبه مخدر، الوقوع في الحب اشبه بأخد جرعه مخدر، قد تقوم بكُل الحماقات التي لم تتخيل يومًا انك ستقترفها إلى الشخص لطالما كرهت ان تكونه، في نهايه الامر ثق انها ستمل منكَ، لا حاجه لها بك لم تعد تغريها، لأنها لم تحبك أساسًا بل أحبّت الجانب المُظلم فيك وحين أحرقت فضولها بداخلك عرفت أنك مُزدحم بالفراغ، حين أطلت على قلبك وعرفت من أنت، وارتوت من أحاديثك وأسرارك، اندثر شعورها الأول اتجاهك، نضبت لهفتها لك وانقضت دهشتها بالمرة، حينها فقط ستشعر أنك خُدعت ! سيتجسد تمثال غباءك ويجلس بجانبك، تتبادلان الشتائم أنتَ وذاتك لوقتٌ طويل، سيسيل لعاب سخافتك وستدرك أنك استنزفتَ جهدك للبوح، لشخص لا يريدك إنما أراد رؤيتك من جانب آخر، ومن زاوية أخرى، او ربما أراد معرفة حقيقتك التي تخفيها عن الجميع..