عن كتاب 📚السيرة النبوية المرحلة المكية🕋
✍️بقلم: أ. أبو ياسر القادري
💎نقض الصحيفة:
شرع بعض زعماء قريش بالعمل على نقض الصحيفة بعد أن مضى على الحصار ثلاث سنين، وأوَّل من أبلى في ذلك بلاءً حسناً هشام بن عمرو فقد ساءته حالة المسلمين ورأى ما هم فيه من عناء، فمشى إلى زهير بن أبي أميَّة وكان شديد الغيرة على النبي ﷺ والمسلمين وكانت أمُّه عاتكة بنت عبد المطلب فقال: يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت؟! واعتذر زهير عن عمل شيء كونه لوحده وأنَّه ربَّما عمل شيئاً لو كان معه رجل آخر لنقض الصحيفة، فقال له هشام: وجدت رجلاً آخر، قال: من هو؟، قال: أنا، قال زهير: ابغنا ثالثاً، فذهب هشام إلى مطعم بن عدي فاعتذر له مطعم لأنَّه لوحده لا يقدر على شيء فلو كان معه رجل آخر، فقال له هشام: قد وجدت لك ثانياً، قال: مَن؟ قال: أنا، قال: ابغنا ثالثاً، قال: قد فعلت، قال: مَن؟ قال: زهير بن أميَّة، قال: ابغنا رابعاً، وذهب هشام إلى أبي البختري وجرى معه حديث كالذي كان مع سابقيه وطلب منه خامساً فذهب هشام إلى زمعة بن الأسود وحدَّثه هشام وسمَّى له القوم الذين قبلوا نقض الصحيفة، فاجتمع هؤلاء وتعاقدوا على نقض الصحيفة، وأقبل زهير على الناس فقال: يا أهل مكَّة! أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يبتاعون ولا يُبتاع منهم، والله لا أقعد حتَّى تُشَقَّ هذه الصحيفة الظالمة.
قال أبو جهل: كذبت والله لا تُشَق، قال زمعة بن الأسود: أنت والله أكذب، ما رضينا بها حين كُتِبَتْ، وقال أبو البختري: صدق والله زمعة لا نرضى ما كُتِبَ فيها، وقال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، وقال هشام بن عمرو نحواً من هذا، فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل، فقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشُقَّها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا كلمة: (باسمك اللهم)، وكانت العرب تفتتح بها كتبها، وخرج المسلمون من الشعب وعاد ركب الإيمان يتابع طريقه وهو أكثر صلابةً وأشدُّ عوداً.
☘️@kadree☘️
✍️بقلم: أ. أبو ياسر القادري
💎نقض الصحيفة:
شرع بعض زعماء قريش بالعمل على نقض الصحيفة بعد أن مضى على الحصار ثلاث سنين، وأوَّل من أبلى في ذلك بلاءً حسناً هشام بن عمرو فقد ساءته حالة المسلمين ورأى ما هم فيه من عناء، فمشى إلى زهير بن أبي أميَّة وكان شديد الغيرة على النبي ﷺ والمسلمين وكانت أمُّه عاتكة بنت عبد المطلب فقال: يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت؟! واعتذر زهير عن عمل شيء كونه لوحده وأنَّه ربَّما عمل شيئاً لو كان معه رجل آخر لنقض الصحيفة، فقال له هشام: وجدت رجلاً آخر، قال: من هو؟، قال: أنا، قال زهير: ابغنا ثالثاً، فذهب هشام إلى مطعم بن عدي فاعتذر له مطعم لأنَّه لوحده لا يقدر على شيء فلو كان معه رجل آخر، فقال له هشام: قد وجدت لك ثانياً، قال: مَن؟ قال: أنا، قال: ابغنا ثالثاً، قال: قد فعلت، قال: مَن؟ قال: زهير بن أميَّة، قال: ابغنا رابعاً، وذهب هشام إلى أبي البختري وجرى معه حديث كالذي كان مع سابقيه وطلب منه خامساً فذهب هشام إلى زمعة بن الأسود وحدَّثه هشام وسمَّى له القوم الذين قبلوا نقض الصحيفة، فاجتمع هؤلاء وتعاقدوا على نقض الصحيفة، وأقبل زهير على الناس فقال: يا أهل مكَّة! أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يبتاعون ولا يُبتاع منهم، والله لا أقعد حتَّى تُشَقَّ هذه الصحيفة الظالمة.
قال أبو جهل: كذبت والله لا تُشَق، قال زمعة بن الأسود: أنت والله أكذب، ما رضينا بها حين كُتِبَتْ، وقال أبو البختري: صدق والله زمعة لا نرضى ما كُتِبَ فيها، وقال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، وقال هشام بن عمرو نحواً من هذا، فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل، فقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشُقَّها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا كلمة: (باسمك اللهم)، وكانت العرب تفتتح بها كتبها، وخرج المسلمون من الشعب وعاد ركب الإيمان يتابع طريقه وهو أكثر صلابةً وأشدُّ عوداً.
☘️@kadree☘️