في ذكرى انتصارِ العُنقِ على المشنَقة، والحنجرةِ على الرّصاص، والقلمِ على سبطانَة المدفع؛ ترتجف الكفُّ والرُّوح وهي تكتبُ في حضرة الشَّهادة، وفي محرابك يا سيِّد الشّهداءِ؛ سيّد قطب!!
كم تفيّأنا وارفَ "الظّلال"، وانتَشَينَا بِشَهدِ كلماتك التي ما إن تخالط الرّوح حتى تحلِّقَ بها في فضاءاتٍ لا نهاية لها، وما تزال معالمُكَ تنير للقابضينَ على الجمرِ طريقَهم فتزلزلَ عروش الطُّغاة.
كلماتُك لم تكن يوماً عرائسَ من شمعٍ وقد روّيتها طُهرَ دمك، فانتَفَضَت تجوبُ الأرض شرقاً وغرباً؛ تبذُر الحقَّ وتسقيَه الثَّبات، لتجنِيَهِ الأجيال حريّةً وتمكينًا، وسبَّابتُك التي شهدَتْ بالتّوحيد ترسلُ على الدَّوام أمواجَ الرُّعب في قلوبهم المصنوعة من طغيانٍ ووَرَق.
كلّما ألقَوا حَبيبًا لنَا في غَيابةِ الجبِّ استَعَرنَا لِسانكَ مُعلنِينَ له: "أَخي أنتَ حرٌّ وراء السُّدود".
وتَتفجّر فينَا الحريّة بمعناها الأشمّ، إذ نصدح له بأيقونَتِك : "أخي أنت حرٌّ بتلك القيود".
وتعلُو على هاماتِ الطُّغاة نِعالُنَا، ونحنُ نغرّد ترانيمَك عن "هُبَل؛ رمز السَّخافة والدّجل".
ونستنشِقُ عبيرَ الجيل الأوَّل في ركب الاسلامِ إذ تَزدَري في لحظةَ الرّحيلِ الى الخلودِ العمائمَ التي ما فَتِئَتْ تأكلُ الفُتَاتَ على مَوائدِ فراعنَة العَصر، ونَمارِيد الزَّمان، فنعلم كيفَ تكون لا إله الا الله سلاحًا أمضى من السَّيف وأقطعَ من النَّصل، وقد أَرادوها مُثَلَّمةً لا روحَ فيها، وأرَدْتَها مُسَلَّمَةً لا شِيَةَ فيها تسرُّ النَّاظرينَ وتُحيِي الغَافلينَ وتزلزلُ الطُّغاةَ المجرمين.
تطيرُ أفئدتُنا إليكَ لنراكَ وأنت تقابلُ القاتلَ بابتسامةِ النَّصرِ لنوقنَ كيفَ تكون الكلمةُ أسطعَ من الشَّمسِ في محو دياجيرِ الاستبداد والطغيان.
#ذكرى_إعدام_سيد_قطب
منقولة