مُنذ أوّل وظيفة فقدتُها، وأنا أبحث عن غيرها حتى وجدت،
مُنذ أوّل وجبة أحرقتُها، وأنا أطبُخ بحذر حتى نجحت،
مُنذ أوّل مرة تعرضتُ بها للغرق، ،وأنا أسبح ببطئ وأصافح الأمواج،
مُنذ أوّل مرة أشتريتُ بها كتابً ولم أستمتع به ،وأنا أشتري كُتبي بعد السؤال عن فحواها،
مُنذ أوّل صعقة كهرباء تعرضت لها، وأنا أنشّف يداي جيداً قبل المساس به،
مُنذ أوّل ندم، وأنا أجاهد لتخطي كل مايشوهة الشك،
مُنذ أوّل بكاء لأشخاصي المقربين، وأنا أفتش عن كل مضايقاتهم وأنسيهم أياها،
مُنذ أوّل رسوب لي، وأنا أدرس بجد لأفتخر بنفسي،
مُنذ أوّل صفعة خذلان من صديقي المقرب، أصحبت أول من يغادر كل شيء يلوث بالغدر،
مُنذ أوّل خديعة لي، وأنا ممتلئ بالشك،
مُنذ أوّل لحنٍ مُبتذل، وأنا لم أمسك قيثاري إلا بشيء يليق به،
مُنذ أوّل مزاج سيء، وأنا أتخلى عن كل ما يؤرقني ليلاً
وبرغم كل هذا الحذر !
لست أدري من أين تتساقط هذه الخسائر، وأي بابٍ هذا الذي تركته مؤارباً لتتسرب منه هذهِ الرياح الخانقة، عشتُ يقظً ولم أعرف للغفلة سبيل، كل تفاصيل العالم مقدّر لها بالمرور فوق قدمي أولاً، هذا الإنجاز المهلك والوعي الدائم، لم يكلفني سوى التعب، ماكان يمكن العيش بهذه الفطنة في كوكب ملئ بكل مايفوتك، وماكان مقدر لي أن أنتبه لكل مايجب الإنتباه له، عقلي الذي قد ينفجر في أي لحظة، لطالما آسرته سرعة البديهة، حتى بت أشكُ بأن الغافلون وحدهم سُعداء.
#مهتريات_أسبوعية
-بقايا.