رواية #طبيب_القلوب ( 14)
بقلم : رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / ما حال ذي القلب الحزين؟! 💚
مع اقتراب الامتحانات النهائية انشغل كل من شهاب وفدوى بالدراسة المكثفة التي أثمرت بالنجاح والتفوق لكليهما حتى في درس الأستاذ شادي كانا قد حصلا على أعلى الدرجات ومهما حاول أن يقتص منهما لم يُفلح!!
قالت إحدى الطالبات وهي تهنئ فدوى على تفوقها وتقديراتها العالية : الذي أعرفه انكِ كنتِ لا ترغبين بكلية الطب.. فكيف جئتِ بكل هذه التقديرات العالية؟!!
ابتسمت فدوى ولم تُعقب.
أجابت زميلة أخرى وهي تضحك : انه الحب يا صديقتي .. الحب يصنع المعجزات!!
وفي حديقة الجامعة حيث اللقاء الأخير والذي سيكون بعده فراق لمدة ثلاثة أشهر تقريباً .. قالت فدوى وكانت غالباً ما تفتتح هي الحديث :
- سنفترق لكن كلماتك سوف لن تُفارقني صحيح؟ اقصد نصائحك!
جاءها صوته صادقاً كما في كل مرة : بالتأكيد ستكون هناك نصيحة في كل ليلة بإذنه تعالى.
بدأت عطلة نهاية السنة وهذا هو اليوم الأول منها وقد بدأت فدوى ختمة ثانية للقرآن وكانت متلهفة جداً لكتاب الله بعد هذه الفترة المضنية من الدراسة والتعب.. انها بحاجة إلى أن تريح قلبها بذكر الله وهو القائل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) تذكرت إحدى رسائل شهاب عن القرآن حينما كتب لها :
عن الامام الصادق(عليه السلام)
" يُدعى بإبن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : ياربّ أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يُتعب نفسه بتلاوتي ويُطيل ليله بترتيلي وتفيضُ عيناه اذا تهجّد،فأرضه كما أرضاني، فيقول العزيز الجبّار : عبدي ابسط يمينك، فيملأها من رضوان الله العزيز الجبّار ويملأ شماله من رحمة الله،ثم يُقال : هذه الجنّة مباحة لك فإقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة "
ما أشوقها لتلك الجنة!
وما أجمل ما وصفها لها شهاب في إحدى رسائله حينما كتب :
المشهد عند باب الجنة..
أصوات الداخلين اختلطت مع
بعضها تحمد الله وتشكره على نعمائه!
تأمل ذلك المشهد عندما يفتح الباب..
(وسيقَ الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا)
أي جمال؟!
أي روعــــــة؟!
أي سعــــــادة؟!
أي رضــــــا ؟!
ما هي الدنيا مقابل تلك اللحظات؟!
أسأل الله أن يجمعني بكم في الجنة..
ويجعلنا ممن قال فيهم:
(وجوهٌ يومئذٍ مُسفرة ضاحكةً مستبشرة).
💜💛💚
أما العطلة في بيت شهاب فبدأت بالعمل والمثابرة على تحصيل لقمة العيش، هو يخرج منذ الصباح الباكر إلى محل بيع الأقمشة حيث عمله مع الحاج فاضل وأخواته يعملن في المنزل على خياطة ما تأتي به النساء لهن من اقمشة وكذلك ما يرسله الحاج فاضل إليهن من قماش وفصالات مرغوبة لدى الزبائن..
كانت حياة الأخوة الأربعة عامرة بالعمل وبذكر الله.. الله الذي لم يتركهم رغم قسوة الزمن عليهم!
وفي المساء وبعد أن يتناولوا وجبة العشاء يبدأ الأخ وأخواته الثلاثة بالتسامر والتحدث بأهم ما واجهتهم اليوم من أحداث ومواقف مع الزبائن سواء في المحل أو في المنزل.. بعضها مواقف ذات عبرة وبعضها مضحكة يذكرونها للترفيه عن أنفسهم دون أن يتعدوا فيها حدود الله.. فلا غيبة ولا تجريح بأحد ولا سخرية أو استهزاء،، هكذا كانت أخلاق شهاب وأخواته.. قمة في الأدب والاحترام مع بعضهم ومع الآخرين.
اما فدوى فكانت تقضي ايامها ولياليها بين القرآن الكريم و روايات الشهيدة بنت الهدى ( وهي سلسلة من القصص الرائعة والروايات الشبابية الهادفة التي أهداها إليها شهاب) وعندما كانت تتعب عيونها من القراءة تخرج من غرفتها لتساعد مربيتها أو لتجلسان معا تتحدثان وتتناقشان في أمور عدة خاصة أن سمية كانت تحمل ثقافة دينية عالية ومعلومات قيمة عن الدين والحياة.
وفي كل ليلة كانت تصل لفدوى رسالة من شهاب تقوي عزيمتها ولتخبرها انه معها في طريق التوجه والتقرب إلى الله.. ومن أجمل ما كتبه لها في الليالي الأولى من العطلة هي هذه الكلمات التي اختارها لها من إحدى المواقع الالكترونية الجميلة :
( كوني قويّة ؛ صُلبة ؛ صامدة ؛ عالية العزيمة ؛ كبيرة في عين نفسك ، كُوني رحيمة رقيقة في الوقت نفسه ، كُوني امرأة لا تُنسى، وكأنك الأنثى الوحيدة التي يحتاجها هذا العالم ؛ الحياة لا تُصفّق للضعفاء ولا تنحني للبؤساء.. كوني كما يريدك صاحب الزمان). 💚
فكتبت له وهي تشعر بقوة تأثير تلك الكلمات على كل كيانها :
حدثني أكثر عن صاحب الزمان وكيف يريدني أن أكون؟!
فجاءها الرد :
صاحب الزمان هو إمامنا الحي الذي يعيش معنا بكل كيانه.. يرانا لكن لا نراه.. وقد نراه فلا نعرفه!
شاء الله أن يحجبه لحكمة هو يعلمها سبحانه..
هو نفسه الحجة ابن الحسن العسكري.. انه إمامنا الثاني عشر والذي ننتظر ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا..
وهو الذي يعترف بظهوره في آخر الزمان كل الفرق الإسلامية، بل كل الديانات على مختلف مذاهبهم تبشر بقدومه في آخر الزمان مع اختلاف المسميات لديهم..
أن من عظيم حظنا اننا نعيش في زمانه..
لأنه الإنسان الذي تمنى جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين أن يعيش
بقلم : رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / ما حال ذي القلب الحزين؟! 💚
مع اقتراب الامتحانات النهائية انشغل كل من شهاب وفدوى بالدراسة المكثفة التي أثمرت بالنجاح والتفوق لكليهما حتى في درس الأستاذ شادي كانا قد حصلا على أعلى الدرجات ومهما حاول أن يقتص منهما لم يُفلح!!
قالت إحدى الطالبات وهي تهنئ فدوى على تفوقها وتقديراتها العالية : الذي أعرفه انكِ كنتِ لا ترغبين بكلية الطب.. فكيف جئتِ بكل هذه التقديرات العالية؟!!
ابتسمت فدوى ولم تُعقب.
أجابت زميلة أخرى وهي تضحك : انه الحب يا صديقتي .. الحب يصنع المعجزات!!
وفي حديقة الجامعة حيث اللقاء الأخير والذي سيكون بعده فراق لمدة ثلاثة أشهر تقريباً .. قالت فدوى وكانت غالباً ما تفتتح هي الحديث :
- سنفترق لكن كلماتك سوف لن تُفارقني صحيح؟ اقصد نصائحك!
جاءها صوته صادقاً كما في كل مرة : بالتأكيد ستكون هناك نصيحة في كل ليلة بإذنه تعالى.
بدأت عطلة نهاية السنة وهذا هو اليوم الأول منها وقد بدأت فدوى ختمة ثانية للقرآن وكانت متلهفة جداً لكتاب الله بعد هذه الفترة المضنية من الدراسة والتعب.. انها بحاجة إلى أن تريح قلبها بذكر الله وهو القائل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) تذكرت إحدى رسائل شهاب عن القرآن حينما كتب لها :
عن الامام الصادق(عليه السلام)
" يُدعى بإبن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : ياربّ أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يُتعب نفسه بتلاوتي ويُطيل ليله بترتيلي وتفيضُ عيناه اذا تهجّد،فأرضه كما أرضاني، فيقول العزيز الجبّار : عبدي ابسط يمينك، فيملأها من رضوان الله العزيز الجبّار ويملأ شماله من رحمة الله،ثم يُقال : هذه الجنّة مباحة لك فإقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة "
ما أشوقها لتلك الجنة!
وما أجمل ما وصفها لها شهاب في إحدى رسائله حينما كتب :
المشهد عند باب الجنة..
أصوات الداخلين اختلطت مع
بعضها تحمد الله وتشكره على نعمائه!
تأمل ذلك المشهد عندما يفتح الباب..
(وسيقَ الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا)
أي جمال؟!
أي روعــــــة؟!
أي سعــــــادة؟!
أي رضــــــا ؟!
ما هي الدنيا مقابل تلك اللحظات؟!
أسأل الله أن يجمعني بكم في الجنة..
ويجعلنا ممن قال فيهم:
(وجوهٌ يومئذٍ مُسفرة ضاحكةً مستبشرة).
💜💛💚
أما العطلة في بيت شهاب فبدأت بالعمل والمثابرة على تحصيل لقمة العيش، هو يخرج منذ الصباح الباكر إلى محل بيع الأقمشة حيث عمله مع الحاج فاضل وأخواته يعملن في المنزل على خياطة ما تأتي به النساء لهن من اقمشة وكذلك ما يرسله الحاج فاضل إليهن من قماش وفصالات مرغوبة لدى الزبائن..
كانت حياة الأخوة الأربعة عامرة بالعمل وبذكر الله.. الله الذي لم يتركهم رغم قسوة الزمن عليهم!
وفي المساء وبعد أن يتناولوا وجبة العشاء يبدأ الأخ وأخواته الثلاثة بالتسامر والتحدث بأهم ما واجهتهم اليوم من أحداث ومواقف مع الزبائن سواء في المحل أو في المنزل.. بعضها مواقف ذات عبرة وبعضها مضحكة يذكرونها للترفيه عن أنفسهم دون أن يتعدوا فيها حدود الله.. فلا غيبة ولا تجريح بأحد ولا سخرية أو استهزاء،، هكذا كانت أخلاق شهاب وأخواته.. قمة في الأدب والاحترام مع بعضهم ومع الآخرين.
اما فدوى فكانت تقضي ايامها ولياليها بين القرآن الكريم و روايات الشهيدة بنت الهدى ( وهي سلسلة من القصص الرائعة والروايات الشبابية الهادفة التي أهداها إليها شهاب) وعندما كانت تتعب عيونها من القراءة تخرج من غرفتها لتساعد مربيتها أو لتجلسان معا تتحدثان وتتناقشان في أمور عدة خاصة أن سمية كانت تحمل ثقافة دينية عالية ومعلومات قيمة عن الدين والحياة.
وفي كل ليلة كانت تصل لفدوى رسالة من شهاب تقوي عزيمتها ولتخبرها انه معها في طريق التوجه والتقرب إلى الله.. ومن أجمل ما كتبه لها في الليالي الأولى من العطلة هي هذه الكلمات التي اختارها لها من إحدى المواقع الالكترونية الجميلة :
( كوني قويّة ؛ صُلبة ؛ صامدة ؛ عالية العزيمة ؛ كبيرة في عين نفسك ، كُوني رحيمة رقيقة في الوقت نفسه ، كُوني امرأة لا تُنسى، وكأنك الأنثى الوحيدة التي يحتاجها هذا العالم ؛ الحياة لا تُصفّق للضعفاء ولا تنحني للبؤساء.. كوني كما يريدك صاحب الزمان). 💚
فكتبت له وهي تشعر بقوة تأثير تلك الكلمات على كل كيانها :
حدثني أكثر عن صاحب الزمان وكيف يريدني أن أكون؟!
فجاءها الرد :
صاحب الزمان هو إمامنا الحي الذي يعيش معنا بكل كيانه.. يرانا لكن لا نراه.. وقد نراه فلا نعرفه!
شاء الله أن يحجبه لحكمة هو يعلمها سبحانه..
هو نفسه الحجة ابن الحسن العسكري.. انه إمامنا الثاني عشر والذي ننتظر ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا..
وهو الذي يعترف بظهوره في آخر الزمان كل الفرق الإسلامية، بل كل الديانات على مختلف مذاهبهم تبشر بقدومه في آخر الزمان مع اختلاف المسميات لديهم..
أن من عظيم حظنا اننا نعيش في زمانه..
لأنه الإنسان الذي تمنى جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين أن يعيش