عندما تضع المكياج؟ هذا ما لا ترضاه لنفسها ابداً!!
بدأت بتحليل الأمر في البداية : يقول تعالى في سورة النور ( ولا يُبدين زينتنهن) فهل المكياج زينة؟
لم تفكر في المسألة طويلاً.. قالت وقد توضح لديها الأمر : الأسم الآخر للمكياج والذي يتداوله الجميع هو ( مساحيق الزينة والتجميل).. الأمر واضح ولا يحتاج إلى تفكير!!
عادت للتساؤل : ولكن لماذا لا يريد الله للمرأة أن تبدي زينتها للرجال؟
كتبت هذا السؤال في رسالة وأرسلتها لشهاب فلم تنتظر طويلا حتى جاءها الرد :
هل ترين اللؤلوة التي في البحر كيف يحفظها الله داخل الصدفة ليحافظ عليها من الحيوانات البحرية المفترسة ومن أهوال البحر ومخاطره؟ لو لم تكن ثمينة ولها قيمتها ما وضعها الله داخل هذا الصندوق القوي الذي لا يمكن كسره بسهولة!!
فالمرأة هي اللؤلؤة، والحجاب هو الصدفة!
وكلما كانت المرأة محتشمة كلما كانت بعيدة عن عيون الحيوانات البشرية!!
وكلما زادت في تبرجها وعريها كلما كانت فريسة سهلة لأصحاب الغرائز الحيوانية.
فالذي خلقها وهي بهذه الفتنة والجمال يريد أن يحافظ عليها من التحرشات الأخلاقية والسلوكيات القذرة لأصحاب النفوس الضعيفة ففرض عليها الحجاب، لتسير بين باقي البشر بانساينتها وليس بإنوثتها!!
وعلى المرأة أن تظهر أنوثتها الحقيقية لزوجها لا غير .. أما تلك التي تعرض نفسها للجميع فهي كالحلوى التي اجتمع عليها الذباب ونظر إليها الجميع بدون استثناء وقد يدوس عليها البعض ولا يبالي!
💛💜💚
صارت زيارات فدوى لمنزل شهاب تتكرر لكن من غير أن يدري!!
كانت تذهب مع مربيتها لغرض الخياطة أو الزيارة بحكم صداقتها للأخوات الثلاث، وكانت تختار فدوى الأوقات التي يكون فيها شهاب في العمل حتى لا تسبب له أي احراج.
وفي إحدى المرات التي كانت فيها فدوى في زيارة لأخواته صادف مجيئه إلى المنزل مبكراً جداً وعلى غير عادته فتفاجأت فدوى وكذلك أخواته بقدومه!
وما أن دخل وشاهد فدوى جالسة حتى القى التحية وأسرع إلى غرفته.. ذهبت إليه سهام لتستطلع خبر عودته المبكرة فكان رده : أرسلني الحاج فاضل لأجلب له ما عندكن من ملابس تم خياطتها.
قالت سهام : حسناً سأجلبها لك.. ولكن من الأفضل أن تجلس قليلاً مع فدوى والخالة سمية فليس من اللائق أن لا تسألهما عن أخبارهما..!
هز شهاب رأسه وهو يقوم من مكانه ويقول : حسناً.. لكن لا استطيع التأخر.. جهزي لي الملابس بسرعة.
خرج شهاب من غرفته ورأى أن فدوى وخالتها تستعدان للخروج أيضا.. ولقد كانت فرحته لا توصف وهو يرى فدوى ترتدي العباءة الزينبية وقد خلا وجهها من المكياج تماماً!!
رافقهما إلى الشارع الرئيسي وفي الطريق لم يتكلم أيا منهما بكلمة واحدة!
استأجر لهما سيارة تاكسي لتوصلهما إلى حيث منزلهما، وبقى هو واقفاً ينظر إلى السيارة إلى أن غابت عن ناظريه.
وما أن دخلت فدوى إلى الشقة حتى اتجهت إلى غرفتها مسرعة وصارت تنظر إلى نفسها في المرآة.. حجابها وعبائتها.. وجهها الخالي من المكياج..!
لقد نظر إليها شهاب هذه المرة بل وأطال في نظرته!
اكيد ان الفرحة جعلته ينسى خفض رأسه كما في كل مرة!
فكرت قليلا : ماذا لو أن شكلي لم يعجبه؟
أخشى أنني صرت أبدو - وأنا من غير مكياج - غير جميلة في نظره!
وهنا دخلت سمية ووجدتها ما تزال ترتدي العباءة..!
قالت بتعجب : إلى الآن لم تخلعي عبائتكِ؟!
ارتبكت فدوى قليلاً.. خلعتها وهي تقول : سأصدقك القول يا خالة.. إنني أخشى أن المحبة التي يكُنّها لي شهاب ستقلُّ في قلبه لأني أبدو شاحبة قليلاً ووجهي ليس فيه بريق السابق!!
ضحكت سمية وهي تجلس على السرير بجانب فدوى وتقول : لا أظن أن شهاب احب وجهكِ الجميل أو منظركِ الفاتن.. حتى يأتي الآن ليقلل من هذا الحب مجرد عدم وضعكِ لمساحيق التجميل!
انه احب روحكِ الطيبة وإيمانكِ الصادق.. أحب عشقكِ للتعلم وفهم كل ما هو صحيح.. أحب طاعتكِ لله ومحاولاتكِ الدائمة لترك المعاصي.. بالعكس يا صغيرتي انا متأكدة بأن فرحة شهاب اليوم وهو يراكِ بهذا المنظر تفوق اي فرحة في قلبه!
قالت فدوى وهي تتطلع إلى السماء من شباك غرفتها : إن أكثر ما أتمناه الآن هو أن يكون ربي راضٍ عني .. فهو عندي أهم من شهاب بكثير.
قالت سمية : أنتِ الآن في نظر رب العزة فتاة مؤمنة بمعنى الكلمة لأن إيمانكِ الباطني صار ينعكس على ظاهركِ وهذا هو المطلوب، بأن يترجم المرء أقواله إلى أفعال حقيقية ولا يبقى إيمانه مجرد قول او لقلقة لسان!!
في تلك الليلة وقفت فدوى لتؤدي صلاة الليل وبعد أن انتهت سجدت لله تعالى شكراً على ما وفقها من ترك المعصية.. بكت وهي تستشعر محبة الله وتوفيقه لها.. قرأت دعاء الحزين، ثم صارت تردد كلمات إمامنا السجاد عليه السلام وهو يخاطب الله تعالى في مناجاة المحبين ..
"إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا "؟!
بدأت بتحليل الأمر في البداية : يقول تعالى في سورة النور ( ولا يُبدين زينتنهن) فهل المكياج زينة؟
لم تفكر في المسألة طويلاً.. قالت وقد توضح لديها الأمر : الأسم الآخر للمكياج والذي يتداوله الجميع هو ( مساحيق الزينة والتجميل).. الأمر واضح ولا يحتاج إلى تفكير!!
عادت للتساؤل : ولكن لماذا لا يريد الله للمرأة أن تبدي زينتها للرجال؟
كتبت هذا السؤال في رسالة وأرسلتها لشهاب فلم تنتظر طويلا حتى جاءها الرد :
هل ترين اللؤلوة التي في البحر كيف يحفظها الله داخل الصدفة ليحافظ عليها من الحيوانات البحرية المفترسة ومن أهوال البحر ومخاطره؟ لو لم تكن ثمينة ولها قيمتها ما وضعها الله داخل هذا الصندوق القوي الذي لا يمكن كسره بسهولة!!
فالمرأة هي اللؤلؤة، والحجاب هو الصدفة!
وكلما كانت المرأة محتشمة كلما كانت بعيدة عن عيون الحيوانات البشرية!!
وكلما زادت في تبرجها وعريها كلما كانت فريسة سهلة لأصحاب الغرائز الحيوانية.
فالذي خلقها وهي بهذه الفتنة والجمال يريد أن يحافظ عليها من التحرشات الأخلاقية والسلوكيات القذرة لأصحاب النفوس الضعيفة ففرض عليها الحجاب، لتسير بين باقي البشر بانساينتها وليس بإنوثتها!!
وعلى المرأة أن تظهر أنوثتها الحقيقية لزوجها لا غير .. أما تلك التي تعرض نفسها للجميع فهي كالحلوى التي اجتمع عليها الذباب ونظر إليها الجميع بدون استثناء وقد يدوس عليها البعض ولا يبالي!
💛💜💚
صارت زيارات فدوى لمنزل شهاب تتكرر لكن من غير أن يدري!!
كانت تذهب مع مربيتها لغرض الخياطة أو الزيارة بحكم صداقتها للأخوات الثلاث، وكانت تختار فدوى الأوقات التي يكون فيها شهاب في العمل حتى لا تسبب له أي احراج.
وفي إحدى المرات التي كانت فيها فدوى في زيارة لأخواته صادف مجيئه إلى المنزل مبكراً جداً وعلى غير عادته فتفاجأت فدوى وكذلك أخواته بقدومه!
وما أن دخل وشاهد فدوى جالسة حتى القى التحية وأسرع إلى غرفته.. ذهبت إليه سهام لتستطلع خبر عودته المبكرة فكان رده : أرسلني الحاج فاضل لأجلب له ما عندكن من ملابس تم خياطتها.
قالت سهام : حسناً سأجلبها لك.. ولكن من الأفضل أن تجلس قليلاً مع فدوى والخالة سمية فليس من اللائق أن لا تسألهما عن أخبارهما..!
هز شهاب رأسه وهو يقوم من مكانه ويقول : حسناً.. لكن لا استطيع التأخر.. جهزي لي الملابس بسرعة.
خرج شهاب من غرفته ورأى أن فدوى وخالتها تستعدان للخروج أيضا.. ولقد كانت فرحته لا توصف وهو يرى فدوى ترتدي العباءة الزينبية وقد خلا وجهها من المكياج تماماً!!
رافقهما إلى الشارع الرئيسي وفي الطريق لم يتكلم أيا منهما بكلمة واحدة!
استأجر لهما سيارة تاكسي لتوصلهما إلى حيث منزلهما، وبقى هو واقفاً ينظر إلى السيارة إلى أن غابت عن ناظريه.
وما أن دخلت فدوى إلى الشقة حتى اتجهت إلى غرفتها مسرعة وصارت تنظر إلى نفسها في المرآة.. حجابها وعبائتها.. وجهها الخالي من المكياج..!
لقد نظر إليها شهاب هذه المرة بل وأطال في نظرته!
اكيد ان الفرحة جعلته ينسى خفض رأسه كما في كل مرة!
فكرت قليلا : ماذا لو أن شكلي لم يعجبه؟
أخشى أنني صرت أبدو - وأنا من غير مكياج - غير جميلة في نظره!
وهنا دخلت سمية ووجدتها ما تزال ترتدي العباءة..!
قالت بتعجب : إلى الآن لم تخلعي عبائتكِ؟!
ارتبكت فدوى قليلاً.. خلعتها وهي تقول : سأصدقك القول يا خالة.. إنني أخشى أن المحبة التي يكُنّها لي شهاب ستقلُّ في قلبه لأني أبدو شاحبة قليلاً ووجهي ليس فيه بريق السابق!!
ضحكت سمية وهي تجلس على السرير بجانب فدوى وتقول : لا أظن أن شهاب احب وجهكِ الجميل أو منظركِ الفاتن.. حتى يأتي الآن ليقلل من هذا الحب مجرد عدم وضعكِ لمساحيق التجميل!
انه احب روحكِ الطيبة وإيمانكِ الصادق.. أحب عشقكِ للتعلم وفهم كل ما هو صحيح.. أحب طاعتكِ لله ومحاولاتكِ الدائمة لترك المعاصي.. بالعكس يا صغيرتي انا متأكدة بأن فرحة شهاب اليوم وهو يراكِ بهذا المنظر تفوق اي فرحة في قلبه!
قالت فدوى وهي تتطلع إلى السماء من شباك غرفتها : إن أكثر ما أتمناه الآن هو أن يكون ربي راضٍ عني .. فهو عندي أهم من شهاب بكثير.
قالت سمية : أنتِ الآن في نظر رب العزة فتاة مؤمنة بمعنى الكلمة لأن إيمانكِ الباطني صار ينعكس على ظاهركِ وهذا هو المطلوب، بأن يترجم المرء أقواله إلى أفعال حقيقية ولا يبقى إيمانه مجرد قول او لقلقة لسان!!
في تلك الليلة وقفت فدوى لتؤدي صلاة الليل وبعد أن انتهت سجدت لله تعالى شكراً على ما وفقها من ترك المعصية.. بكت وهي تستشعر محبة الله وتوفيقه لها.. قرأت دعاء الحزين، ثم صارت تردد كلمات إمامنا السجاد عليه السلام وهو يخاطب الله تعالى في مناجاة المحبين ..
"إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا "؟!