الطنطورية ل رضوى عاشور.pdf
462 ص
الطنطورية
رضوى عاشور
دار الشروق
الطنطورية
رضوى عاشور
دار الشروق
ظللت طوال عمري أردد أكاذيب تسربت إلي من مجالس الأقرباء، ومن كلام الناس وقصاصات الصحف أن الفلسطنيين هم من باعوا ارضهم، وهم من تسببوا في، مأساتهم وهم من سوف يرفضوا العودة إذا جاءت، وللأسف كنت من المرددين لتلك الاكاذيب.
جاءت رضوى عاشور لتلطمنا على وجوهنا لنقف ونتذكر يوميات المأساه من عام 36 وحتى يومنا هذا . لم تكن رضوى عاشور رحيمةً بنا ونحن نقرأ عن الانتكاسات تلو الاخرى وما بين حرب وحرب والا وهناك مجزرة. أن تحمل فى عنقك مفتاح قديم ثقيل صدىء مربوط فى حبل وعندما ينقطع تستبدل بحبل جديد حول عنقك على أمل العودة, وكأنه صك الرق لحريتك وأنك مطالب بحمل تلك الأمانة وان قل وتلاشى الأمل! من أين استمدت كل نساء فلسطين لتلك القوة والتى ينىء بها اعتى الرجال؟ كيف لرقية الطنطورية أن تحمل مأساتها لوحدها وتظل بهذا الثبات؟
كيف لطفله ان تتحمل رائحة الموت التي لم تختفى يوم فى حياتها .. صفحات مليئة بالحقيقة، المأساة لم تحمل البهجة على الاطلاق الا فى مشهد فرح حسن وفاطمة ولكنها حملت لنا الأمل بوجود ناجي العلي الجديد وحمل رقية الطفلة الرضيعة لمفتاح بيت طنطورة .. رضوى عاشور كانت شاهدة على الانتكاسة فى 48، وشاهدة على مجازر مستمرة يتخللها هزائم دائمة وخذلان متواصل ومقبرة جماعية تحولت إلى ملعب لكره السلة !!
Walid Elalfy