@la56t

الناي يعزف بأنفاس المتألمين لا بقصبات الطين. قصبُ البردي كان لا يعرف اسمه ناياً قبلهم. سمع المتألمون صفيره في مساء الريح، في مساء الألم، فعرفوا أن القصب يحكي للوجود عذاباتهم. هنا اتحد الإنسان بالطبيعة، وهنا ولد الناي.
يا حافي القلب: حينما اتّحد الإنسان بالألم اكتشف الناي، وحين اتّحد بالحقيقة أكتشف القلم. لم يظهر القلم والناي عبثاً.. لم يظهر اسمي عبثا.
كم جميل ان تُعطيك الحياة اسمك، كم عظيم ان يُسمُوك في لحدك لا في مهدك.

حزين هو القلب، كيف خلقته إلهي؟.
أنه يتألم كثيرًا، تلوذ به الأغاني.. فكيف تحاسبه؟.

الهي قلبي زهرة تريد شمسها.. إلهي زليخة تريد قميصها.

" يا حافي القلب ؛ لن تجد الله عند الكعبة ، هو ليس ملكٌ
تطوفون حوله .. تجده مع اليتامى وهو من يطوفُ حولهم "

#قصة_طير_شلوى

هي قصة حقيقة أصبحت فيما بعد مثلا شعبيا دارت أحداثها بالعراق عام ١٨٧١ م ، (طيور شلوى) وهم ثلاثة اطفال كبيرهم عمره ثلاث سنوات والاصغر تحت السنتين توفي والدهم (عجرش) وبعده بستة اشهر توفيت والدتهم فلم يبقى لهم الا جدتهم من ابيهم وتدعى شـلوى ونظرا لضيق ذات اليد اصبحت هذه العجوز تدور وسط البيوت تطلب مأكل للاطفال
فصارت ومن باب الاستلطاف تقول : (ماعندكم عشى او غدا لطويراتي) تقصد بذلك الاطفال الثلاثة ..
شاع خبرها بين الناس وعلم الشيخ عبد الكريم الجربا شيخ مشايخ شمر الملقب بـ( ابو خوذه او السمن العربي ) لكرمه علم بقصة هذه العجوز وأحفادها الثلاثه فأمر ان ينقل بيتها الى جوار بيته ومنذ ان انتقلت تلك العائلة الفقيرة إلى جوار الشيخ عبد الكريم أصبح يتفقد احوالهم وكأنهم أهله ومن ذلك انه قبل ان يقدم الغداء او العشاء لضيوفه كان يقول لاتنسون طيور شلوى وكان يشرف هو بنفسه على ذلك ..
ومع الايام كبر الاطفال الثلاثة وأسمائهم (شويش وعدامه وهيشان) .. واصبحوا رجالا يستطيعون القتال ونظرا لارتباط الحلال بالربيع رحل الجربا وجماعته الى مكان بالقرب من الحدود السورية حيث مكان الربيع والماء وهنا كان تواجد للدولة العثمانية الاتراك .. وايضا قبيلة اخرى تقطن هذا المكان ، وكان الجربا وجماعته قليلي العدد مقارنة بكثافة تواجد الاتراك وايضا عدد افراد تلك القبيلة هنا طمعت تلك القبيلة وايضا الوالي التركي بقبيلة شـمر بقيادة الجربا ..
فارسل الاتراك مرسال الى الجربا يطلبون ودي ( مثل الضريبة الآن) .
اجتمع الجربا وافراد قبيلة شمر للتشاور ونظرا لقلتهم ايضا وجودهم المؤقت وافق الجربا على دفع الودي ..
وبعد مدة بسيطة طُلب من الجربا ان يكون الودي مطبوق ( مضاعف) وهنا ايضا وافق الجربا وبعد مدة اي حوالي اسبوعين اقبل فرسان الاتراك ومن الجهة الاخرى فرسان القبيلة الموالية للاتراك وهنا ارسل الاتراك مرسال للجربا وطلب من الجربا بأت يعطونهم (خاكور) باللغة التركية لم يعرفوا معنى خاكور وقال ماذا تقصدون بالخاكور ؟؟؟
قال المرسال (( اي نساء من حريم شمر لجيش الاتراك لغرض المتعة)) هنا تدخل شايب من شيبان شمر ... وانشد قائلاً .. وكان في مكان بعيد عنهم قبور يستطيع الجميع من رؤيتها وهم في مجلس الجربا .. انشــد قائلا :
هنيكم ياساكنين تحت قاع
مامركم وديٍ تقفاه خاكور
هنيكم مُـتم بحشمة وبزاع
ومامن عـديم ينغـز الثـور
وما ان قال ...مامن عديم ينغز الثور الا نكز شـــويش العجرش وقال : انا وانا طير شلوى . وامتطى صهوة جواده واندفع منفرداً بشجاعة منقطعة النظير على جيش الاتراك حيث شق طريقا وسط جموع الخيل والطرابيش الحمر تتطاير يمينا ويسارا من ضرب شويش لرؤوس الخيالة هنا لحق به اخواه عدامة وهيشان العجرش ومن معهم من شمر اغاروا على القبيلة الاخرى ..
وماهي الا ساعة كان كل شي قد انتهى ، فقد تم الانتصار على الاتراك وتلك القبيلة وغنم شجعان شمر والجربا مغانم ومن هنا اطلقت تسمية (طير شلوى) على كل من يتصف بالشجاعة والإقدام والعزة والكرامة ويرد الجميل بأجمل منه لأهله عاجلا أم آجلا .