قَتَّاتُ إنَسانيَة | وفَاء عَبدالجبَّار.
- المُقدمة :
«تَختبئُ خَلف جدار نافِذَتها خائِفَةً أن ترى تَهشمَ قلبهَا، وتُشاهد إنعَكاس وجهَها على زُجاجِ النَّافذة»
النَّص :
ضخبٌ أمام إِحدى الأماكن الفاخِرة، كاميرات تَصوير في جَميع الأنحاء، يَتبعُها قَنواتٌ فضائية، سياراتٌ مَن الطرازِ الفَاخر أمام البَوابة..
سياجٌ أحمر..تَقف السيارة لتَخرج منهُ فتياتٌ مِن أغنى وأرقى العائلات من مُختلف أنحاءِ العالم، يَتبعهم أشهرُ المُمثلين فقط ليَشاهدوا ماذا تَحتوي المَوضة من جديد.!
يَظهر المُصمم المَشهور ويعرض بِالمزادِ بدلة تمَّ بيعُها بِبضعةِ الآف مِن الدولارات فقط!
نَعم، إنهُ شارع الشَانزلزية في فرنسا، حيثُ يَتسابقُ الأغنياءُ لِشراء بَعض من القطَعِ الغَريبة أو مَا يَدعونها بِالمَوضة!، مَوضةٌ يَرتدي فيَها الغَني خُزعبلاتٍ يُجاورهَا أسمٌ لِأحدًا من المَصممينَ ِالمَشهورين..
مَوضةٌ يُجاورها ألم لعَامةِ الناس..
تَشاهد التلفاز وترى «ماري» على الشاشة، جَميلةٌ، مُبهرة، ليتَ لدي كُتب بقدر مالِها.
تَستبقُ «ماري» قنَوات التَصوير تُلاحقها بعد أن أشترت بدلةً بِمَبلغٍ بَاهِظ!
أصوات وقهقهَاتٍ تعلو تلو الأخرى:
«إنها ماري إبنة أغنى رجالِ أعمال فرنَسا»
«أغلب الأغنياء أغبياء، بدلةٌ تساوي مبلغًا باهظُ كهذه!»
لتُلاحقها كلماتٌ وانتقاداتٌ تُقذفُ بالمجَّان..
إِعلانِهَا أن البدلة ستَكون مِن نَصيب شخصِهَا المُميز جعلتِ الأنظار تحومُ حولهَا..تَصلُ لمَنزلِها بهيةً، وكاميراتُ التصوير لازالت تُلاحقها فتُظهر أنها ليَست مُهتمة لهَم بتاتًا...
أتَت ربةُ منزلِها بإِبتسامةٍ تبحثُ عن رضَا مالكةِ البيت ″ماري"
«أنتِ، لتَأتي إلى هُنا!
خُذيَها فأنِها ثَمينة جدًا تأكدي أن لا يَحدث لَها شيئًا وإن حدث، أخذ روحكِ مُقابِلهَا لن يكفي»
تَبتسمُ قائلةً: «حسنًا سَيدتي»
إبِتَسامتِها لم تكُن تُعبر عن شيئٍ بعدها سوى تعاستِهَا، إبِتَسامتِها نظيرةٌ لروحِها المُتهشمة!
تُلملمَ شتاتَ روحِها، تَضم أحزانَها لقلبِها،
تَجمعُ ماتبقى منها وتَعود..
تَختبئُ خَلف نافِذتَها مجددًا.
للأرواحِ حديثٍ، وللقَلوبِ مشاعر!
فِي الرابع والعَشرون من شُباط، الساعة الثانية بعد مُنتصِف الليل..
تُناديها ماري قائلةً:
« آتي لي بالبدلةِ من الأعلى ولتَكوني أكثر حذرًا»
تَنزل من الأعلى حاملةً بيدِها البدلة قدمتها بحذرٍ قائلةً: «هاكِ سيدتي، هل تَودينَ شيئًا آخر.»
ردّت بتهكمٍ..
«نَعم، ليَغرب وجهكِ البشع عن ناظريَ الآن.»
صاحبتها ضحكاتُ أصدقاءِ ماري راجمين لها واحدًا تلوَ الآخر كلماتهم المُهينَة، حاولت أن تغُض سمعها فقط..
صَباح الخامسِ والعشرينِ من شُباط
غادرت «دونيل» المنزل تركت لها رسالةً على حانةِ الكحولِ خاصتها:
«أنا أنسان.»
أنهتَها بَتوقيعها على يَمين الورقة..
مِن الصَعب أن تَصنع إنسانًا..
ولكن السَهل أن تَزرع الأنسان بِداخلك.
ذهبَت إِلى حيِّها المؤججُ بأكواخٍ من الخشبِ وذوي البشرةِ السَّمراء..
إِلا داست أقدامها تُربةَ الحي سُرعان ما أجهشت بِالبُكاء..
تُصيبَها الهزائم.. تُستَل بَسمتها تلكَ لتَتظاهر أن حَنينيِهَا لحيِّها أفقدَّها القدرة على الاِسِتَقامة عندها أجهشت بالبُكاء.
- المُقدمة :
«تَختبئُ خَلف جدار نافِذَتها خائِفَةً أن ترى تَهشمَ قلبهَا، وتُشاهد إنعَكاس وجهَها على زُجاجِ النَّافذة»
النَّص :
ضخبٌ أمام إِحدى الأماكن الفاخِرة، كاميرات تَصوير في جَميع الأنحاء، يَتبعُها قَنواتٌ فضائية، سياراتٌ مَن الطرازِ الفَاخر أمام البَوابة..
سياجٌ أحمر..تَقف السيارة لتَخرج منهُ فتياتٌ مِن أغنى وأرقى العائلات من مُختلف أنحاءِ العالم، يَتبعهم أشهرُ المُمثلين فقط ليَشاهدوا ماذا تَحتوي المَوضة من جديد.!
يَظهر المُصمم المَشهور ويعرض بِالمزادِ بدلة تمَّ بيعُها بِبضعةِ الآف مِن الدولارات فقط!
نَعم، إنهُ شارع الشَانزلزية في فرنسا، حيثُ يَتسابقُ الأغنياءُ لِشراء بَعض من القطَعِ الغَريبة أو مَا يَدعونها بِالمَوضة!، مَوضةٌ يَرتدي فيَها الغَني خُزعبلاتٍ يُجاورهَا أسمٌ لِأحدًا من المَصممينَ ِالمَشهورين..
مَوضةٌ يُجاورها ألم لعَامةِ الناس..
تَشاهد التلفاز وترى «ماري» على الشاشة، جَميلةٌ، مُبهرة، ليتَ لدي كُتب بقدر مالِها.
تَستبقُ «ماري» قنَوات التَصوير تُلاحقها بعد أن أشترت بدلةً بِمَبلغٍ بَاهِظ!
أصوات وقهقهَاتٍ تعلو تلو الأخرى:
«إنها ماري إبنة أغنى رجالِ أعمال فرنَسا»
«أغلب الأغنياء أغبياء، بدلةٌ تساوي مبلغًا باهظُ كهذه!»
لتُلاحقها كلماتٌ وانتقاداتٌ تُقذفُ بالمجَّان..
إِعلانِهَا أن البدلة ستَكون مِن نَصيب شخصِهَا المُميز جعلتِ الأنظار تحومُ حولهَا..تَصلُ لمَنزلِها بهيةً، وكاميراتُ التصوير لازالت تُلاحقها فتُظهر أنها ليَست مُهتمة لهَم بتاتًا...
أتَت ربةُ منزلِها بإِبتسامةٍ تبحثُ عن رضَا مالكةِ البيت ″ماري"
«أنتِ، لتَأتي إلى هُنا!
خُذيَها فأنِها ثَمينة جدًا تأكدي أن لا يَحدث لَها شيئًا وإن حدث، أخذ روحكِ مُقابِلهَا لن يكفي»
تَبتسمُ قائلةً: «حسنًا سَيدتي»
إبِتَسامتِها لم تكُن تُعبر عن شيئٍ بعدها سوى تعاستِهَا، إبِتَسامتِها نظيرةٌ لروحِها المُتهشمة!
تُلملمَ شتاتَ روحِها، تَضم أحزانَها لقلبِها،
تَجمعُ ماتبقى منها وتَعود..
تَختبئُ خَلف نافِذتَها مجددًا.
للأرواحِ حديثٍ، وللقَلوبِ مشاعر!
فِي الرابع والعَشرون من شُباط، الساعة الثانية بعد مُنتصِف الليل..
تُناديها ماري قائلةً:
« آتي لي بالبدلةِ من الأعلى ولتَكوني أكثر حذرًا»
تَنزل من الأعلى حاملةً بيدِها البدلة قدمتها بحذرٍ قائلةً: «هاكِ سيدتي، هل تَودينَ شيئًا آخر.»
ردّت بتهكمٍ..
«نَعم، ليَغرب وجهكِ البشع عن ناظريَ الآن.»
صاحبتها ضحكاتُ أصدقاءِ ماري راجمين لها واحدًا تلوَ الآخر كلماتهم المُهينَة، حاولت أن تغُض سمعها فقط..
صَباح الخامسِ والعشرينِ من شُباط
غادرت «دونيل» المنزل تركت لها رسالةً على حانةِ الكحولِ خاصتها:
«أنا أنسان.»
أنهتَها بَتوقيعها على يَمين الورقة..
مِن الصَعب أن تَصنع إنسانًا..
ولكن السَهل أن تَزرع الأنسان بِداخلك.
ذهبَت إِلى حيِّها المؤججُ بأكواخٍ من الخشبِ وذوي البشرةِ السَّمراء..
إِلا داست أقدامها تُربةَ الحي سُرعان ما أجهشت بِالبُكاء..
تُصيبَها الهزائم.. تُستَل بَسمتها تلكَ لتَتظاهر أن حَنينيِهَا لحيِّها أفقدَّها القدرة على الاِسِتَقامة عندها أجهشت بالبُكاء.