درسي الذي خرجتُ به اليوم ، والذي سأحملهُ معي عبرةً للأيامِ القادمة ؛ هو أنّهُ لا يمكننا إصلاحُ كلّ شيءٍ دائمًا .. ثمّة خطأٌ وعطلٌ لا يُمكنُ للإنسانِ إصلاحه ، مهما توسّعت بؤرة الحسرة في روحه ، ومهما تعصَّرَ ألمًا ، ومهما زادَ حُزنهُ وبؤسهُ وبكـاؤهُ في اللّيالي المُعتمة .. ثمّة أمورٌ يجبُ أن يستسلمَ أمامها الانسان منذُ الوهلةِ الاولى ، وأن لا يُجابه ، أو يحاول ، أو يفكّرَ حتّى في ذلك .. يجب عليه فقط أن يُسلّم نفسه للأمر بكل بساطة ، وبكل خضوعٍ واستسلام ، وأن يفوّض جميع أموره ، ويترك مافي يديه ، ويذهب للهاوية ، ويسقُطُ منها باختياره.. وأن يدعو الله في ذلك الحين بالنّجاة والخلاص فقط.