لقد استهلكتُ وقتََا طويلََا، دون ان أشعُر مرت الايام، ثم الأشهر، لا استطيع عدُها الان، الحُفرة بدأت تُدفن، و الأوهام تتضاعف يومََا بعد يوم، لا أستطيع اخباركَ عدد المرات ألتي سقطتُ فيها، ظنََا مني أن أقدامي لم تعُد تحملني، لم تعُد تشعر خوفََا من فقدانِ الأمل ، لقد استهلكتُ طاقتي كُلها، لمّ يبقى شيءٌ هنا، اتأمل النمل و هوَ يسير على الأرض، العناكب تتعلق على الزوايا، و كأنها الأمل الوحيد ، أشعُر به يتسري نحو رُوحي، مرة اخرى، رُبما المره العاشره، او المئه، لقد فقدتُ الشعور بالأرقام، يتسرب بِخفه، لا أستطيع رؤيته، يشعرني بكُل مالم أشعُر به منذُ فتره طويله، لم يبقى لي شيءٌ هنا، أرسم على هذا الجدار الفارغ، فراغات اخرى، متاهات اخرى، و قبور يحلمون اصدقائي بها ليّ هنا، اللون الأبيض يفقدني بَصري، يخلع إيماني، اصوات الهواء، تشعُرني بالمنزل اكثر من هذا المكان، اكثر من هذه الغرفه، اكثر من هذه المدينه، لقد استهلكت وقتََا طويلََا، أحاول اكثر، اصبحت الحياة مُحاوله بالنسبه لي، الجميع يَحيى هنا، ولكن البعض يفقد حياته و هو يحاول، تتبخر الحلول من دماغه، يبقى فارغََا، يفقد الرغبه، يفقد الرهبه، و يبقى مُعلقََا.