إنّي لأَعْجبُ من عَينٍ بِها فتَرُ
وطفاءَ مكحولةٍ في طَرْفها حَوَرُ
من فَوقها رَسمةٌ كالرّاءِ مُحكَمةٌ
دعجاءَ يُتْعِبُها الإغضاءُ والنَّظَرُ
أنّى أَصَابت بِقَلبي مَوْضِعًا قَذَفًا
قَد كَلَّ عَن شَأوهِ الصَّمْصَامَةُ الذَّكَرُ
في وجْهِ غَانيةٍ وَهْنَانةٍ بَرَزت
من خِدْرها من رآها حَالهُ عَسِرُ
ما قطّعَ النّاسُ كفًّا حينما برزت
بل قطّعوا أضلعًا منها وما شَعَروا ..
فرعاءُ ناعمةٌ لفّاءُ فاتنةٌ
بالرَّقْمِ أخضرَ والدّيباجِ تستترُ
تضيءُ وجْنْتُهَا مِن خَلْفِ بُرْقُعِهَا
كما أضاءَ وراءَ الغَيْمةِ القَمَرُ
هيفاءُ رُعْبوبةٌ فَعْمٌ مَرافِقُها
غرّاءُ آنسةٌ من خُلْقها الخَفَرُ
كأنّ طِينتها بالمْسكِ قد مُزجت
والزّنبقِ الوردِ ممزوجٌ بهِ الزَّهَرُ
تُحذي بأردانِها أطراف مجمرةٍ
فتستطيبُ بها أوانَ تجتمرُ
تلك الفتاةُ التي عُلّقتها عَرَضًا
إن الكريمَ على أخَلاقهِ بَشرُ
سُقى منازلها من غير تهلكةٍ
بين الحصيدِ وبين البُرقةِ المَطرُ .